الأحد , ديسمبر 22 2024
مختار محمود
مختار محمود

تجديد للخطاب الدينى أم تمكين للفوضى الجنسية؟!

مختار محمود

“إنَّ الذين يحبون أنْ تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ”.. وبعض “غُلاة العلمانية” و”غلمان التنوير” يتخذون من إشكالية “تجديد الفكر الدينى” باباً للترويج لأفكارهم الشيطانية التى لا يقرها دينٌ سماوىٌّ ولا عُرفٌ أخلاقىٌّ، ومن بين هذه الأفكار العملُ بإخلاصٍ ودأبٍ ويقينٍ على كسر الثوابت الدينية والضوابط الحاكمة للعلاقات الجنسية بين المسلمين، حتى تبسط الفوضى الأخلاقية سيطرتها على نفوس الأجيال الناشئة، وتصنع منهم مجتمعاً مفككاً أخلاقياً ومُنحرفاً إنسانياً، وما يؤكد هذا أنه من “المستحيل” وليس “النادر” أن تضبط أحدهم مُتلبساً بالدفاع عن “قيمة أخلاقية” أو “فضيلة دينية”، وكأن التنوير لن يكون تنويراً إلا إذا انسلخ المسلمون من دينهم انسلاخاً، أو خرجوا من إسلامهم أفواجاً!

التفكير الجنسى حاضرٌ بقوة فى كتابات وسجالات المحسوبين على التيار التنويرى، لا يختلفون فى ذلك عن التيار السلفى، ولا أدرى ما علاقة ذلك بتجديد الخطاب أو الفكر الإسلامى من قريب أو بعيد!

فى جديد هذا التهافت المُتهافت، والتردى المُتردى.. كتبت “إحداهن”، الأسبوع الماضى، مقالاً بصحيفة قومية  عنوانه: “لا تجديد للخطاب الدينى بدون إقرار الزواج المدنى“.

المقال -فى مُجمله- يركز على كسر قاعدة إسلامية ثابتة وشهيرة وهى إباحة زواج المسلمة من غير المسلم. فقهاء المسلمين، قديمهم وجديدهم، أجمعوا على أنه لا يجوز زواج المسلمة من غير المسلم، مُستندين إلى أدلة نقلية ثابتة من القرآن الكريم والسنة النبوية، لا تقبل تأويلاً أو تحريفاً.. ويبقى السؤال المنطقى: ما علاقة هذه الإشكالية بتجديد الخطاب أو الفكر الإسلامى؟!

ولا يخفى على كل ذى بصيرة.. ما تنادى به صاحبة هذا المقال من دعوات، وما تطرحه من أفكار تتصادم مع أبجديات الشريعة الإسلامية الراسخة، على مدى عمرها الممتد، ربما يكون أدناها أن يُنسبَ الأبناء لأمهاتهم، وليس لأبائهم!

وغيرَ بعيدٍ من “سيدة التنوير الأولى”.. يدافع حاملو ألوية التنوير فى مصر عن سلوكيات شاذة وطارئة على المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة، وسعوا إلى التمكين لها، عبر مظاهرات صحفية و تليفزيونية أو فيسبوكية وتويترية، مثل: “سنجل مازر” أو “السكن الجامعى المختلط”، أو الأنواع المستحدثة من الزواج التى لا تتحقق فيها الأركان الشرعية والمتعارف عليها، بإجماع أهل العلم والاختصاص.

قبل أيام قليلة.. نشرت إحدى المنصات الإخبارية تقريراً عن ظاهرة “السكن المختلط”، وحذرت من آثاره الأخلاقية، فما كان من “أحدهم” إلا أن اندفع غاضباً، مدافعاً عن الظاهرة، واصفاً إياها بـ”المتحضرة”، ومتهماً من يرفضونها بـ “الرجعية والجمود والتخلف”، واعتبر ذلك “نتيجة طبيبعية” لما وصفه بـ “التصدى لتجديد الخطاب والفكر الإسلامى”!

