عرف عن أسرة المتنيح القمص “بيجول باسيلي مقار” حبها وعشقها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية
د.ماجد عزت إسرائيل
رحل عن عالمنا الفاني يوم الأثنين الموافق(27 أبريل 2020م) القمص “بيجول باسيلي مقار” كاهن كنيسة القديس مار مرقس بمدينة فرانكورت الألمانية. والمتنيح القمص بيجول ينتمى لعائلة آل مقار التى هاجرت إلى فلسطين لفترة وجيزة، لظروف عمل الأب “باسيلي” واتخذت من مدينة اللد مركزاً لها بفلسطين، وعادت في ستينات القرن المنصرم عادت إلى موطنها بمدينة الإسكندرية.
وقد أنجبت زوجة “باسيلي مقار” لزوجها البنات والبنين وبلغ عددهم أحدى عشر وجميعهم خدموا الرب يسوع وكنيسته بكل محبة واتضاع وأمانة.
وهنا نذكر بعض هؤلاء الأبناء وهم: الراهبة الأم “أغابي”، والأم” يوستينه بدير القديس أبوسيفين،والمتنيحة تاسوني “أنجيل”(1930-2019م) زوجة المتنيح القمص بيشوي كامل (1931 1979م) كاهن كنيسة القديس مار جرجس فى حى سبورتنج بمدينة الإسكندرية
والمتنيح المهندس فيكتور باسيلي (١٩٤٥ – ١٩٨٨) بمدينة الإسكندرية، والقمص بيجول باسيلي مقار كاهن كنيسة القديس مار مرقس بفرانكفورت – ألمانيا، والقمص كيرلس باسيلي بولاية بفلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور فايز باسيلي،والمهندس ماهر باسيلي بالإسكندرية، وأصغر أبناء هذه الأسرة الكريمة طيبة الذكر الحبر الجليل نيافة الأنبا “ديمتريوس” أسقف ملوى وأنصنا والأشمونين ورئيس قسم اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة، الذي تم رسامته أسقفاً في(22 يونيو 1986م) بيد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك رقم(117)(1971-2012م). أما بقية الأخوة والأخوات ما بين القاهرة والإسكندرية وكندا .
وعرف عن أسرة المتنيح القمص “بيجول باسيلي مقار” حبها وعشقها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فجميع أفرادهـــــا خدموا بها ســـواء داخل مصر أو خارجـــها.
كما أن جميع أفــــرادها يجـــيدون اللغة القبــــطية تحـــدثاً وكتاباً.
وهنا نريد أن نؤكد على دور المتنيح القمص “بيجول باسيلى” راعى كنيسة القديس مار مرقس بفرانكفورت على نشر اللغة القبطية وأستمرار توجدها حيث ذكر عنها قائلاً : “للغة هي هوية الشخص التعبيرية،وهي أيضا العمود الفقري للشخصية فأذكر أنني قابلت دكتورا ألمانيا فى برلين وسألني هل أنت مصري ؟
فقلت نعم فسألني وأين لغتك؟ فقلت له لغتي القبطية هل تريد أن تتعلمها؟
وهنا أبدى أسفه لأن مصر لغتها الرسمية هي لغة وافدة عليها وأن مصر تنبذ لغتها الحقيقية.
وقال مثلا أنه فى ألمانيا يعلمون فى المدارس كل التلاميذ الأجانب لغتهم الأم حتى يتمكن الأجانب من الحفاظ على تراثهم الحضاري.
اللغة القبطية فعلا ما زالت متواجدة فى حياتنا ففي مصر نستخدم بعض كلماتها في العديد من اللغة العامية دون أن يعلم ناطقيها بأنهم يتحدثون ألفاظا قبطية مثل كلمة”فلافل” وكلمة”عفريت” وكلمة “بخ” وكلمة “ترابيزة” وغيرها …”.
