ما هي صفقة القرن التي ينادى بها ترامب؟
لست اعلم، ولكنى اعلم شيئا واحدا ان الفلسطينيون سيرفضونها حتى بدون ان يقرؤونها.
الرفض أسهل من الموافقة في كثير الأحوال لأن الغير موافق يهز كتفيه ويمضي في طريقه بدون محاسبة حتى ولو أدى للخسارة، ولكن القبول هو تحمل مسؤولية الموافقة والمضي قدما بها وتحمل النقد بسببها.
منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948 كان الرفض هو الاسلوب المتبع من الجانب العربي، رفض العرب قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين ووافقت اسرائيل وعندما دخل العرب في حرب انتهت بنوال إسرائيل جزء أكبر مما اقرته لها الأمم المتحدة.
قامت ثورة 1952 المصرية ومن مبادئها رفض قيام دولة إسرائيل والقضاء عليها، فكان تحطم الجيش المصرى في اول فرصة سنحت لإسرائيل عام 1956 واستولت اسرائيل على ميناء العقبة المصرى ليكون لها منفذا على البحر الأحمر.
تحرشت مصر بإسرائيل عام 1967 فكانت النكسة الكبرى، واستولت اسرائيل على الضفة الغربية والجولان السورية وكل صحراء سيناء المصرية.
افقنا من النكسة بحرب أكتوبر عام 1973 بالرغم من الاقتصاد المتهالك، وأدركت إسرائيل بعدها ان خسائرها كبيرة في استمرار الحروب مع مصر فكان السعي من الطرفين لإقامة سلام بينهما.
تمت معاهدة سلام كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل بسبب ان السادات كان يريد انهاء الحروب التي استهلكت شباب واقتصاد مصر وكان الشخصية الوحيدة القادرة على المواقفة.
ولكن حتى الآن تتصرف الدولة المصرية بازدواج شخصية فبينما لها سفير في إسرائيل ولإسرائيل سفير في مصر تعاقب الدولة المصرية كل من يذهب لإسرائيل من المصربين او يقيم علاقات معها. بل وصل الحد من ازدواج الشخصية ان رئيس الوزراء المصرى أيام حكم المجلس العسكري اعطى جائزة لمن تسلق السفارة الإسرائيلية في القاهرة وانزل علمها.
قتل متطرف إسرائيلي اسحق رابين بعد اتفاق اوسلوا والتي اعترفت فيه المنظمة الفلسطينية بإسرائيل واعترفت فيه إسرائيل بالمنظمة الفلسطينية. لأن بعض اليهود لا يؤمنون بإقامة سلام مع الأمميين.
خسر الفلسطينيون الكثير من التعاطف الدولي والعربي معهم بعد تأييدهم لغزو صدام للكويت وصار غير مرحب بهم للعمالة في دول الخليج.
أيام كلينتون، جمع الفلسطينيون مع إسرائيل للنقاش تشبها بمعاهدة كامب ديفيد مع مصر ولكن عرفات ترك كامب ديفيد ولم يقوى حتى على طرح ما يريده.
انقسمت المنظمات الفلسطينية وقتل كل منهما الآخر وانقسمت الإدارة الفلسطينية بين الضفة الغربية وغزة.
وفي كل مرة تطلق حماس صاروخا على اسرائيل لتثبت وجودها تكون بلية على الشعب الفلسطيني بيت قتلى وجرحى وتحطم مبانيه بينما بنت إسرائيل اسوارا لتحمى سكانها.
القضية الفلسطينية من أصعب القضايا في العالم ووجهات نظر الطرفين متضادة للنهاية ولم تجد حتى الآن من يحلها ولا اعتقد انه سيكون، وسيمضي ترامب ومن بعده بدون حل لها لأن الطرفين لا يريدان حلا.
إسرائيل تريد أكبر مما لها حاليا والإدارات الفلسطينية لا تريد حلا بل ان في قلبها ان تستعيد ما قامت عليه دولة إسرائيل.
والفلسطينيون في غزة والضفة الغربية هم الضحايا الحقيقيون من قيادتهم ومن تجبر إسرائيل.
وهذه البقعة من العالم التي شهدت تجسد السيد المسيح ملك السلام والذي صالح الارضيين مع السمائيين بصلبه في اورشليم سيكون منها وبسببها نهاية العالم وخراب الارضيين.
د. رأفت جندي