الأحد , ديسمبر 22 2024
ماجدة سيدهم

الجوع في الشوارع

بقلم / ماجدة سيدهم

سأحكيها كما حدث بالتمام . حكاية من مئات الحكايا اللي اقابلها كل يوم .. من عادتي لما أحب انزل السوق وامشي وسط الناس (متعة خطيرة ) أطل في وشوش البياعين وأروح اشتري من أكتر بائعة ملامح وشها تشدني ..

كانت ست عادية متوسطة العمر ولما قربت منها لقيتها شابة آية من الجمال الريفي اللي مالوش حل ..بس هو الشقا ..سالتها وانا بجر كلام : انتي زعلانة ليه .. ضحكت وقالت : لا مافيش. بس لما ضحكت ملامحها نطت فجأة لصبية ١٧ سنة.. اعطيتها لتزن لي . ..

كانت بتستخدم ذراعها اليمين بس.. و لما سألتها بصت لي وكل وشها بينطق بلهفة و قالت : هو انتي أخدت بالك .. أصل كنت عملت حادثة من ٥شهور ومركبة في دراعي الشمال شرايح ومسامير ..

ووزنت أنا بدالها . .. كانت مندهشة فعلا ..دردشنا شوية وضحكنا ..

أكدت عليها : تعرفي انك لما بتضحكي بتكوني أحلى كتير . ويادوب بس طبطبت على كتفها لحتى لقيتها اتلخبطت وبقت مش عارفة إن كانت تضحك ولا تبكي ..

حكاية تانية من شهور ومش قادرة انساها .. بجوار محل مخبوزات كانت تقف سبدة صغيرة السن في محل لتنظيف الدجاج .. شقراء جميلة جدا رغم النظارة السميكة وملامحها الصامتة .. وإيشارب ملون مربوط من الخلف..مريلة مشمع على صدرها لزوم الشغل ..جزمة بوت كاوتش ..

حبيت الآغيها :الله انت حلوة وطعمة أوي .

فجأة كلها نور ..وضحكت ضحكة خلت الرقة والطعامة تركن على جنب ..كررتها تاني وضحكنا ..وشوفت لأول مرة يعني ايه فرحة من القلب

سالتني : بجد كأنها عاوزة كل الناس تسمع أنها أنثى وحلوة بجد رغم بهدلة الشغل ..

راقبتها من بعيد وكانت لسة ابتسامتها بتلمع وعيونها من الفرحة بتنط وبتلمع ..

لكن أنا اللي جوايا بكيت من كتر الجوع اللي في الشوارع

ياريت نطبطب على بعض أوي ونقول كلام حلو لبعض…الأيام بقت قاسية علينا

و كلنا محتاجين وجعانين للاهتمام بجد ..

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.