مختار محمود
زَيَّنَ الدكتور “جمال حمدان” النسخة الحادية والخمسين من معرض القاهرة الدولى للكتاب، القائمون على إدارة المعرض أحسنوا صُنعًا عندما اختاروه “شخصية العام”.
“حمدان” الذى عاش بين عامى 1928-1993، كان ولا يزال ملء السمع والبصر أكاديميًا ومفكرًا وكاتبًا، إنتاجه العلمى والفكرى والأدبى الغزير شاهدٌ على شخصية رفيعة المقام لا تتكرر كثيرًا، الجامعات المصرية على كثرتها لم تنتج عقلية جديدة تشبه عقلية “فيلسوف الجغرافيا” الأشهر.
لا يعرف المصريون ولا العرب جُغرافيّا مثل “حمدان” ذكاءً ودهاءً ونبوغًا، ولأنَّ الموهبة لا تموت، وأن رحل صاحبُها جسدًا، ولا تسقط بالتقادم، فإن كتب “حمدان” حققت رقمًا قياسيًا ورواجًا، لافتًا خلال الدورة الأخيرة لمعرض الكتاب، بعض مؤلفات “حمدان” تبدو بكرًا، وكأنها لم تؤلف منذ عقود طويلة، وكأن طبعتها الأولى خرجتْ لتوِّها من المطبعة!
“حمدان”، لمن لا يعرفه، هو راهب العلم، وواحد من أهم أعلام الجغرافيا فى القرن العشرين، أضاء بفكره المستنير ونظرته الثاقبة للأمور، دروب أمته، عشق مصر ومن أجلها أفنى عمره كلَّه باحثًا عن ينابيع العبقرية فى الشخصية المصرية والعربية بشكل عام، رغم عبقرية “حمدان”، إلا أنه كان ضحية عصره، فقد جرت العادة على أن زامر الحى لا يطرب، وأنه لا كرامة لنبىٍّ فى وطنه، عانى صاحب كتاب “شخصية مصر” من كل صور وأشكال الغبن والضيم والجحود والحسد والكراهية، حتى اعتزل ثم احترق فى ظروف غامضة.
سيناريوهات المعاناة التى ذاق “حمدان” ويلاتها لم تنته ولم تصبح من ركام الماضى، بل لا تزال باقية وتواكب كل عصر وتتجدد مع كل زمان، لم ترقَ شخصية “حمدان” لمعاصريه. العين لا تكره إلا من يفوقها علمًا وفضلًا، ما تعرض له “حمدان” يتعرض له آخرون. نحن نجيد صناعة المظلوميات بدواعٍ كثيرة ومتكررة حتى غدتْ مملة وسخيفة. أكاديميون ومفكرون ومثقفون كبار يعانون التهميش والتقزيم والتجاهل، وأحيانًا التشويه والازدراء والتجريس.
لا جريرة لهم سوى أنهم يشبهون “حمدان” فى تفرد شخصيته واعتزازه بكرامته، يتم التضييق عليهم وإغلاق آفاق الحياة ودروب الرزق أمامهم؛ لأنهم ضد سياسة القطيع، ولا يرفعون شعار: “سمعنا وأطعنا”، مصر التى أنجبت “حمدان” و”مشرفة ” و”زويل” وغيرهم لم تعقم بعدُ، ولن تعقم عن إنبات أجمل الثمار وأطيبها وأينعها. الظروف الأخيرة أجبرتْ علماء أكابر ومفكرين مغاوير على الاعتزال القسرى، فآووا إلى ركن بعيد، شعارهم المرحلى: “لا ضرر ولا ضرار”. لا تستنسخوا “جمال حمدان” من جديد. افتحوا الآفاق لهم، لا خوف منهم، اسمعوا لهم، خذوا منهم ما ينفع، وذروا ما لا ينفع. “حمدان”، بما أتاه الله من عقل وبصيرة، سبق عصره، ولو وجد من يحتويه، ربما كان إنتاجه مضاعفًا. أخرجوا هؤلاء الكبار المنفيين جبرًا أو اختيارًا من مخابئهم، استدعوهم، اسمعوا لهم، فذلك أفضل جدًا. هم أولى من أولئك الأقزام الصغار الذين يطاردوننا فى الصباح والمساء. لا تستبدلوا الذى هو أدنى بالذى هو خير. الراسخون فى العلم أولى من الراسخين فى الجهل، الذين رضى عنهم جهلهم ورضوا عنه. مصر سوف تتقدم إلى الأمام بالنسخ الجديدة والمطورة من “جمال حمدان”. أما الصغار والأقزام فلا يبنون حضارة، ولا يحققون نهضة، ولا يصنعون تقدمًا، بل هم سبب الخراب فى كل عصر وحين.
أزعم أننى قرأت كتاب ” شخصية مصر ” للسيد جمال حمدان وللحقيقة هو تحفة أدبية رائعة بأسلوب أدبى شيق ولكن ليس لة علاقة بالجغرافيا لا من قريب أو بعيد ولو كان الدكتور جمال حمدان تفرغ للأدب كان لة شأنا عظيما .زأما الذى فعلة فهو خلط بين الجغرافيا وزالأدب ولك يكتب شيئا عن الجغرافيا اطلاقا مما تسبب فى عدم منحة الدكتوراة وظل الى أن مات دون أن يحصل عليها …الكثير جدا من معارفة ومن المشرفين علية نصحوة أن يكتب جغرافيا عندما يتكلم عن الجغرافيا ويكتب أدب عندما يريد ولكن هو خلط بينهم . أنصح الكاتب أن يتأكد من كلامى ولا يكتب شيئا عن قيل وقال عن فلان أو علان .
المقال رائع واسلوب الكتابه والعرض بديع .
انصح السيد زعفران ابن زعبوط ان ينتقد المقال والمحتوي ويعرض وجهه نظره ويبتعد عن الهجوم الشخصي علي الكاتب. وكما قولت ليس كل من يقرأ يفهم المعني المقصود. وهذا هو معني النضج العلمي