الخميس , ديسمبر 19 2024
مدحت عويضة

خطوة واحدة تفصلنا عن الحرب المصرية الأثيوبية

مدحت عويضة

فشلت مباحثات سد النهضة بين مصر وأثيوبيا والسودان، بعد تعنت الجانب الأثيوبي الذي يصر علي تغيير المفاهيم الدولية كلها حول الحق في استخدام مياه الأنهار، من أنه حق مشترك لكل بلاد المنبع والمصب، إلا تحويله لحق فردي لكل دولة مثله مثل البترول والمعادن التي في باطن الأرض والتي تملك الدولة بمفردها حق التصرف في هذه المعادن، وبتطبيق هذه النظرية يصبح لأثيوبيا مطلق الحرية في بناء السدود وملئها في الوقت المناسب لها دون مراعاة لمصالح دول المصب!!!!.

وهو الأمر الذي قد ينتهي بنا للحل العسكري أن لم يظهرالجانب الأثيوبي مرونة في التفاوض وينصاع للعرف والمواثيق والمعاهدات الدولية.

تم الإعلان عن بناء سد النهضة الأثيوبي سنة ٢٠١٢ في وقت حكم محمد مرسي وهي الفترة الأضعف في تاريخ مصر الحديث، وبعد ثورة يونيه لم يتغير الوضع كثيرا، فمصر التي مرت بمرحلة صعبه من اقتصاد منهار وبنية تحتية مدمرة وأمن غير مستقر في الشارع، وجبهة مفتوحة في سيناء، كلها أمور جعلت مصر غير قادرة علي الحسم العسكري لموضوع سد النهضة في بدايته.

وهي نفس الأسباب التي أدت لتعنت الجانب الأثيوبي وعدم مرونته في المفاوضات والتي تدور حول مدة ملئ السد.

ولكن مع أن الرئيس السيسي استطاع أن ينهض بمصر واستطاع في زمن قصير أن ينجز مشاريع عملاقة، رويدا رويدا بدأ الاقتصاد المصري في النمو والتعافي، عاد الأمن والاستقرار للشارع المصري تماما بل أفضل من قبل يناير ٢٠١١، سيطر الجيش المصري علي سيناء وأستطاع سحق الإرهاب ولم يتبقي سوي بعض الجيوب. وللأمانة فالسيسي حقق طفرة نوعية في مصر في زمن قياسي في كل المجالات وللأمانة تراجعنا بشكل خطير في ملف الحريات فقط لا غير.

بعد استقرار الأمور في مصر ما هي الأسباب في تأخير الحل العسكري ولماذا لم ترد مصر عسكريا حتي الأن، ولماذا يبدو الحل العسكري صعبا جدا وتصر القيادة المصرية علي أن يكون هو أخر الحلول؟؟

أولا: النظام المصري يريد أن يظهر نفسه للعالم علي أنه النظام الذي يستطيع قيادة المنطقة بالكامل ( أفريقيا والمنطقة العربية)، وهو النظام القادر علي حل مشاكل القارة الأفريقية وإنهاء النزاعات المسلحة في القارة عن طريق رعاية مباحثات سلام بين جميع أطراف النزاعات وهو ما قاله السيسي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فكيف له أن يكون هو طرف نزاع عسكري في القارة.

ثانيا: مازالت جبهة سيناء مفتوحة ومازال هناك جيوب للإرهاب هناك، كما أن هناك إحتمال لفتح جبهة قتال في ليبيا وليس من الحكمة فتح جبهة ثالثة في أثيوبيا.

ثالثا: أن دول العالم كله لا تحبذ اللجوء للحل العسكري حول مياه النيل، وتطالب بالتفاوض للوصول لحل سلمي، فهناك شبه تأييد دولي لرفض الحل العسكري في حوض النيل.

رابعا: لا توجد لنا حدود مشتركة مع أثيوبيا  ولو أردنا مهاجمة أثيوبيا لابد أن يكون ذلك من خلال السودان أو أرتيريا، وهو الأمر الذي يلزمه موافقة أحدي هذه الدول علي استخدام أراضيها وهو أمر ليس بالسهل.

خامسا: قد تم بناء ما يقارب من ٨٠٪ من السد وأي عمل عسكري ضد السد قد يهدد السودان وأرتيريا ويحدث خسائر جسيمه في حالة انهيار السد وتدفق المياه للبلدين.

كل هذه الأمور تجعل اللجوء للحل العسكري أمر صعب للغاية، وقد يكون مكلفا جدا، وهو الأمر الذي تدركه أثيوبيا وهو سبب تعنتها أيضا، ومازالت مصر يفصلها خطوة واحدة عن الحرب مع أثيوبيا، وهي الوساطة الدولية، وخصوصا أن أثيوبيا طلبت الوساطة الدولية وحددت جنوب أفريقيا كوسيط، بينما تتجة مصر للوساطة الأمريكية كي لا تعطي أثيوبيا فرصة لإضاعة الوقت، ففي حالة فشل وساطة جنوب أفريقيا سيتجه الطرفين للولايات المتحدة ومصر تريد كسب الوقت.

 وفي حالة فشل الوساطة، سيكون أمام مصر الحل الصعب والوحيد للحفاظ علي حياة شعبها وإنقاذ المصريين من الموت عطشا وهو الحرب

 خطوة واحدة تفصل مصر عن الحرب مع أثيوبيا وهي الوساطة فنتمني نجاح الوساطة وحل المشكلة وديا والبعد عن شبح الحرب.

ولقراءة المقال علي إيلاف يمكن الضغط هنا

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.