بقلم: مدحت عويضة
تقترب وبشدة المواجهة الحاسمة بين السيسي وأردوغان في ليبيا. فلقد أطلق السيسي تصريحا من أربع كلمات كافية لإعلان حالة الحرب “السرت والجفرة خط أحمر”.
السيسي الرجل الهادئ والبعيد عن خطب “الصوت العالى والتوتر ” فهو رجل المخابرات الهادئ الذي يعرف كيف يكسب الرأي العام الدولي والمصري بهدوءه واتزانه لا يخرج منه تصريح كهذا إلا لو كان يعنيه بنسبة مائة في المائة.
فبعد تصريح السيسي أصبح علي أردوغان أن يقبل الحل السلمي أو يستعد لحرب مصرية تركية بكل ما تعنيه الكلمة.
قبل الخوض في الحرب التركية الليبية أريد أن أعلن أننا كمصريين قد نختلف مع النظام المصري في نقطة أو نقطتين أو عشرة. لكن عندما يكون الأمر يخص الأمن القومي المصري وعندما تكون هناك مواجهة عسكرية فالمصريين قادرون علي نسيان خلافاهم مع النظام المصري.
بل جنود وتحت أمر قيادتنا السياسية وأن كنا لا نستطيع أن نحمل سلاحا لكن يمكننا دعم جيشنا كل منا في موقعة وبالأدوات التي يمتلكها.
أما فصيل الإخوان فهم فصيل أثبتت الأيام أنهم مجرد خونة وأثبتت الأزمة الليبية أنهم لا يستحقون حمل الجنسية المصرية.
بعد تحذير السيسي ذو الأربع كلمات صمتت تركيا حتي خرج علينا وزير الدفاع التركي ليعلن من ليبيا أنهم سيبقون في ليبيا للأبد.
ولم تمضي علي تصريحات وزير الدفاع التركي 24 ساعة حتي جاء الرد قويا وحاسما بدك قاعدة الوطية التي كانت تعدها تركيا للدفاع الجوي ، ضرب قاعدة الوطية كان إعلان عن جدية التحذيرات فلا مجال للتهاون.
مواجهة السيسي أردوغان قد بدأت بالفعل فحتي وأن لم تقع الحرب المصرية التركية في ليبيا بالفعل فالمواجهة بدأت.
فأردوغان أمامة أمرين الأول عدم دخول سرت والجفرة وفي هذه الحالة يكون السيسي قد أنتصر سياسيا وأستطاع ردع أردوغان “بأربع كلمات”.
الحل الثاني هو الدخول في حرب مباشرة مع الجيش المصري وفي هذه الحالة سينتصر السيسي وستكون نهاية أردوغان سياسيا وعسكريا.
من ناحية أخري السيسي أمامه خيارين لا ثالث لهما أما أن يرضخ الجانب التركي للتحذير أما أن يكون علي أهبة الاستعداد للحرب الشاملة والمباشرة مع الجانب التركي.
ويبدو أن مصر مستعدة لكل الاحتمالات فمنوارة حسم علي الحدود الغربية كانت تدريبات علي الحرب في ليبيا.
والجيش المصري يملك القدرة علي جعل ليبيا مقبرة للأتراك وقادر علي كسر تركيا ووضع نهاية للاعب متهور تلاعب بأمن منطقة الشرق الأوسط وكان سببا في خراب سوريا والعديد من القتلي في العراق.
أذا دخلت تركيا الحرب ضد مصر ستدخلها بدعم ميليشيات داعش وقوات حكومة الوفاق الوطني بينما مصر ستكون مدعومة بمعظم القوي الدولية والعربية والجيش الليبي. حتي حلف الناتو لن يتدخل في الحرب بالرغم من عضوية تركيا في حلف الناتو.
الولايات المتحدة تدعم المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية كذلك معظم الدول الأوروبية وهو النصر السياسي الذي حققه السيسي علي أردوغان فحصد السيسي التأييد والدعم الدولي وترك أردوغان منفردا يدعمه التنظيم الدولي للإخوان ودويلة قطر.
وجاء تحويل كنيسة أيا صوفيا لمسجد ليقضي علي البقية الباقية من الوزن السياسي لتركيا وأردوغان.
الأنباء تتواصل عن استعدادات وحشود عسكرية غرب سرت والجفرة وعن طائرات تغطي سماء سرت والجفرة لحمايتها من أي عدوان محتمل.
مما يدل علي أن الحرب لن تكون هذه المرة حرب مليشيات بل ستكون حرب بين جيشين كبيرين بالرغم من اشتعال الموقف وبالرغم من الاستعدادات العسكرية إلا أنني مازلت أعتقد أن أردوغان لن يتجرأ علي المواجهة العسكرية مع الجيش المصري وسيرضي بالهزيمة السياسية من السيسي ليتحاشي مواجهة عسكرية ستقضي عليه وعلي حزبه وعلي مستقبل بلاده.
وفي المواجهة المصرية التركية وقوف المصري علي الحياد هو خيانة لبلده ولجيشة ولأمن بلادة.
وأعلن من هنا أننا سنكون تحت أمر مصر وقيادتها ولن تفصل بيننا المسافات عن دعم موقف بلادنا ودعم جيشنا ودعم شعبنا بكل قوي وبكل الأدوات التي نمتلكها والمصريين بالخارج كان لهم دور في كل القضايا التي خاضتها مصر وعلي من لا يعلم مدي قدرة القوي الناعمة التي تمتلكها مصر في الخارج, عليه الرجوع لعام 2013 ليتأكد كيف دعم المصريين بالخارج بلادهم ضد الإخوان وأردوغان وأوباما وهيلاري كيلنتون.
وكيف ساعد المصريين في الخارج بلدهم ونحن مستعدون للقيام بهذا الدور مرة أخري.
لقراءة المقال الأصلى أضغط هنا