 وعندما شرعتْ فضائية عربية قبل سنوات فى حذف المشاهد غير اللائقة من الأفلام السينمائية؛ حفاظاً على الذوق العام، انبرى فريقٌ من “مرتزقة ومرتزقات التنوير” ساخرين من القناة ومن إدارتها، وطالبوا بعدم حذف هذه المشاهد تحت أى ظرف من الظروف وتجنيب الأعمال الفنية أى اعتبارات دينية أو أخلاقية أو مقاطعة القناة، إلا إنَّ مسؤولى الأخيرة أصروا على موقفهم . وهم أيضاً من يهتفون لأية فنانة إذا تعرَّتْ، ويطالبون بمنحها “الأوسكار”، وهم أيضاً سوف يرجمونها بمدادهم الأسود إذا قررت الاحتشام أو الاعتزال!

وعلى منصَّة الفيديوهات المصورة.. هناك فيديو مُطوَّل يستنكر فيه “أحدهم” التجريم الإسلامى لـ “الزنا”، وتشدُّد القرآن الكريم فى تحريمه فى غير موضع، لعل أشهرها: “ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً”، زاعماً أن “الزنا” لم يكن مُحرماً ولا مُجرَّماً حتى وقت متأخر من البعثة النبوية، وأن الرسول هو من “دسَّ” هذه الآيات فى القرآن الكريم، مستطرداً فى كلام خبيث لا يصحُّ إعادة نشره ..

وفى حوار مُطوَّل.. طالب إحداهم بإلحاح مطالباً بإباحة “تعدد الزوجات“، على غرار “تعدد الأزواج”، وعندما قاطعه المحاور بسذاجة: ولمن يُنسب الأولاد؟ فأجاب بكل وقاحة: “تحليل “دى إن إيه” يفصل فى تحديد هوية الأب”!

قبل سنوات غير قليلة.. دافع “أحدهم” أمام الراحل الشيخ “محمد الغزالى” عن “زواج المتعة”، مستنكراً تحريمه، فما كان من العالم الجليل – رحمه الله- إلا أن سأله: وهل ترضى ذلك لابنتك؟ فبُهتَ التنويرى الألمعى، وانصرف مرتبكاً مهزوماً مدحوراً..  الشواهد فى ذلك كثيرة ومتعددة ومتراكمة وتقودنا إلى نتيجة حتمية ومنطقية مفادها: أن “شلة الأنس” من الذين يخدعون الرأي العام بأنهم “دعاة تجديد”، ليسوا كذلك بل “دعاة تخريب وتدمير”، يحرفون الكلم عن مواضعه، ويدمرون البنية الأخلاقية والدينية للمصريين، وصدق الله العظيم إذ يقول: “يحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ”.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

6 تعليقات

  1. زعفران ابن زعبوط

    يا سيد مختار اذا اعتقدت أن المسيحيين فقط يطالعون هذا الموقع فأنت مخطئ أما الخطأ الأكبر لدرجة الغباء لو اعتقدت أن المسيحيين لا يعرفون الأدبيات الاسلامية …أرجوك أن لا تفترض هذا الافتراض الغبى وخاصة عصر الانترنت فضح كل شئ . وبالمرة أرجوك أن تتأكد من صدق مما تكتب قبل أن تستغل سذاجة الموقع والقائمين علية وتنشر سمومك هذة . عنوان مقالك هو تحريض سافر وارهاب فكرى وكذب وافتراء وهذة هى حجج الفاشلين وخصوصا من أنصاف أو أرباع المثقفين ومن الاسلاميين وهذا الأسلوب العفن عفا علية الزمن ولكن أنت لا تدرى . ما معنى تجديد الخطاب الدينى أم تمكين للفوضى الجنسية ؟ ثم اتنصب نفسك حارسا للفضائل وتتهم كل من يتكلم وخاصة عن تجديد الخطاب الدينى بأنة يريد الفوضى الجنسية ؟ أى عتة هذا يا هذا ؟ وأى غباء هذا وأى خلط للأمور ؟ من قال أن الذين يبغون الحرية الحقيقية ويرفضون الخطاب الدينى المتخلف والشديد التخلف يريدون الفوضى الجنسية ؟ من أين أتيت بهذا التفكير ؟ هى مجرد أوهامك وسلاحك القذر الذى ترفعة فى وجة المثقفين الحقيقيين . يتبع

