بقلم / ماجدة سيدهم
لسنا في حاجة لأية بروتوكولات علاجية بقدر احتياجنا الملح إلى بعضنا البعض .. وحدنا من يستطيع تخفيف حدة القلق وإزالة أغبرة الرعب عن بعضنا ..
وحدنا من يقدر على هدم حواجز الجوع بالسؤال عن بعض وتشجيع بعضنا البعض . مجرد مكالمة تليفونية للفضفضة والحكي والتأكيد على أن نتشدد لنعبر ونثابر لنجتاز ونقاوم لنعيش وأننا سنفلح ..
وحدنا من يؤكد لبعضنا أننا سنتقابل جميعا عن قريب.. سنحكي عن عزلتنا وأوجاعنا وتسلياتنا وتطوير مهاراتنا ومخاوفنا المبهمة وعن من فقدنا ضحكاتهم فجأة .
سندمع كثيرا ..لكن حتما سنتجول المحلات من جديد ..سنرتاد الكافيهات دونما تزعجنا الكمامات وسنلتفي مع من نحب.د بلهفة أقوى … سنعانق بشدة من افتقدنا عناقهم المختلف ..سنعود من بصمت وعمق من أزمنة التباعد والخوف ..
سنعيد التقاط الصور التذكارية معا ..وسنستمر في الاهتمام بزرعات شرفاتنا المتسلقة على اعتاب نهار جديد…سنفتخر بأنفسنا حين نكتسب سلوكيات أكثر إنسانية وتقارب .. سنقف أمام مرآتنا بإعجاب “بالفعل نحن بارعون “
فالجوع إلى بعضنا هو مايفتك بنا ..ويكسر عظامنا.. ويصيب رئه الفهم بالتهاب كربوني جاثم …يرفع درجة حرارة الاحتياج إلينا عن ذي قبل ..
ففي العزلة من بعضنا اختناق يتوسل لحظة واحدة من أوكسچين العناق.. فلا تتوانوا الآن ..وفتشوا عن كل من هم في خزانة حياتنا ينتظرون بشغف ..