د./ صفوت روبيل بسطا
المسيح قام – بالحقيقة قام
مع أول بشائر وأفراح القيامة المجيدة
كلنا أمل ورجاء في القائم من بين الأموات والذي أنتصر علي الموت قائلا :
(أين شوكتك ياموت وأين غلبتك ياهاوية ) راجين منه له كل المجد أن يقيمنا معه وينقذنا وينقذ العالم من فيروس كورونا لنقول معه :
(أين قوتك يا كورونا وأين وبائك يا فيروس) !؟
ما بين الكورونا والطوفان
ما فعلته بِنَا كورونا وبقائنا في منازلنا طوال هذه المدة ذكرني بحظر وبقاء نوح البار وأسرته داخل الفلك بأمر ألهي وخوفا من الطوفان ، تماما كما يحدث مع العالم الأن وأغلب بلاد العالم عاملة حظر لكل الناس بأوامر عليا وخوفا من كورونا .
وبالرغم ما سببته كورونا من آلاف الضحايا تماما كما سبب الطوفان قديما من أبادة للألاف من البشر أيضا ، فالحق يقال كما كان توجد فوائد كثيرة لكل البشر والعالم نتيجة الطوفان هكذا أيضا بسبب كورونا سوف يكتشف العالم أن فوائد ودروس كورونا أكثر من ما سببته من ضحايا وأضرار لكل العالم .
وكما نسمع من التاريخ ما يسمي
( العالم قبل الطوفان والعالم ما بعد الطوفان) ، سوف يأتي اليوم الذي نقول فيه أيضا
( العالم قبل كورونا والعالم بعد كورونا).
لأن تجربة كورونا غيرت حاجات كثيرة في العالم وفي سلوك البشر خاصة بعد الحظر الأجباري في البيوت ، وتأقلم الكثيرين علي الوضع الجديد سواء كان عن طريق العمل من منازلهم أو إكتشاف أهمية الهدوء وتغيير رتم الحياة
قبل كورونا كان البشر في حالة جري مستمر !! الكل كان يجري والكل مستعجل والكل مشغول جدا !! وأكثر كلمة كنّا نسمعها ( مافيش وقت) حتي مكالمة التليفون كنت تجد أغلب الناس لا تجد وقت للسؤال عن بعضهم البعض !؟ أو قد تحتاج إلي أخذ ميعاد من البعض لمعرفة متي يكون عنده وقت ليرد علي مكالمة تليفونية !!؟
البشر كانوا في إحتياج إلي هذه الوقفة والتوقف عن الجري وتغيير هذا الرتم السريع للحياة الذي أفقد البشر قيمة وحكمة الحياة والهدف الأسمي من خلق الأنسان .
أما علي المستوي الروحي وبالرغم من زعلنا من قفل الكنائس في وجوهنا خاصة في أقدس أيام السنة الأسبوع المقدس وعيد القيامة المجيد ، ولكن الحق يقال نحن السبب في أن ربنا يزعل مننا ويقفل في وجوهنا أبواب الكنائس.
والأسباب كثيرة كمثال وليس حصر أهمها : عدم وجود المحبة داخل كنيسة المسيح وكثرة العثرة داخل الكنيسة أكثر من خارجها للأسف ! وأيضا تحول صلواتنا إلي طقوس وشكلية ومظهرية من غير أي عمق روحي من الجميع للأسف !!؟
لذلك كانت حكمة وبسماح من إلهنا الصالح أن تغلق الكنيسة حتي ما نجد فرصة لمراجعة أنفسنا والتوبة الحقيقية .
وكان أجمل شيئ وأجمل فائدة لنا ولكل المسيحيين هو بناء وعمل ( المذبح العائلي) أو (الكنيسة التي في بيتي) الذي جمع حوله الأسرة المسيحية ، بل وكنا محتاجين لهذا التجمع الأُسَري.
وأقولها بكل ثقة : أنه إذا لم نستفد شيئ من هذا الحظر يكفينا هذا المذبح العائلي وروح الأسرة الواحدة والأهم أنه كنّا نقول عندنا كنيسة واحدة مثلا في هذه المنطقة الأن أصبح عندنا كنيسة في كل بيت ، بل الأجمل في ماقيل : أننا كل عيد نذهب للكنيسة علشان نعيد ولكن هذا العيد سوف نستقبل صاحب العيد نفسه في بيوتنا.
فبالحقيقة كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ، نشكرك يارب
ومع أفراح القيامة وبدء إنحصار المرض في الكثير من الدول ، تماما كما حدث لأنحصار ماء الطوفان قديما وإرسال نوح البار للحمامة والتي أتت بالبشري لكل العالم فها نحن مع بشائر وأفراح القيامة ننتظر بشارة الحمامة الحسنة (أم النور) پإنتهاء الوباء وعودة الحياة إلي طبيعتها الجديدة وقيامة العالم الجديد مع عيد القيامة المجيد
كل سنة وأنتم طيبين
أخرستوس أنستي ،، أليثوس أنستي