كما أضاف المتنيح قائلاً: “عندما تزوجت كان شرطي فى الإنسانة التي أبغي الارتباط بها بالرباط المقدس هي أن تكون إنسانة قبطية تجيد اللغة القبطية ومستعدة أن تشاركني حماسي للغة القبطية ومستعدة أن تعلم أبناءها تلك اللغة، وفعلا منذ اليوم الأول للزواج صممنا أنا وزوجتي أن تكون اللغة الأم لأبنائنا هي اللغة القبطية وهو ما قد حدث،وقد رزقنا الله بثلاثة أولاد جميعهم مولودين بمصر. وعلى الرغم من إنهم يعيشون حاليًا فى ألمانيا إلا أنهم يتحدثون اللغة القبطية بطلاقة مذهلة..”.
على أية حال،تحدثت تاسونى “هيتاسو” زوجة الأب القمص بيجول باسيلى عن اللغة القبطية حيث ذكرت قائله : ” اللغة القبطية هي لغتي الأم فأنا أيضًا من مدينة الإسكندرية كزوجي، ومن عائلة تتحدث اللغة القبطية بطلاقة وتعشقها وتأبى أن تتحدث بغيرها وأكبر دليل على ذلك اسمي ” هيتاسو” فقد أسماني أهلي بهذا الاسم ومعناه قلب الشفقة باللغة القبطية”.
وأضافت تاسونى”هيتاسو” كيف تمكنت في تنمية مهارات أسرتها في تعلم اللغة القبطية حيث ذكرت قائله: “منذ ولادتهم اتفقت أنا ووالدهم على هذا وكان بداية الطريق هو أسماءهم فالابن الأكبر المهندس “نوفير” وهي كلمة قبطية معناه إنسان جيد، والابن التالي له المهندس “رانو” وهي كلمة قبطية معناها إنسان جميل، والابنة الثالثة التوأم له هي ” فيرت” وهي كلمة قبطية معناها ورد.
وكان لهذا أفضل الأثر على شخصياتهم وهم يعرفون لغات كثيرة ولكنهم يفضلون دائما التدث بلغتهم الأم اللغة القبطية” .
وللراحل القمص “بيجول باسيلى” راعى كنيسة القديس مار مرقس بفرانكفورت، دراسة تاريخية متميزة بعنوان” هل رحب الأقباط بالفتح العربي؟”. ومن الجدير بالذكر سوف يرأس الصلاة على جثمانه الطاهر نيافة الحبر الجليل الأنبا “ميشائيل” رئيس دير الأنبا أنطونيوس بكرفلباخ بألمانيا.
وقد نعى قداسة البابا تواضروس الثاني القمص بيجول باسيلي حيث ذكر قداسته قائلاً:” خالص تعزياتي القلبية في رحيل أبونا الحبيب أبونا بيجول باسيلي ذلك الكاهن المبارك الذي خدم بالروح والحق في مصر وألمانيا، وله تعب وبذل في خدمته ومحبته الفياضة في الرعاية الروحية والكنسية وكان مثالا عميقا في محبته للكنيسة وعقيدتها ووطقوسها ولغتها.علي رجاء القيامة نودعه ونحن في زمن أفراح القيامة المجيدة ونعزي كنيسته وأسرته وأبنائه كما نعزي أشقائه بالجسد؛ نيافة أنبا ديمتريوس وأبونا كيرلس وكل أحبائه المباركين…نياحا للراحل الأمين وعزاء لنا اجمعين … ودمتم في رعاية المسيح المعين”.
وأخيراً، خالص العزاء والتقدير لأسرة المتنيح القمص”بيجول باسيلى”،ببركة وصلوات صاحب القداسة البابا “تواضروس الثانى” بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وشريكه في الخدمة صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا “ميشائيل” رئيس دير دير الأنبا أنطونيوس بكرفلباخ بألمانيا.
وهنا نذكر ما ذكره معلمنا بولس الرسول قائلاً:”اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ.” (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 7).