  2. زعفران ابن زعبوط

    التفكير الجنسي والشرعى والذى تقدسونة حاضر جدا جدا في كتب الأزهر ومناهجكم المقدسة واذا كنت لا تعرف ذلك فهذة مصيبتك ..اما ذا كنت تعرف وتكذب فالمصيبة أفدح …فى الأزهر الشريف جدا : نكاح الأطفال من سن ست سنوات وقيل تسع سنوات – نكاح الولدان فى الجنة – تفخيذ الرضيع جائز شرعا – الاستمناء باليد باستخدام الأطفال حلال شرعا – نكاح مثنى وثلاث ورباع – ملكات اليمين – رضاع الكبير – نكاجح المتعة والمسيار والفريند والبنطال – ممكن للجنين أن يبقى فى بطن أمة أربع سنوات …هل يعقل هذا يا رجل ؟ – اثبات الزنا بأربع شهود وفتلة ..هل يعقل هذا يا رجل ؟ اتيان المرأة من الخلف ..نقول تانى ؟ هل هناك بذاءات جنسية وانحطاط أخلاقى أكثر من ذها ؟ هذة هى ثوابتكم الدينية يا مختار …اياك أن تنكرها فأنا مستعد أن أنقلها لكم ومن مصادرها . على فكرة يا مختار : المثقفون هم من يدافعون لحذف هذة البذاءات أما أنتم فهم من يروجها وأنت أولهم وتؤكد أنها ثةابت …هل عرفت من يروج للشذوذ الجنسيى وللبذءات ؟ . يتبع

  3. زعفران ابن زعبوط

    ونحن نسألكم ما المانع فى الزواج المدنى مع وجود الزواج الدينى ؟ هل تعرف مدى قسوة الزواج الشرعى الاسلامى ومدى ما تعانية المرأة ؟ ومن تريد الزواج المدنى أو الدينى فلا مانع أى حرية مطلقة ولا اكراة فى الزواج يا مختار ..فهمت ؟ على الأقل فان الزواج المدنى يحفظ حق المرأة وهذا ما ترفضونة أنت وأمثالك حتى تبقى المرأة رهينة عند الرجل حسب الشرع الحنيف ..فهمت ؟ – أما زواج المسلم من كتابية ولا يجوز العكس فهى قمة العنصرية والفكر الذكورى البدوى المتخلف ..تعرف لماذا ؟ لأن الشرع قال : أن الرجل المسلم يعترف بديانة الكتابية أما الرجل المسيحى لا يعترف بديانة المسلم ..يا سلام على التفيسر والتبرير ؟ أغبى تبرير تقرأة طبعا ..ببساطة لأن الكتابية أيضا لا تعترف بالاسلام مثل الرجل المسيحى أيضا ومع ذلك يتزوجها المسلم …الموضوزع هو الفكر الذكورى البدوى وهى أن ننكح بنات النصارى واليهود ولا يجوز العكس ..فهمت ؟ لا تنسي أنة لا يوجد اية قرانية ولا حديث واحد يمنع زواج المسيحى من المسلمة ولكن فقط فتاوى بدوية ذكورية منحطة ..وهناك بعض العلماء – كما تطلقون عليهم – أجاز زواج المسلمة من كتابى ..يتبع

