بقلم / ابراهيم جادالله
ليس بإرادتى ما أقول
بل مكرها
_______
إذا كان القلم أداة الكاتب الأولى
فعينه التى بها يرى ما يسجله قلمه ، وبها يطالع أثر ما كتب
فأنا مازلت محتفظا بقلمى نظيفا لم أعبئه بمداد زائف ، ولم أستنزف مداده فى تضليل أو كذب أو إثارات زائفة أو إضلال أو دعم باطل أو تخل عن الحق والحقيقة ، ويعلم الله ما بسطورى التى تصهل بكتبى البالغة الثلاثين كتابا وأكثر ، وقراء تيسر لهم ما كتبه قلمى ، واتفقوا واختلفوا حوله
ولكن العين الآن فى خطر
عينى فى خطر الطمس وزوال مقدرتها على إبصار مجريات الحياة ، ولن تزول عن بصيرتى إبصار الحقيقة
وقد لاقت عينى ما لاقته منذ شهر تقريبا ، وأنا أدفع عن ممتلكات بلدى ومقومات الحياة فيها سرقة عصابة محترفة لها ( كابلات الهواتف ) باختطافى والإعتداء على جسديا وأنا فى هذه السن المتقدمة ، ومقومات القدرات الجسدية فى تكاد تكون غائبة
وأتساءل بعد شهر من معاناة وآلام
فى وطن لم يكترث غالبا لما يعانيه الكاتب
هل لو كنت لاعب كرة أو ممثلة تمتلك مواهب جسد يفتح لها طريقا لنفوذ قدصار معهما ماصار معى . هل كانا سيلقيان نفس الموقف؟ ، برغم أن السؤال افتراضيا عن لاعبى الكرة أوالراقصات ، فليس بهما أية دوافع لاعتراض أو مواجهة ومقاومة من ينهبون أو يسطون على مقومات الوطن كما فعلت دون أدنى تفكير فى مصير رجل مسن مثلى مع عصابة مدججة بمختلف أدوات القتل . نارية أو حادة
وبرغم أن الشرطة كما علمت ألقت القبض عليهم ، وتولت النيابة معى التحقيق فى الأمر ، واستعادت شركة الإتصالات ماسرق من مكونات عملها ، سواء بتلك الواقعة التى جرت معى أو ماسبقها ، وانتهى دور الشرطة بتقديم الجناة للقضاء
ولكن
لمن الأمر اليوم بشأن عينى التى فقدتها؟
وانا واقع بي ضغوط حياة أليمة منذ مايقرب من ثلاين عاما تخصنى بامتحان من ربى ، لا أعلنها ، لأنى راض باختيار ربى لى بها
ولكن
وطن يعج بالمتسربلين بهيئات أو سلطات او نقابات أو أحزاب أو رجال عمل وسلطات ، ولا تكاد تسمع لهم من شكوى ، لأن كل مايريدونه هو قيد الإنجاز فور طلبهم
فما بال من هو مثلى لا سند ولا دعم له من غير قلمه الذى لايغنيه من جوع فى هذا الزمن ، إلا إذا تخللى عن احترامه لهذا القلم
ماذا أفعل وعينى فى طريقها إلى الإنزواء نهائيا
وهى أداتى الوحيد لأابصر طريقى نحو أداء مهامى الإنسانية فى أخريات عمرى؟
لمن أقول وأبوح بما بحت به ؟
لحد الآن أنا غارق فى الحيرة
وعجز الجسد والقدرات تعوق حركتى فى السعى نحو معالجة ما ألم بى
يرحمنا الله جميعا