في تحقيق طويل في مجلة “ذا أتلانتيك” عن فيروس كورونا وتطوره، كتب المحرر العلمي إد جونز عن ثلاثة سيناريوات محتملة لنهاية فيروس كورونا، وإن يكن لفت إلى أنه حتى رد مثالي لن يقضي على الوباء العالمي.
وحذر من أنه ما دام الفيروس موجوداً في مكان ما، ستكون هناك فرصة لمسافر مصاب أن يثير موجات جديدة من العدوى في بلدان سبق لها أن تمكنت من احتواء الوباء.
وهذا ما يحصل في الصين وسنغافورة ودول أخرى بدت لفترة وجيزة تحت السيطرة.
3 نهايات
وفي ظل هذه الظروف، ثمة ثلاث نهايات محتملة، واحدة مستبعدة جداً، وواحدة خطرة جداً وواحدة طويلة جداً.
وقال الكاتب إن السيناريو الأول يكمن في أن تتمكن كل دولة من السيطرة على الفيروس في شكل متزامن، كما حصل مع سارس عام 2003. ولكن نظراً إلى حجم انتشار جائحة الفيروس التاجي، ومدى تضرر العديد من البلدان، فإن احتمالات السيطرة المتزامنة في جميع أنحاء العالم تبدو صغيرة جداً.
ويقضي السيناريو الثاني في أن يفعل كورونا ما فعلته أوبئة إنفلونزا خلفت أضراراً حول العالم وتركت وراءها كثيرين من الناجين الذين يكافحون. ومع أن سيناريو “مناعة القطيع” هذا يكون سريعاً ومغرياً، إلا أن كلفته قد تكون باهظة، وخصوصاً أن “كوفيد 19” سريع العدوى وأكثر فتكاً من الإنفلونزا، وقد يترك وراءه ملايين الجثث وأنظمة صحية كثيرة منهارة.
وكانت بريطانيا فكرت في البداية في هذه الاستراتيجية، قبل أن تتراجع عندما كشفت نماذج تداعيات مخيفة. ويبدو أن الولايات المتحدة تفكر في “مناعة القطيع” أيضاً.
أما السيناريو الثالث فهو أن يلعب العالم لعبة طويلة مع الفيروس، محاولاً احتواء التفشي هنا وهناك في انتظار إنتاج لقاح. وهذا الخيار هو الأفضل، إلا أنه الأطول والأكثر تعقيداً.
إنتاج لقاح
وهو يعتمد في البداية على إنتاج لقاح. لو كان الأمر يتعلق بوباء عالمي للإنفلونزا لكان الأمر أسهل. فالعالم يتمتع بخبرة في إنتاج لقاحات الإنفلونزا وهو يقوم بذلك سنوياً. ولكن ليس ثمة لقاحات للفيروسات التاجية، حتى الآن، وعلى الباحثين البدء من نقطة الصفر.
وكانت الخطوات الأولى سريعة ومثيرة للإعجاب. فقبل أسبوع، خضع لقاح محتمل أنتجته شركة “موديرنا” والمعاهد الوطنية للصحة للاختبارات السريرية المبكرة. وحصل ذلك في مدة تقل عن 63 يوماً بين تحديد العلماء تسلسل جينات الفيروس لأول مرة وحقن الأطباء اللقاح المحتمل في ذراع إنسان. قال الدكتور أنطوني فوسي “إنه رقم قياسي عالمي”.
إلا أن هذه الخطوة هي الأسرع أيضاً بين أخرى بطيئة. ومن شأن الاختبار الأولي أن يقول للعلماء ما إذا كان اللقاح آمناً، وإذا كان قادراً على تعبئة نظام المناعة.
العدوى
وسيكون على الباحثين التحقق مما إذا كان اللقاح يجنب العدوى من فيروس “سارس كوف 2”. وسيكون عليهم القيام باختبارات حيوانية وتجارب واسعة لضمان عدم وجود مضاعفات جانبية حادة للقاح.
وإلى ذلك، يتوجب على العلماء تحديد العيار المطلوب وعدد الجرعات الضرورية لكل شخص، وإذا كان اللقاح يصلح لكبار السن وما إذا كان يتعين إضافة كيميائيات أخرى لتعزيز فعاليته.
وقال سيث بيركلي من شركة “جافي”، وهو تحالف للقاحات: “حتى لو نجح اللقاح، لن يكون لديهم طريقة سهلة لتصنيعه على نطاق واسع”. ذلك لأن “موديرنا” تستخدم نهجاً جديدًا للتطعيم.
جسم الإنسان
وتعمل اللقاحات الحالية من خلال تزويد الجسم بفيروسات معطلة أو مجزأة، مما يسمح لجهاز المناعة بإعداد دفاعاته في وقت مبكر. ولكن لقاح “موديرنا” يشمل جزءاً من المواد الوراثية لـ SARS-CoV-2 . الفكرة هي أن الجسم يمكن أن يستخدم هذا الجزء لبناء شظاياه الفيروسية الخاصة به، والتي تشكل بعد ذلك أساس الاستعدادات للجهاز المناعي.
ويقول جونز إن هذه المقاربة تعمل مع الحيوانات، إلا أنها غير مثبتة بعد في جسم الإنسان.