هاني صبري – المحامي
أصدرت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة حكماً نهائياً وباتاً “غير قابل للطعن” بحظر ارتداء النقاب علي عضوات هيئة التدريس بجامعة القاهرة.
حيث أن قانون تنظيم الجامعات ولائحته التنفيذية لم يتضمنا نصًا يلزم أعضاء هيئة التدريس وغيرهم من المدرسين المساعدين بارتداء زي محدد، إلا أن المادة ٩٦ من قانون تنظيم الجامعات ألزمتهم بالتمسك بالتقاليد الجامعية ودعم الإتصال المباشر بين الأساتذة والطلاب وعدم وجود ما يحجب عضو هيئة التدريس عن الطلاب وهو ما لا يتحقق في ارتداء بعض أعضاء هيئة التدريس من السيدات للنقاب أثناء المحاضرات وهو ما يعد مخالفة للقانون.
وجاء الحكم انتصاراً حقيقاً لقيم الحداثة والتنوير ويجب تعميمه علي كل الجامعات والمعاهد والمدراس والمؤسسات الحكومية.
ولأول مرة تضع المحكمة الإدارية العليا مبدأً قانونياً عامًا وشاملاً يتيح للمؤسسات الأخري سواء تعليمية أو غير تعليمية أن تطبقه.
علاوة على ذلك أن النقاب عادة ليس فرضاً دينياً بشهادة الفقهاء والأزهر الشريف ، وقد سبق أن أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عام ٢٠٠٩ قراراً بحظر ارتداء النقاب داخل قاعات الدراسة في جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية خلال الاختبارات؛ لكن هذا القرار لم يعد مفعلاً الآن.
كما أن من شروط الحج والعمرة والصلاة إظهار الوجه ، ولو كان الوجه عورة لما أمر الدين بإظهاره عند أداء هذه العبادات.
لذلك فأنني أطالب وزير التعليم العالي بتفعيل قرار الحظر بموجب هذا الحكم التاريخي وحيثياته علي كافة المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التعليم العالي لتحقيق تكافؤ الفرص بين طلاب جميع الجامعات وحرصاً علي سلامة العملية التعليمية وصالح الطلاب.
كما نطالب السيد وزير التربية والتعليم بحظر إرتداء النقاب في كافة المدارس للارتقاء بجوده التعليم لأن النقاب يؤثر علي سرعة التلقي والتواصل الفعال بين الطالب وعضو التدريس.
ونهيب بمجلس النواب الموقر الموافقة علي مشروع قانون يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة ومؤسسات الدولة لاعتبارات الأمان ولتفادي الكثير من الجرائم التي تتم تحت ستار النقاب لحماية أمن وسلامة المجتمع.
وقضت دائرة فحص الطعون – المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة بتاريخ ٢٧ / ١ / ٢٠٢٠، برفض الطعن المقام من ٨٠ باحثة منتقبة بجامعة القاهرة، وتأييد الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري الذي صدر شهر أبريل ٢٠١٥ ، بتأييد قرار رئيس جامعة القاهرة بحظر النقاب لأعضاء هيئة التدريس.