مختار محمود
هل أتاك حديث “خالد الجندى” عن “غشاء البكارة”؟ الشيخ الأزهرى الباحث دائمًا عن الشهرة وصدارة الترند، لا يشغله سوى نفسه واسمه وشهرته وتراكم حساباته البنكية، كما إنه ليس مشغولًا بأمر الإسلام والمسلمين فى شئ، ولا يجب أن يُحمله أحدٌ فوق طاقته، فيعتبره من العلماء الثقات الذين يؤخد عنهم العلم الصحيح والرصين. ومن ثمَّ.. فإنه لم يكن غريبًا أن يرتقى مرتقى كبيرًا عليه، ويخوض فى قضية علمية بالأساس، ويثير جدلًا، يعلم قبل غيره أبعاده وآثاره وتداعياته. بدون مناسبة، وبعيدًا عن مضمون حلقته الأخيرة من برنامجه التليفزيونى الملاكى.. قطع “الجندى” بأنه لا أصل لغشاء البكارة، وأنه ليس دليلًا على شئ، ولا يُستدل به على عدم ارتباط الفتاة جنسيًا من عدمه قبل الزواج، وقال كلامًا مهترئًا مرتبكًا، وعندما أراد المشايخ الثلاثة الذين يشاركونه تقديم الحلقة مراجعته على استحياء، زجرهم وغلَّب وجهة نظره عليهم، كما أنهم آثروا السلامة، حتى لا يقع عليهم غضب الشيخ، فيحرمهم سيف المعز وذهبه!
غريبٌ أمرُ “خالد الجندى” منذ ظهوره ضمن كتيبة “الدعاة الجدد”، قبل نحو ربع قرن، حيث لا يزال رجلًا خفيف العقل والعلم، لا يمكن تصنيفه ضمن زمرة العلماء الجادين والحقيقيين، مهما حصل من فرص ومساحات، لا يحظى بها كبار العلماء والفقهاء المُعتبرين، سواء على الصعيد الإعلامى، أو على الصعيد الرسمى، حيث يعرف نفسه دائمًا بأنه عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية!
يريد “الجندى” استدراجنا إلى قضية جدلية، لا يملك فيها القول الفصل، لأنها ليست قضية دينية بل علمية، وأهل الطب والاختصاص هم أولى من غيرهم، وتحتشد الكتب والمنصات العلمية بالحديث عن “غشاء البكارة” وعن أنواعها و أهميتها وطبيعتها.
“الجندى” ليس مهمومًا بإصلاح العوار الاجتماعى والدينى والأخلاقى الذى يضرب بقوة فى عُمق المجتمع المصرى، ولكن تستهويه إثارة مثل هذه القضايا التى لا طائل من ورائها سوى الجدل وتداول اسم “فضيلته” فى الفضاء الألكترونى، باعتباره العالم المنفتح التنويرى الذى لا يتشدد فى بعض ما استقر فى وجدان وضمائر المصريين من أمور لا ينبغى الاستخفاف بها.
قبل أيام.. أعلنت المثيرة للجدل “إيناس الدغيدى” عن صداقتها الوطيدة بالشيخ المُعمم، بل زادت على ذلك بأنها عرضت عليه المشاركة فى أحد أفلامها السينمائية الهابطة، فتبسم ضاحكًا من قولها، ورد عليها: “هنا تمثيل.. وهنا تمثيل”. الغريب أن “صاحب الفضيلة” لم ينفِ كلام “الدغيدى”، بل راح يماهيها فى أفكارها وقناعاتها المتصادمة مع الثوابت الدينية والأخلاقية، فطالما تحدثت هى ونوال السعداوى وفاطمة ناعوت فى مثل هذه القضايا وحققن من ورائها شهرتهن الزائفة!
