مختار محمود
قبل نحو خمسين عامًا، وبينما كان طالبًا فى كلية التجارة بجامعة عين شمس، كان الطالب “علي جمعة”، الذى صار مُفتيًا فيما بعد، يتعمد الحضور بالزى الأزهرى، ربما تمييزًا لنفسه بين زملائه.
وبعد خمسين عامًا.. وفور انتهاء إحدى الفعاليات الثقافية..احتشد عدد من المثقفين الحكوميين خارج القاعة لالتقاط صورة تذكارية، فاقتحمهم “على جمعة” بسيف الحياء مراوغًا وقائلًا: “حتى فى الصورة.. الإمامة للعمامة”.
هذان موقفان كاشفان ودالان على شخصية المفتى الأسبق، ويعكسان طبيعة نفسه ومكنونها، وكان لا بد من ذكرهما وتذكيره بهما، قبل التطرق إلى حالة السجال التى افتعلها مؤخرًا مع عالم الآثار المصرى الدكتور “زاهي حواس”، ووصلت إلى حالة من التلاسن المقيت لا تناسب مقام عالم الدين والمفتى الأسبق.. وعضو ما يُسمى “هيئة كبار العلماء”.
فى هذه القضية.. أصرَّ “علي جمعة” المفتون دومًا بالأضواء أن يهرف بما لا يعرف، وأن يخوض
غمار الحديث فى إشكالية تاريخية/ أثرية، على غير علم ولا هدى ولا كتاب منير
وعندما أراد “زاهي حواس“، باعتباره عالم آثار طبقَّتْ شهرته الآفاق، تصحيح معلومات “جمعة” القاصرة والخاطئة، إذ بالأخير يغضب ويثور وينفعل ويخط ردًا استعلائيًا مُنفرًا. ما هكذا تورد الإبل يا شيخ “جمعة”، هذا ليس مضمارك ولا ملعبك.
دورُك أن تُعلم الناس الحلال والحرام والمكروه والجائز والمندوب. دينُك يأمرك أن نسأل أهل الذكر، وأهل الذكر هم أهل العلم فى كل اختصاص، وفى الآثار لا أحد يُضاهى “حواس” علمًا وشهرة، ولكنك تصرُّ على أن تخوض مع الخائضين، فيما تعلم، وما لا تعلم، والمؤسف وأنت فى هذه السن الكبيرة، لا تتعلم من أخطائك، بل تعاند وتكررها؛ افتنانًا بالأضواء، ومدفوعًا برغبة محمومة فى “ركوب التريند”. والإسلام يا “شيخ على” يأمرنا بألا نغضب، وأنت غضبت لنفسك، وليس لدينك، والإسلام يأمرنا بالتواضع، وأنت تعاليت على من يفوقك علمًا وشهرة فى مجاله!
لم تكن هذه هى السقطة الأولى للشيخ ” على جمعة”، فقد تعددت سقطاته، وجميعها يؤكد بما لا يدع مجالًا
للشك أن الشيخ يبحث عن الشهرة وترديد اسمه فى الفضاء الألكترونى على طريقة “يوسف زيدان“
و “سعد الهلالى”، والأخيران يتبعان منهج الرجل الذى بال فى بئر زمزم؛ حتى يتحاكى بسيرته الركبان.
فى منتصف الشهر الجارى.. أقحم “الشيخ المحاسب” نفسه فى قضية علمية خالصة تتعلق بفيروس “كورونا”
وزعم أن إطلاق آلاف الأقمار الصناعية لبدء العمل في شبكات الجيل الخامس قد هيأ الأجواء لتفشي الفيروس؛ لأنه غيّر من كهرومغناطيسية الأرض، وهى الفرضية التى حرصت منظمة الصحة العالمية على تكذيبها جُملة وتفصيلًا، ولكن “الشيخ المحاسب” لا يتعلم ولا يتعظ، غير أنه لم يجرؤ على التطاول على المنظمة وتجريحها كما فعل مع “ابن بلده”!
