الأحد , ديسمبر 22 2024
رأفت الجندى

لا تحملوا البابا احمالا عثرة ليكون الجميع واحدا

د. رأفت جندي

قيل للناموسيين (واضعي القوانين في العهد القديم) لا تحملوا الناس احمالا عثرة لا تستطيعون ان تمسوها بأصبعكم، فهل ينطبق نفس القول على الشعب تجاه قادته؟

البعض منا ينتقد قادة الكنيسة سواء أب كاهن او أسقف او حتى البابا نفسه وقد يكون انتقاده على حق وقد يخطئ البعض من هؤلاء في قرار معين او تصرف معين، ولكن هل نعلم كل الظروف التي ولدت هذا التصرف؟ وهل كنا نستطيع ان نفعل أفضل لو كنا في مكانهم أم نحن نحملهم بما لا نستطيع ان نقوم به؟

أكد لي أحد الحقوقيين انه كان حاضرا وقت أن وقع قداسة البابا شنودة-قبل الافراج عنه-على ان البابا لا يتدخل في قرارات الدولة، بينما نفى البعض الآخر هذا وانه قال “لن أمضي حتى أمضي”

ولهذا غضب البعض من قداسة البابا شنودة عندما لم يعترض على قرار مبارك بذبح الخنازير التي هي طعام الفقراء المسيحيين ولقمة عيش مجمع الزبالين، وطالب فقط بتعويضهم. وفى يقيني ان قرار مبارك هذا الذي طعن به الفقراء هو من اسقطه أكبر من أي شيء آخر، وأدى أيضا لامتلاء شوارع القاهرة بالزبالة بعدها.

البعض ينتقد قداسة البابا تواضروس في عدم تدخله السياسي عند أي جريمة ضد الاقباط وهم يظنون ان كلمات التشنج والشجب هي أفضل شيء ونحن لا نعلم ما يفعله تجاه هذه الأمور باتصالاته الشخصية!

البعض ينتقد محاولات البابا تواضروس لوحدة الكنائس في بعض الأمور التي لا تمس جوهر عقيدتنا مع ان المسيح أعطاه سلطان الحل والربط.  ولقد وقع قبلها البابا شنودة عام 1972 مع بابا الكاثوليك وأيضا وقعنا مع كنيسة اليونان عام 1991 وثيقة الإيمان المشترك وكل منا احتفظ بتعبيره المختلف.

فنحن نؤمن بطبيعة واحدة ليسوع المسيح مركبة من اثنين (لاهوت وناسوت بدون اختلاط او امتزاج او تغيير) وهم يؤمنون بطبيعتين اتحدا في واحد وأيضا بدون اختلاط او امتزاج او تغيير. ونحن لا نطالب بوحدة كل الممارسات ولكن فقط الايمان بالمعمودية.

من يشجب محاولات الوحدة لا يستوعب قول السيد المسيح “ان انقسمت مملكة على ذاتها تخرب” ولقد كان انقسام وانفصال المسيحيين في مجمع خلقدونية هو بداية ظهور مملكة الشيطان.

ولقد ُظلمت كنيستنا وبعض الكنائس الشرقية في مجمع خلقدونية المشئوم، ولكن ليسامحني بعض المتشددين من أخواتي في العقيدة عندما أقول ان كنيستنا كانت سببا لهذا بحرمان بابا روما قبلها بدون ان نتناقش معه عندما تبنى مبدأ الطبيعيتين المتحدتين ليسوع المسيح، بينما ندرك الآن وهم أيضا يدركون ان ايمان الكنائس الشرقية والغربية واحد مع اختلاف التعبير ولقد قال أيضا قائل منهم اننا ظلمنا الكنيسة القبطية طوال قرون.

ونحن في بداية عشر سنوات جديدة نصلى ان يعطى الرب الإله البصيرة لبعض مناصري الانقسام لكي ما يلمس قلوبهم للوحدة متممين قول السيد المسيح في صلاته للآب في يوحنا 21:

“لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. “

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.