بقلم : الدكتور جوزيف شهدى
يتحدث الجميع الأن عن الجيش الأبيض و عن مجهوداته و تضحياته و يكثر الحديث و يعلو عن الأطباء و يتحدث البعض بصوت منخفض عن زملائنا التمريض .
لكن هناك جهاز مخابرات و شئون معنوية للجيش الأبيض وبكل أسف لا يعلم عنه احد و لا يتحدث عنه احد و لا يثمن جهوده احد
أنهن الرائدات الريفيات و لمن لا يعلم من هن
هن موظفات في الوحدات الصحية بالقرى تتلخص وظيفتهن فى تشكيل الوعي المجتمعى صحيا و تهيئة الأهالي و تحفيزهم لتنفيذ خطط الوزارة سواء في التطعيم او المسح الطبي
فهن يذهبن لكل بيت في القرية سيرًا على أقدامهن عابرات في طرق غير ممهدة و كباري متهالكة و قنوات صرف غارقة بالطين
و لكنهن لا يكلن و لا يملن فى توعية أهالي القرية سواء بوسائل تنظيم الأسرة او أهمية الرضاعة الطبيعية او بأهمية المسح الطبي لفيروس سي
زاد الحمل عليهن جدا بعد انتشار مرض كوفيد ١٩
فأصبحن يزرن بيوت القرية لشرح و توضيح كيفية غسل الأيدي و كيفية تعقيم المنزل و كيفية حماية الأسرة من العدوى و كيفية التعامل مع أعراض المرض و معنى العزل المنزلى و متى نحتاج للحجر الطبي .
أثناء عملهن هذا يتعرضن للعدوى و الإرهاق و يبذلن المجهود الجبار لتوعية الشعب
من كل القلب أدعو لهن بأن يجازيهن الله خيرا عما يفعلن
وأقول لن تسقط دولة بها هذا الجيش الذي يعمل في الخفاء
اختم حديثي بالآيتين
﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) التوبة ١٠٥
“لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا ” عب ١٠:٦