القضية ليست “غشاء البكارة”، فكما ذكرنا، هناك من أهم أولى بالرد على “الجندى” وإفحامه وكشف خفة عقله وعلمه وتهافت أفكاره، ولكن القضية الأساسية هى أننا أصبحنا بصدد رجال محسوبين على الذين يسعون بكل ما أوتوا من مكر ودهاء إلى كسر وتحطيم ثوابت المجتمع المصرى، والتمكين لبعض العادات والآفات الغربية الوافدة. فمن قبل “خالد الجندى”.. تهكم الدكتور “مبروك عطية” على إحدى السيدات التى اعترفت له على الهواء بأنها خانت زوجها وأنجبت من عشيقها وتشعر بالذنب الشديد، وطالبها بأن تخرس و”تكفى على الخبر ماخور”، وقطع بأن هذا الولد الذى أنجبته سفاحًا هو ابن زوجها، مستندًا إلى قاعدة: “الولد للفراش”.. فهل يقر الإسلام الصحيح هذا التدليس فى العلاقات الزوجية والشخصية فى زمن العلم والدى إن إيه؟ احفظوا الإسلام من شيوخ الترندات ومجانين الشهرة وأسرى الأضواء، وأعيدوا إلينا ديننا الحنيف طاهرًا ومُطهرًا من كل سوء ورزيَّة.
نعم هذا هو الاسلام الصحيح الذى يؤكد على أن الولد للفراش ورأينا الشيخ الدكتور على جمعه مفتى الديار المصريه وهو يؤكد ذلك ..اذا كنت أنت وأى عاقل ترفض هذة الثوابت فهذا شئ جيد لكن الاسلام يؤكدها ..فلا داعى أن تدافع عن تعاليم متهترئه أصلا ..وماذا عن مدة الحمل أربع سنوات وقيل سبع سنوات وهذا هو الاسلام الصحيح ؟ نعم العقل والطب يرفضون تماما هذة الشعوذات ..وعليك أن ترفضها من منطلق علمى وعقلى ولا تدافع عن الاسلام ” الصحيح ” الذى فى مخيلتك فقط …وهجومك على الأشخاص لا يبرئ الاسلام ونصوصه التى تحتاج الى تطهير فعلى وحذف نهائى اذا كنت جادا فى كلامك . واذا كنت لا تصدقنى أنا مستعد أن أجئ لك بالنصوص الاسلاميه والتى بسببها تركت الاسلام من زمان لأنى احترمت عقلى .ولم أدافع بالكذب مثلك .
ونحن نسألك ما هى الثوابت الدينيه عندك ؟ غشاء البكاره له أهميه قصوى عند الذين أمنوا فى الدنيا وفى الأخره والشيخ خالد الجدندى يعرف ذلك ولا أعرف كيف ينكر هذا ؟ مهر البكر يختلف عن مهر الثيب وهذا بنصوص القران ..ونطلب منك أن تشرح لنا أو تقرأ تفاسير أهل العلم الثقات الذين تتكلم عنهم عن تفسير ” وفى سغل فاكهون ” .وبالمره هل نكاح الدبر من الثوابت أم لا ؟ وما أسباب نزول اية : نساؤكم حرث لكم ؟ اياك أن تجهلها ؟
للتصحيح الايه تقول ” وفى شغل فاكهون ” ..وما الفرق بين مده الحمل أربع سنوات والابن للفراش ؟ هى نفسها وبعينها ..اذن لماذا تهوج وتموج ؟ وهل سمعت عن رجم القرده الزانيه بواسطة اخواتها القرود ؟ ورضاع الكبير ؟ ونكاح الدبر ؟ وهل هذه ثوابت وتوافق عليها أم ترفضها ؟ يعنى تختار ما يروق لك وتتغاضى عن الباقى بمزاجك سوف يتم تكفيرك بل قتلك . والثوابت تقول أن الشمس تغرب فى عين حمئه ..وأن البرق والرعد ملائكه بمخاريق من نار ..وأن الشمس تسجد عند العرش وتستأذن للمغيب أو الشروق فلا يؤذن لها ..هل توافق على هذه الثوابت أم لا ؟ وبالمره فان الأرض تستقر على قرون ثور له عشرون الف قرن والثور يستقر على ظهر حوت اسمه ” نون ” وله سوره فى القران حتى لا تهرب . ..هل توافق أم لا ؟
وقد نجح في استدراجك بالفعل، فأوقعت نفسك فيما منه ظننت أنك منه تفر.
