الجمعة , نوفمبر 22 2024
د. ماجد عزت إسرائيل

في ذكرى فالنتين… التطور التاريخى لعيد الحب!!

د. ماجد عزت اسرائيل

في 14 فبراير من كل عام يحتفل العالم بمختلف أديانهم ومذاهبهم وطوائفهم بعيد يعرف بــــ “عيد الحب”،فإله الحب عند الأغريق كان يطلق عليه اسم” كيوبيد” ذلك الطفل الشديد الجمال المشهور بسهمه الذي يصيب به العاشقين، كان غالبا يصور كطفل صغير – قليل الحظ – في هيئة ملاك بجناحين ومعه سهم الحب.

وأحيانا كان يصور أعمى كرمز علي أن الحب أعمى ولا نختار من نحب وفي الميثولوجيا الرومانية يرمز لهذا العيد إلى إبن الإلهة فينوس آلهة الحب والجمال. وأيضاً عرف باسم عيد” الفالنتاين”،ويرجع الأصل في نشأة هذا العيد إلى مهرجان رومانيّ قديم كان يقام في الخامس عشر من شهر فبراير

وكان يطلق على هذا المهرجان اسم” لوبركاليا”؛حيث كان الرومانيون يحتفلون بقدوم الربيع في هذا اليوم،ويمارسون العديد من الطقوس المقترنة بالخصوبة، بالإضافة إلى تزويج الأفراد من خلال عمل القرعة بين النساء والرجال

ثم في نهاية القرن الخامس الميلادي حوّل البابا جلاسيوس الأول الأول(492-496م) مهرجان لوبركاليا إلى عيد القديس فالنتاين،وأصبح يُقام في مثل هذا اليوم احتفالاً رومانسياً يحتفل به الناس في كل عام منذ حوالي القرن الرابع عشر.

والحقيقة التاريخية للاحتفال بعيد الحب يرجع إلى إحياء ذكرى القديس”فالنتاين“، الذي كان كاهنًا قديسًا في روما، وكان مع القديس ماريوس(Marius) وعائلته، يساعد ويشجع المعترفين والشهداء على تحمل العذابات والمعاناة، التي كانوا يقاسونها في اضطهاد الإمبراطور كلوديوس الثاني Claudius II-كان معروفًا باسم كلوديوس جوثيكوسClaudius Gothicus- .

وبسبب الإمساك به وهو يقوم بتزويج الرجال والنساء المسيحيين المرتبطين ببعضهم البعض، بالإضافة إلى مساعدة المسيحيين الذين يُضطهدون في روما، حيث كانت مساعدة المسيحيون في ذات الفترة تعد جريمة يعاقب عليها القانون الروماني،ولذلك تم اعتقال فالنتاين وأُرسِله بأمر من الإمبراطور إلى حاكم روما، الذي حاول معه أن يحوله عن إيمانه المسيحى ولكنه فشل. فأمر بضربه ضربًا مبرحًا،ثم قطع رأسه في الرابع عشر من فبراير حوالي عام(270 م).

ومن الجدير بالذكر، أن الأسقف يوليوس الأول Julius I بنى كنيسة قرب Ponte Mole تذكارًا للقديس فالنتين، وحاليًا الجزء الأكبر من رفاته موجود في كنيسة(St. Praxedes)أو Santa Prassede.

وهنا يجب أن نسجل أن فالنتاين منذ ذلك الوقت أصبح رمزاً للرومانسيّة والمأساة، وقد تلاشت طقوس الاحتفال بعيد الحب لفترة من الزمن

حتى استعاد شعبيته خلال فترة العصور الوسطى، ويعتقد بعض العلماء أن تطوّر الاحتفال بالحب والرومانسية يعود إلى أبداع الأدباء أمثال كل من تشوسر وشكسبير،خلاصتة أن عيد الحب أصبح يقام له احتفالاً سنوياً من خلال قيام الأفراد بالعديد من الممارسات الرمزية مثل إرسال الأزهار والشوكولاتة لمن يحبون، بالإضافة إلى إرسال البطاقات المختلفة للتعبير عن الحب؛ حيث يقدّر عدد البطاقات المتبادلة سنوياً ما يقارب من 141 مليون بطاقة

ويمكن زيادة القيمة المعنوية للبطاقات من خلال قيام الفرد بصناعتها بنفسه، ثم كتابة بعض الأمور التي تعبّر عن حبه وامتنانه عليها،كما يمكن للفرد اللجوء لتقديم الهدايا لمن يحب.

وقد ارتبط هذا العيد باللون الأحمر لأنه لون الرومانية حيث يعبر عن العواطف والمشاعر والأندفاع،ويرمز لكثير من أنواع الفاكهة

وهو لون وأضح للنظر،ولقيمة هذا اللون نضعه في إشارات المرورن ويرمز إلى الدم الذي فيه الحياة. واعتقد في المسيحية هذا اللون يعبر عن “دَمُ الْمَسِيحِ، … يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!” (عبرانيين 9: 14).

هذا يعني أننا تحررنا من تقديم الذبائح “العقيمة” لننال الخلاص بل أيضاً تحررنا من الإعتماد على أعمال الجسد الميتة والتي بلا فائدة لكي نرضي الله.

لأن دم المسيح قد حررنا فنحن الآن خليقة جديدة في المسيح (كورنثوس الثانية 5: 17) وبدمه تحررنا من الخطية لكي نخدم الإله الحي ونمجده ونتمتع به للأبد.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.