الجمعة , نوفمبر 22 2024
ميلاد ثابت إسكندر

* نعم نحن نزرع الشوك *

لا تندهش من عنوان المقالة، فالحقيقة دائماً تؤلم مَن تعود على الأوهام.

الأوهام والكذب !!! الكذب الذي رضعناه صغاراً فـتغـلغل فينا، وصار يمشي علي أرجل بعدما كان ” مالوش رجلين ” !!! الأرجل التي تسعـي دائماً للشر: التفرقة، الكراهية، العنصرية، فهي تقتفي أثر الأسبقين، فلا تجديد، بل وَعيد وترديد ثقافة التكفير والكُره الشديد.

– فعندما نغرس القبح ونقتلع الجمال ونقتل الذوق؛ فنحن نزرع الشوك.

– عندما ندعوا علي الآخر بالهلاك، ونصرخ في وجهِه بالبوق؛ فنحن نزرع الشوك.

– عندما نُمَيز الناس حسب عقائدهم ونحرمهم من أبسط الحقوق؛ فنحن نزرع الشوك.

– عندما نُغلف الرذيلة بثوب الفضيلة، ولا يهمنا الدم المَسفوك؛ فنحن نزرع الشوك.

– عندما نقلب الموازين ونخلط السياسة بالدين، ونبث في الناس الشكوك؛

فنحن نزرع الشوك.

– عندما نُبرر الجريمة ونُعدد الأسباب، ويفلت الجاني من أي عقاب، ونفتح الباب علي مصراعيه للإرهاب، ويصير قاتل الأقباط مختلاً عقلياً، والماس الكهربائي وراء كل كنيسة أو دار قبطي مَحروق؛ فنحن نزرع الشوك.

– عندما نفتخر بمفاسدنا، و نغتصب العفة بشهاواتنا، ونبيع ضمائرنا في سوق؛

فنحن نزرع الشوك.

– عندما نغض البصر عن مناهج تخريبية، وتعاليم إرهابية، يتم تدريسها في المعاهد الدينية، لطلبة سيتخرجون ويخطبون ويوجهون الناس، ثم نبرر الدمار والخراب ونلصقه بالاهتزاز العقلي والماس، وربما بعد ذلك بفعل النيازك والرعود والبروق !!!

فنحن نزرع الشوك.

– عندما نُزيف الحقائق والتاريخ ونُهمش الآخر بأسلوب ( فَشـيخ ) ؛ فلا ذكر لحضارتِه وماضيه وكأنه هابط علينا من المريخ !!! ونتجاهل المخطوطات والرقوق !!!

فنحن نزرع الشوك.

– عندما نحتقر فكر الآخر وثقافته ورموزه، ونُعلن ذلك ببجاحة ونُغيظه، وتُثار حفيظتنا من صلواته وطقوسه، فنُغير عليه ونسحقه بكبرياء، نافشين الريش كالديوك !!!

فنحن نزرع الشوك.

– عندما نستبيح الأعراض والدماء، ونقتنص القاصرات بالخطف أو الإغواء، ونظن أننا بذلك نُرضي رب السماء، ونُفبرك القضية بكلامِ مَسبوك؛ فنحن نزرع الشوك.

هذا حالنا منذ عهود، نَمدُ الإرهاب بالبارود، ونشعل نيران الكراهية والتفرقة ونزيدها وقود، نكذب ونصدق كذبنا، مُقتنعين بثقافتنا وفكرنا، ونراه الحق بجهلنا،

ونتركه لحياتنا يقود !!!

ولكن بكل صدق أقول: الله (الحق) مـحـبـة، ومَن لا يعرف المحبة؛ لا يعرف الله.

لنقتلع تلك الأشواك التي غرستها وروتها أيادينا، ونبذر مكانها بذار: الحب والخير والجمال، لتنبت أغصانها وتظلل الجميع بالمحبة والسلام.

أرجو أن نعي المكتوب، وأصلي إلي الله أن يسكن القلوب، فهو الرحمن الرحيم ولا يدعنا نتخبط في عتمة الدروب، سيُنير عقولنا وقلوبنا ويحل بمحبته وسلامه في نفوسنا، لنتطهر من أحقادنا وتعصبنا ومن كل المعاصي والذنوب، لننفتح علي الآخر بحب حقيقي، وتختفي الفوارق والحواجز بيننا وتذوب.

ميلاد ثابت إسكندر

فنان تشكيلي

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.