الأربعاء , نوفمبر 20 2024
محمد عبد المجيد

أنتَ نصف ميّت إنْ لم تحضر جنازة أمِّك وأبيك!

أشعر بتعاطف شديد مع كل مغترب لم يتمكن من العودة إلى بلده ليتلقى العزاءَ في والده أو في .. ست الحبا يب.

موتان وليس موتاً واحداً، موت الأب أو الأم عن الحياة، وغياب المغترب عن تشييع الجنازة، وتلقـى العزاء، والبكاء عند القبر، والاحتفاظ في الذاكرة بآخر نظرة ولمسة .

في الوطن يحزن الفاقدُ مرة واحدة ولو طالت، وفي الغربة يحزن مرات كثيرة ولو كانت قصيرة!

في الوطن يخفف من الحزن بكاءُ الأقارب والأحباب وأصدقاء الوالد وصديقات الوالدة، وفي الغربة لن تجد إلا دموعك وبعض الدموع شبه الجافة من الذين تكون قد عرفتهم في المهجر.

في الوطن تطاردك صورة الراحل لبعض الوقت، وفي الغربة تطاردها أنت كل الوقت!

في الوطن يتسلل الحزن إلى الجدران المعلقة عليها صورة الوالد أو الوالدة في أزمنة مختلفة، وفي الغربة تبقى لديك صورة أو اثنتان لا تكفيان لإزاحة الحزن إلى الخلف.

في الوطن ترى الفقيدَ في البيت ومع الجيران وفي الأماكن التي كان يزورها وفي المقابر، فيختلف نوعُ الحزن، أما في الغربة فتراه كلما أردتَ أنْ تــُــلقي برأسك فوق صدر أمــِّـك، أو تستمد الشجاعة من كلماتٍ تركها الوالد.

في المهجر كل رائحة طعام تتسلل إلى أنفك عليها بصمات أمِّك، وفي الوطن قد تغادر البيت غاضبا لتأكل طعاما رديئـًـا في مطعم ملوث كل شيء فيه!

في المهجر ستجد روح والدك على ناصية كل شارع يُحذرك من مطبّ أو أصدقاء سوء أو حانة أو عفريت من الإنس، وفي الوطن تقول لأصدقائك بأنك هربت من وصايا أبيك فتعطيهم أذنيك!

لا تتأخروا عن المساهمة في استدعاء دموع المغترب كلما جَفــَتْ، فهي تــُــعيد تركيب الصورة التي بهتت أو انفصلت أجزاؤها أو ألوانها أو اعتادتْ العيونُ علىَ عتمتها، فالدموع أطهر مُطــَـهــِّـر للعيون والقلوب و .. الروح.

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين

أوسلو النرويج

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.