الأحد , ديسمبر 22 2024

“الحب علي الطريقة البرازيلية”

محمد السيد طبق

قالت لي صديقتي الصعيدية كلثوم ذات يوم بشكل عفوي “كييف” بعدما علمت انني سأتزوج من فتاة برازيلية… “هتجولها اية وانت في حضنها دي”؟؟..كيف يا ولدي وانت عريان و مبلول في عرقك والكلام المنمق وجتها مالوش وجود..كيف هتعبر؟؟ ..يابويييي .. روح كدا ..والله ما يفهم النعجة الا خروفها

عندما دخلت حياتي اول فتاة برازيلية كان ذلك عن طريق الإنترنت منذ عشر سنوات.

كانت اول رسالة بتلك اللغة صادما لي كانت تشبة اللغة اللاتينية شكلا وموضوعا.. كنت انسخ الرسالة علي موقع جوجل للترجمة فيخرج كاكارثة جملا مفككة احاول تركيبها وفهمها والرد عليها ..كان ذلك هو السبيل الوحيد للتقارب بيننا..كنت اكتب في التاريخ والدين عبر حسابي الأخر في فيسبوك والذي خصصته ومازلت لأصدقائي الأجانب ومعظمهم برازيليات.. بقيت ستة اشهر كاملة لا يربطني بهذا العالم الا جوجل وهذه الكلمات التي بت انطق حروفها مثل الإنجليزية.. كان ذلك قبل ان أقوم بأول محادثة بيني وبين صديقتي التي كانت واحدة من المقربين من رئيسة البرازيل ديلماروسيف ادركت مع اول مكالمة بيني وبين Eliana .. انني كنت في نعمة وان اللغة البرتغالية كتابة اسهل كثيرا منها سماعه او مايسمى ليسيننج..

صدمت حين عرفت ان الحروف التي انطقها بالإنجليزية وحفظتها لها طريقة نطق اخري ودخلت الي عالم جديد من التحدي…مرت الأيام سريعا حتي تخطت علاقتي بالبرازيل عالم الإنترنت ..استطعت تعلم اللغة علي مراحل..مرحلة القراءة دون نطق ثم مرحلة النطق دون كتابة ثم مرحلة العبور الي درجة مقبول.. حيث تستطيع الفهم والقراءة دون أن تصبح هيروو….شاء القدر في عام 2013 ان يكون أول ارتباط شخصي وعاطفي في حياتي برازيليا ..عرفت باتريسيا وبت أتكلم البرتغالية بكل اللكنات البرازيلية التي تختلف من مدينة الي اخري .

 أصبحت محترفا ومواطنا غير مقيم في بلد من أكبر بلاد العالم مساحة وأكثرهم تنوع وترابط وطيبه. .

كانت pati تتكلم أيضا الإنجليزية فبتنا ثنائي مختلف.. كتبت شعرا في احد المجلات في العاصمة برازيليا حيث تقيم خطيبتي.. أصبحت ماهرا ومعروفا..وبات كل صعبا سهلا وكل سرا مفهوما ولكن بقيت لغة العلاقة الحميمة مجهولة لا اعرف كيف ستكون وماذا يجب علي أن اقول فيها ..بت تماما مثل محمد حسن في فيلم النمر الأسود…ذلك الذي ذهب الي ألمانيا جاهلا يكتب احتياجاتة في ورق صغير..انا عامل خراطة…أنا عايز أروح الحمام….أنا عايز أبعت فلوس لأمي… أنا عايز؟؟؟؟؟؟؟

اما أنا فمهمتي كانت اصعب وادق فقد اردت ان اخوض في بحر المرأة الخاص أتعلم خريطتها وادرسه.. وأمارس علية سلطات رجل تملكه بشكل كامل وبلا خطوط حمراء.. كانت معضلتي كما قالت صديقتي الصعيدية الطيبة.

أن تلك اللغة الخاصة بين الرجل وامرأته وهما في علاقة حميمه تحتاج حتما إلي لغة عامية تستخدم فيها مفردات شعبية خاصة ليس لها قواعد ولا حدود ولا يمكن ابدا ان تصل الي التناغم بين لسانيين مختلفين لرجل يتكلم العربية وامرأة تتكلم البرتغالية

#يتبع

من كتابي

رسالة الي امرأة أعرفها

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.