نعيش في كوكبنا لحظات صعبه و حرجه بل هي مميته لبعض الأحباب و الأعزاء ، فقد قدر لنا الله أن يغزو العالم أجمع جسم ضئيل لا يري بالعين المجرده و لكن أفعاله هزت العالم كله و رجت الأرض بنا رجاً إنه ڤيروس كورونا ١٩ العنيف ( COVID19).
أراد الله أن يجعلنا نعيد النظر في غرورنا و في تكبرنا علي خلقه و ليعرفنا حق قدرنا و ليعلم الدنيا كلها أنه مهما وصل الإنسان لأي قدرٍ من العلم فهو لا يساوي مثقال ذرةٍ في علمه و قدرته ، كما أراد أن نعيد حساباتنا في أفعالنا و لنعرف أن الحياة لحظات مهما طالت لنتعظ و لكن يبدو ذلك بعيداً عن كثيرنا ، فمع كل هذا الوباء و الذي تحول لجائحه تضرب هنا و هناك لا يزال بعض بني البشر يعيشون تحت وطأة الرصاص و نيران المدافع حتي أن منهم يعيش رعباً من الوباء و ويلات الحروب معاً.
وباء ضرب الدنيا و لم يفرق بين غني و فقير ولا كبير وصغير ولا حتي بين علية القوم و أسافلها ولا بين مشهور و مغمور ، فلا مهرب اليوم أو منجي من قدر الله إلا رحمته و لا مهرب منه إلا إليه ، فاليوم لا تغني عنك أموالك التي حصلت عليها بطرقٍ مشروعةٍ كانت أو غير مشروعه و لن يغني عن أولادك ولا نسبك و لا حسبك فالأمر كله متروك لقدر الله و رحمته.
جاءت الجائحه لتعلمنا دروساً ما كنا نتعلمها قط في عشرات السنين و لكن للأسف يبدو أن هناك عقول لا تفقه و قلوب لا تشعر ، أتت الجائحه لتقول لنا اليوم هو يوم العلم و يوم نتائجه اليوم هو يوم جني ثمار الإنفاق علي صحة الناس و تعليمهم فها نحن ننتظر علي أحر من الجمر الدواء من دولٍ تفوقت لا بشئٍ إلا بإهتمامها بتعليم و صحة مواطنيها و الأمر الذي جعلها تسبقنا مئات بل ألاف السنوات الضوئيه.
لم تعلمنا الجائحه نحن فقط كعالم ثالث حجم قصورنا في المؤسسات الصحيه بل انهكت بعض المنظومات الصحيه التي كنا نعتقد أنها عتيقه و عظيمه ، و لكن الفرق أن هذه الدول ستتعلم سريعاً و ستتتجاوز المحنه و أوجه القصور فيها .
أصبح الطبيب و الممرض في العالم كله هو البطل و أصبح كل عامل في المنظومه الصحيه يُنظر إليه نظرات التعظيم و التقدير بل و انهالت عليهم الورود و التحيه من كل ذي عقل يدرك قيمة الطب بل و تحركت دولٌ عده نحو زيادة التقدير المادي لجموع العاملين في القطاعات الصحيه و كم شاهدنا من مشاهدٍ رائعه لجموع من الناس في صافرات إعجاب و إمتنان و تصفيقٍ حاد لهؤلاء الأبطال .
أصبحنا ننتظر دول العالم الأول و هي في سباق مع الزمن من أجل انتاج لقاح أو دواء لهذه الجائحه و أصبح مصير الوباء في بلادنا يرتبط بعلمهم و تقدمهم ، فيا ليتنا نفقه قيمة العلم و قيمة الاستثمار في صحة البشر.
في خلال الشهور القليله الماضيه ، فقد القطاع الطبي في مصر عشرات الشهداء و منهم أصدقاء نعرفهم جميعاً و لم يفرق هذا الڤيروس اللعين بين كبار الأطباء و صغارهم و مع اتهام بعض أبواق الإعلام الفاسد الأطباء بالتقاعس إلا أن أطباء مصر و تمريضها يسطرون بطولاتهم بحروفٍ من ذهب لعلهم يجدون التقدير الذي طالما افتقدوه علي مدار عشرات السنين الماضيه من عمر هذا الوطن الغالي علينا و لعل فقدان هذه الأرواح الذكيه أن يكون جرس انذار للحفاظ علي ما تبقي من هذه الثروه التي لا تقدر بمال .
أطباء مصر و تمريضها ثروةٌ حقيقيه لابد من الحفاظ عليها و تقديرها و منع نزيف الهجره الذي سال عبر سنواتٍ ماضيه ، و بالطبع عن طريق حل سببه كتحسين ظروفهم ماديةً كانت أو معنويه لا بفرض منع السفر كما يعتقد بعض صغار العقول ، فأطباء مصر لن ينسوا أبداً من رفع من روحهم المعنويه في ظل الأزمه و من حط من قيمتهم و أعطي فرصه لضعفاء النفوس للتعدي عليهم بأي صورة كانت و لنحذر من موجة نزوحٍ هائله من المنظومه الحكوميه لو ظل الحال كما كان عليه سابقاً.
دائماً و أبداً هناك في كل شرٍ خير و لعل هذا الخير أن يكون تطوير المنظومه الصحيه المتهالكه و تحسين أوضاع الطاقم الطبي كله فدعونا نتفائل و لو بحذر فدوام الحال من المحال .
حفظ الله مصر و شعب مصر و رفع عنا الوباء و البلاء و رحم الله شهداء الوطن أجمعين .