  4. زعفران ابن زعبوط

    أما الأفلام السينمائية والتعرى فالان لا يخضع للسيطرة بسبب الانترنت وكفاكم وصاية على البشر ..الناس بلغت سن الرشد ..وكفاية نفاق ..الناس خلف الأبواب تشاهد ما يحلو لها ولكن فى الشارع تدعى التقوى وتمسك المسابح وتعلو الوجوة علامات الصلاة المفبركة -زبيبة بحجم رغيف العيش لزوم النفاق – ونسألكم : لماذا ينتشر التحرش والسرقات والاختلاس وزنا المحارم والزنا فى مجتمعات الذين يصلون كل الفروض ويصومون ؟ أين تأثير الصلاة والصوم أم هو نفاقكم ؟ وتنفيذا للحديث واذا بليتم فاستتروا ؟ يا سيد مختار : العفة والطهارة تبنع من القلب والعقل والنفس ولا تأتى بالاكراة والوصاية على البشر ..فهمت ؟ بلاد المؤمنين أكثر البلاد تحرشا وسرقات واغتصاب وزنا وخاصة زنا المحارم ومع ذلك لا يخجلون .. زنا اللواط أكثر انتشارا بين المشايخ وهذة حقائق وليست شتائم ..ويبررها العلماء بأنة اذا كنا نلوط فى الجنة ما المانع أن نلوط هنا فى الأرض ؟ يتبع

  5. زعفران ابن زعبوط

    والاسلام جعل الزنا مباح شرعا بالايات والأحاديث ..لماذا أنت منزعج من اباحة الزنا ؟ هل تعدد الزوجات نظام محترم وفية احترام للبشر أم زنا شرعى ؟ وهل المتعة والمسيار زنا أم حلال شرعا ؟ هو زنا لكن الاسلام أباحة حتى يرتاح ضمير السفهاء والأغبياء فقط . والاية التى تقول : من اسنتبدل زوج مكان زوج هى تبادل الزوجات وبهذة الأية تم تبرئة شبكات تبادل الزوجات فى مصر وزلكن محتار لا يدرى ..انتهى – نعم يا مختار هناك سؤال منطقى جدا : لماذا لا تعدد المرأة الأزواج على غرار الرجل اذا كان الاسلام يساوى بين الرجل والمرأة ؟ والاسلام يؤكد دائما أن المرأة لديها عريزة الجنس أقوى من الرجل أى تحتاج الى عدة رجال ..وفعلا تحليل الدى ان اية يحدد نسب الطفل فلا تقلق لذلك وهناك أيضا وسائل كثيرة لتحديد نسب الطفل ومنها الحيض وهى طريقة بسيطة وسهلة بأن المرأة لا تذهب الى زوجها الثالث أو الرابع مثلا الا بعد أن تحيض وتنتهى من الحيض …انتهى – أنا زواج المتعة فان الرسول محمد لم يحرمة اطلاقا بل كانت أيامة يتمتع هو وصحابتة وعليك أن تقرأ كتبكم ..لا تنسي أن عمر بن الخطاب هو الذى منعة وأباحة عدة مرات فى سنة واحدة وهذة مصيبة ..هل عمر هو الذى يوحى أم محمد أم جبريل ؟ وهل تأخذون الشرع من عمر أم من محمد ؟ يا مختار عليك أن تتحسس خطواتك قبل أن تكتب وخاصة فى هذا الموقع ..يمكنك أن تكتب عند المشعوذين والسلفيين حيث لا أحد يرد عليك .

  6. زعفران ابن زعبوط

    نعم هناك الكثير من المسلمين لا يرضون على أنفسهم تشريعات الاسلام ,,أى أن سؤال الغزالى ليس فى محلة ..مثلا هناك من المسلمين من لا يقبل نكاح الأطفال أو وطء البهائم أو نكاح الوداع أو رضاع الكبير الخ الخ ..مع أن الشرع أجاز ذلك ..يبدو أن الغزالى أيضا يخلط الحابل بالنابل ولا يدرى ما يقولة …هل أنت تقبل برضاع الكبير أو نكاح الوداع ؟ هذا شرع بالمناسبة وهو جائز . عزيزى مختار : لا تغضب من الرد عليك وأردوك أن تراجع كلامى ومن كتبكم قبل أن تثوزر وتغضب وتجد نفسك فى الأخر تنتهى الى المصير الذى أنا فية …حر طليق وبدون اسلام وبدون أديان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.