بقلم / ماجدة سيدهم
ومابين ماجدة منير وإيرين باباس حكاية نص وقلم “ماجدة منير” الفنانة اللي اشتهرت بأم الإرهابي في مسلسل الاختيار واللي أبدعت فيه بسلطنه .. فتجاوزت الإبداع . لتؤكد أن الكنز اللي جواها مازال لم ينطلق بعد ولم يكتشف كما يجب ..واللي في كل مرة اتابع عملا لها تحضرني العبقرية اليونانية “إيرين باباس “
ف الاتنين من البارعين اللي بيمثلوا بعينيهم وتعبيرات ملامحهم ..يعني تقدر تعرف وتقرا الحكاية كلها من توتر وتغيير الملامح ومن قلق نظرات العين بس …ودي مقدرة فائقة لايمتلكها الكثير من الفنانين ..
لفتت”ماجدة منير ” نظري في دورها كأم في مسلسل سجن النسا ..كنت أحب المشاهد اللي فيها علشان اتفرج على أم مصرية قح .. ف نظرات عينيها بتحكي تفاصيل من جوا أوي ..
واللعب العفوي بنبرات الصوت سيناريو خطير ..فتسمعها وهي ساكتة أو وهي غضبابة أو كاتمة الصرخة بحسرة ..
الست دي مرعبة.. جبروت وهي بتجسد تركيبة التحدي والقهر مع بعض ..بتجسد الفرحة في ضحكة ..و تقاوم الوجع بضحكة .. وهي من جواها عايشة القهر كله اللي بيطل من عيونها ..فتشوف كم الظلم والفقر والصبر والصلابة وكأنها بتجسد حال اللي خبطت على بابه الفرحة فجأة ولأول مرة .. .فبدل ماتخليك تفرح معاها بتخليك تبكي ..
* فيه فنانين ليهم أسماء كبيرة .. بيمثلوا بمهارة فعلا ..لكن بيفضل مجرد تمثيل بارع ومتقن .. لكن مابيعلمش
وفيه فنانين بيخرجوا من نفسهم بتلقائية و بيعيشوا جوا شخصية تانية خالص من دون أي جهد منهم أو تمثيل .. وكأن كل الشخصيات المختلفة والمتناقضة عايشة جواهم أصلا لكن بتخرج لما يستدعيها عمل درامي قوي
علشان كدا .. فيه فنان بيمثل وفيه فنان بيكون .. دول الفنانين المرعبين أو زي ما يطلق عليهم الغيلان .. و ماجدة منير من المرعبين دول
لكن عاوزة أشير وأركز على ملامح الوجه المميزة لماجدة منير ..فهي تملك الملامح المصرية الواضحة نقية العرق .. ملامح قبطية عريقة اللي واضح فيها العظمة والشموخ ..الملامح اللي مابتنحنيش .. .دي ملامحنا المصرية الحقيقية وقارنوا كدا مع شكل وملامح أجدادنا العظام كأهم دليل وأثر ..
حاجة كدا زي غيطان القمح أو مراكب في النيل أو وقت العصاري أو الموال أو زي تمشية تحت ضي القمر .. بالظبط كدا دي ملامح العيش والملح
الجبهة العريضة ..العيون الثاقبة والنظرة الواثقة .. فنظراتها محددة تطل في عينك مباشرة ..الوجنتان المرتفعتان .الراس المرفوعة تحت أي ظرف ..الجسد العفي المشدود …الصوت القوي الواضح .. هي عارفة بتقول ايه ..وبتعرف تعبر عنه بالظبط وبشكل محدد ..
” ماجدة منير” هي ستات الصعيد الفاخر … وافتكروا كدا شكل أمهات شهداء ليبيا وازاي كانت قوة روحهم وثباتهم ويقين وشوشهم وشموخهم وخطوتهم المستقيمة ظهرهم المشدود..ستات فاخرة مابتتهزمش
للوجه عامل خطير جدا في العمل الفني ومن ذكاء الرؤية الابداعية أن يتحول توتر الملامح وقلق النظرات والجفون وتنوعات السكات لبطولة كاملة من دون أي كلام ..
تفتكروا ” مبروكة ” في فيلم عمر المختار ..رغم صغر حجم المشاهد لكن بالفعل كانت البطولة المؤثرة هي لعيون “إيرين باباس ” ولملامحها الأمازيغية اللي برعت في في توظيفها كأرملة زوربا .. او نظرات الفزع والرغبة اللي ف عيون “داليدا” في اليوم السادس او الغموض القاتل في عيون” چان باتسيت” وقوة تعبيرات وجهه الحاد في رواية العطر الشهيرة .. دا على سبيل المثال ..وهو دا نفس التشابه مع معطيات “ماجدة منير “
فياريت ننتبه و يستغل كتاب السينما دا كويس أوي .. ويكتب العمل الضخم اللي بيحكي عن الأم المصرية أو المرأة المصرية عموما بالصعيد و الريف و الحضر في ملحمة مؤرخة وتوثيقية عبر أزمنة ثرية وتحديات كتيرة للأجيال والعالم وللفن …خاصة ولدينا من الفنانات أيضا من يمتلكن تلك الامتيازات العريقة
بتنا الآن في أمس الحاجة لنخرج من إطار الأعمال التيك واي ..نتمرد على أعمال لزوم الموسم .. نرفض دراما سد الخانة .. اللي في الأول والآخر بتطلع أعمال شديدة التفاهة والسطحية بكل المقاييس وبالتالي بتسقط من أول حلقة وبيسقط معها جمهور كبير .. ونفضل جوه دايرة الهزيمة والخذلان
* أكررها مش أزمة فنانين ..لكنها أزمة نص ..أزمة رؤية ..أزمة فكر ..أزمة ثقافة ..أزمة مرحلة ..أزمة إرادة وليس آخرا
ست “ماجدة منير”شكرا لدخولك كل بيت مصري.. شكرا لتأثيرك في قلب كل أم مصرية ..شكرا لحضورك اللي بيفرق حتى لو كنت ضيفة شرف .. شكرا لك ولننتظر ك في ملحمة تاريخية عن النساء في تاريخ الحضارة المصرية ..