بثينة أبوالحسن
ورغم المحاولات مرات ومرات أراد الله أن تصعد الروح الطيبة لجنة عرضها السماوات والأرض تاركة ضيق الأرض لمتسع السماء ذلك الشهم الجدع الذي لم يتأخر في حياته عن أبناء بلدته في فرح أو عزاء أو شدة أو مرض
سخر الله له الألاف من أبناء القباحي تبكيه وتسارع لإجراءات دفنه وتشيعه التي كانت مشهد من الحب ورد الجميل بداية من الإصرار على رؤيته قبل الغسل واحتضانه وتوديعه الي متابعة الشباب لسير الإسعاف ووصولها المقابر وتجهيز العربات التى حملت أكثر من ألف شخص غير الموتوسيكلات والعربات الخاصة حتى النساء لأول مرة تشيع متوفى الي المقابر وفي الليل
في الوقت الذي كانت ثلاجات الموتى تعج بالجثث والابناء يرفضوا استلام جثث ذويهم أو حتى حضور غسلهم ودفنهم ، كان أبناء القباحي يتصارعون لتلقف جثمان حبيبهم واحتضانه
فما إن فتحت الإسعاف بابها تخطفت يد الشباب الحبيب واضعينه في نعشه وصلى عليه الألاف دون مبالغة أقصد الرقم وأعنيه حتى أن أحد الشباب وصف المشهد قائلا”أنا ملحقتش أأجر في الجثمان يدوب لمست النعش من تزاحم الشباب واختطافهم ليه
” في مشهد تسقط أمامه كل مزاعم وتحليلات الفيروس وتطفو على الوجه سمات كنا ظننا أنها فقدت مع تزاحم الحياة وفرض لقمة العيش سطوتها لكن ما أن تتاح الفرصة أمام الشهامة تأبى أن تتوارى
كمامة وأبناء القباحي هم سلاح هذا الفيروس
حفظهم الله و بارك لهم
هكذا هم شهامه اولاد البلد
مع كامل احترامى وتقديرى لكل من ساهم فى الجنازه ولكن هناك فررق كبير بين الشهامه وبين التهور والتصرف الغير عقلانى …يجب احترام العلم ولا داعى ادعاء البطولات فى مواقف تعتبر تهور ونتيجته غالبا تكون وبالا عليكم وعلى من حضر بل بما تتسع الدائره لأكبر مما تتصورين . ..على الأقل لا داعى من كشف النعش والقبلات وملامسة المتوفى وكان يكفى حضور الجنازه . عموما نتمنى أن تمر هذه الفعله على خير .