ألا ترى أن “الولد للفراش وللعاهر الحجر” قاعدةٌ شرعيةٌ في مثل هذه المسائل، ثم إن جمعت كل الأحاديث الواردة في هذا الأمر علمت أن الأمر أوسع من ذلك، فهذا أحد الخيارات التي يكفلها الإسلام صيانةً لستر أهل المعصية وتمكينًا لهم من التوبة، إذ لو فضح صاحب المعصية نفسه ربما صعبت عليه التوبة والرجوع عن ذنبه، وهو ما نعرفه في علم النفس “بالوصمة”، فتراه لا يبالي بالمعصية بل والمجاهرة بها بعد ذلك ما دام كل الناس يعلمون أنه عاصٍ، وهي من ألاعيب الشيطان في إضلال بني آدم، والعياذ بالله منه.
وعليك أن تعلم أيضًا على الجانب الآخر في هذه المسألة، أن الزوج إذا شك في سلوك زوجته أو تيقن من وقوعها في الزنا والعياذ بالله، فله شرعًا أن يُلاعِنها ويتبرأ من هذا الولد، ويفرق بينهما في الحال تفريقًا لا رجعة فيه، دون حتى الحاجة إلى الرجوع إلى اختبارات الحمض النووي ولا الأخذ بالشبه، وحينها ينسب الولد إلى أمه كأولاد الزنى، ولكن مع تقدم العلم الآن، فليس لأحدٍ أن يعبث ويتبرأ من ولده جزافًا هكذا، وحينها يأمر القاضي بفحص البصمة الوراثية (DNA)، فإذا ما تبين أنه ولده حدث جرحٌ عميق في قلب الزوجة، والله وحده يعلم ما يداويه، وإذا ما تبين العكس، انصدع قلبه هو، عافانا الله جميعًا من كل ذلك.
وردًّا على الإخوة الذين ذكروا أن الأرض على ظهر حوت أو قرون ثور ونحو ذلك، فلم يصح شيءٌ من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل حكم العلماء أنها من الإسرائيليات (من قصص بني إسرائيل ورواياتهم) التي لا نُصدِّقها ولا نكذِّبها نحن المسلمين.
وأما نكاح الزوجة في الدبر (في موضع خروج الغائط) فهو محرم بل هو كبيرة عظيمة من الكبائر سواء في وقت الحيض أو غيره، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل هذا بل ورد حديث ينص على كفر من فعل ذلك، والعياذ بالله، فقال: “من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد ” رواه الترمذي برقم 1/243 وهو في صحيح الجامع 5918، وإنما تكلمت عن الزوجة لأنها هي التي يُتصوَّر أن يحاول زوجها ذلك معها، فغيرها من بابٍ أولى، وقد أخذ الله قريةً كاملة بجريمة اللواط هذه وهي قرية قوم لوط، عافانا الله من ذلك.
أما القردة الزانية، فقصةٌ رواها رجلٌ رآها في الجاهلية ولم يكن مسلمًا حتى حين رآها، والحقيقة هي عجيبة، لكن أظنه لو رأى ما تعرضه “ناشيونال جيوجرافيك” وأشباهها اليوم لتعجب أكثر من عجبنا من هذه القصة.
وأما رضاع الكبير، فيجب عليك أن تراجع المسألة في كتب الفقه وتبحث عنها لعلك تجدها، وعمومًا فقد كان هذا الحكم خاصًّا بأحد الصحابة، وحتى أريحك فمعنى الرضاعة في اللغة وصول الحليب إلى الجوف وحصول الشبع به، وليس ما يتبادر إلى ذهن بعض المرضى أنه “التقام الثدي”، فحتى إرضاع الصبي يحصل أحيانًا كثيرة بعصر الحليب وحفظه حتى يحين موعد إطعامه (والمتزوجون والمرضعات يعلمون ذلك)، ثم كيف له أصلًا أن يفعل عُشُر ذلك وهو في الأصل لا يجوز له النظر إلى وجهها لا أقول إلى شيءٍ من جسمها؟! فأن الحجاب؟! بل أين غيرةُ العرب؟!
عجبًا والله، الناس تتفوه بأشياء عجيبة وكأن العرب هؤلاء كانوا كديوثي الغرب في زماننا هذا، بل أكاد أجزم والله بأن الغرب على ما فيه من دياثةٍ فاشية لا يقبلون بمثل هذا، فكيف يُتصوَّرُ هذا من عربيٍّ يموتُ دون شرفه وعرضه؟! اعقلوا هداكم الله.