د.ماجد عزت إسرائيل
وخلال الأيام الأربعة الاخيرة من حياة السيد المسيح على الأرض، أي قبل الصلب كان يقضي فترة النهار في الخدمة في مدينة أورشليم.
أما في المساء فكان يترك هو وتلاميذه المدينة الكبيرة ويبيتون في قرية بيت عنيا، في بيت مرثا ومريم ولعازر. حيث ذكر بالكتاب المقدس قائلاً: “فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ.” (مر 11: 11).
وأيضًا تأكيد على أن يسوع المسيح كان يقيم في ذات القرية حيث ذكر بالكتاب المقدس قائلاً:” “وَكَانَ فِي النَّهَارِ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ، وَفِي اللَّيْلِ يَخْرُجُ وَيَبِيتُ فِي الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ.” (لو 21: 37).
كان لقرية بيت عنيا مكانة كبيرة حتى بعد قيامة السيد المسيح من بين الأموات،فبعد أربعين يوما من القيامة، جاءت لحظة الصعود حيث أخذ يسوع تلاميذه، وخرج بهم، لا إلى الهيكل الذي هجره الله بل بيت عنيا على جبل الزيتون.
حيث ذكر الكتاب المقدس قائلاً:” وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ.وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ”.(لو 24: 50-53).
بيت عننيا التى أساسها أبناء سبط بنيامين (نحميا 11 :32).كانت ذات القرية في زمن يسوع المسيح.
وأيضًا شهدت القرية معجزة إقامة يسوع لعازر، كما ورد بالكتاب المقدس قائلاً: “وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!»” (يو 11: 43)، ولايــــزال قبره شاهد على هــــذه الأحـــــداث.
ويقع قبر لعازر خارج ساحة الكنيسة فرنسيسكانية على بعد 50 متراً من الطريق المؤدي إلى جبل الزيتون، منحوت في الصخر، وله مدخل علّوه نحو(3) أقــــدام ونصف وعرضه قدمان وفيه(24) درجة تنتهي إلى غرفة مساحتها(9)أقدام مربعة وداخلها أربعة نواويس.
وبقرية بيت عنيا توجد كنيسة فرنسيسكانية تحيي ذكرى البيت الذي سكنته مرثا ومريم.
ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة بنيت على إنقاض ثلاث كنائس أكتشفت في بداية الخمسنيات من القرن المنصرم.
كما توجد كنيسة للروم الأرثوذكس تم بناؤها في عام(1965م)،وهي تقسم إلى طابقين واحد علوي وأخر سفلي تذكرنا بمعجزة قيامة لعازر التي يمثلها حاجزين أيقونيين قام بصنعهما نجرون من اليونان.
وبالقرب من موقع قبر صديق يسوع، وبجوار الكنيسة يوجد برج الحراسة الذي أنشاته الملكة “ميليسندا” لحماية الراهبات.