وقبل خمس سنوات تقريبًا.. هبد “الشيخ المحاسب” هبدة من العيار الثقيل، عندما ادَّعى أن جد ملكة بريطانيا
“إليزابيث الثانية”، من آل بيت نبي الإسلام، زاعمًا أن شخصًا يُدعى “الهاشمي” هو جد “إليزابيث الثانية”، وأنها
لم تُسلم؛ لأنَّ الإنجليز أرغموا جدها على التنصّر”. واستطر الرجل يومئذ: “إنجلترا قديمًا كانت لا توافق على
إقامة المسلمين فيها، وقبضت على شخص يُدعى “الهاشمي” من أهل النبي صلى الله عليه وسلم، وأرغموه
على أن يترك الإسلام”، وهو ما أثار جدلًا عارمًا يومئذ، وتبين أنه محض افتراء وكذب صُراخ، وبلع “الشيخ المحاسب”، لسانه ولم يُعقب أيضًا ولم يتطاول كما فعل مع “ابن بلده”!
هذه السقطات الثلاثة، بالإضافة إلى موقف الزى الأزهرى داخل جامعة عين شمس، عندما كان طالبًا فيها، ثم واقعة الصورة مع حشد من المثقفين الحكوميين وحرصه على تصدرها بزعم أن الإمامة للعمامة، جميعها يكشف أن “الشيخ/ المحاسب” فى حاجة شديدة إلى مراجعة نفسه ومحاسبتها حسابًا عسيرًا، وتلقينها دروسًا فى الزهد
وعدم الإقبال على الدنيا وتذكر الآخرة وسعة الصدر والتواضع، ومعاملة الناس بالحُسنى.
تواضعْ يا شيخ “علي جمعة“، واحفظْ للناس أقدارَها، فلا يصح أن تأمرنا بما لا تلزم به نفسك، وإنى أعظك ألا تكون ممن يأمرون الناس بالبر وينسوَن أنفسهم.
أحسنت يا استاذ مختار . مقال منصف للجميع .
من الغريب ان الاستاذ زعفران يمتدح مقال للعبقري الاستاذ مختار ،. فهل هي بسبب هجومه علي مفتي الجمهوريه ؟؟؟؟؟
هناك ضغط شعبي ورفض لفتاوي الشيخ علي جمعه واعتقد ان هناك من هم بداخل الازهر الشريف من لا يوافق علي سياساته وتناغمه مع السلطه .
فمنصب مفتي الجمهوريه لا يجب تسيسه لان السلطه مفسده وكماهي السياسه ،فانه للمفتي مهام اكثر اهميه من السياسه ويجب عليه ان ينصر الدين ويعلوا فوق الاغراض الشخصه من زهو المصب وحب الشهره .
يا استاذ محمود أنا لا أحب الهجوم على أشخاص وسبق وقلت لك ذلك عدة مرات ورفضت هجومك الشخصى أو على شخص الدكتور مختارجمعة ..أنا أؤيد وأشجع انتقاد الأشياء السلبية وليس الأشخاص ..ما قالة الدكتور على جمعة مرفوض رفضا باتا ولا يتوافق مع العلم وتغييب لعقول البشر وهذا جعلنى أؤيد مقالك ..أنا لا أعرف الأشخاص بالتأكيد …أنا أعلق دائما على مضمون المقال وعلى الأفكار وليس على الأشخاص . نعم أنا أنتقد كثيرا جدا أفكار الدكتور على جمعة وكما أنت قلت فهى مرفوضة من الكثيرين جدا وهذا صحيح . وأنا مستعد انتقاد أفكار أى شخصية دينية أو سياسية ان لم تتوافق مع العلم والعقل ولا يهمنى ديانة من قائلها ولا اسمة ..
يــا استــاذ مختـــار شكــرا على المقــال الفخيــم لعشقى المقــالات الفخيمــة أقوم بطباعتهـــا وحفظهــا لقرائتهــا
أو الاستشهــاد بهـــا وخصــوصــا المقـالات التى تحتــوى عــلى اخــداث مــوثقــة رجــاء بحث الموضوع مع الاخصــائيين فى الجريدة حتــى نتمكن من الطبــاعة وحتى ذلك الحيــن هل ممكن ارســال المقــال على بريدى الالمترونى وشكرا
ســامى عــوض email <embsa2012@yahoo.com
كلامك عبيط و لا في دليل كلامك
و قصة الاقتحام بالزي الازهري اكبر هبدة لان الشيخ وقتها لم يكن قد التحق بالازهر اصلا