مختار محمود
أفادت تقارير صحفية بأن مظاهرات عارمة اجتاحت “دولة التلاوة”، صباح اليوم، احتجاجاً على القارئ “صلاح الجمل”، المُعتمد بالإذاعة والتليفزيون، مُعتبرة أن الإبقاء على القارئ المذكور وتكليفه بـ “قرآن الفجر” على فترات متقطعة، يُعدُّ إصراراً على هدم ما تبقى من آثار “دولة التلاوة”.
المتحدث الرسمى باسم “دولة التلاوة” الشيخ “محمود خليل الحصرى” قال فى مؤتمر صحفى عقده فى مثواه الأخير: إنَّ الأصوات التى تم اعتمادها فى العقود الأخيرة “ضعيفة وهشة وشائهة ومُشوَّهة”، ولا تستحق أن تنال شرف تلاوة القرآن الكريم عبر الإذاعة المصرية، مُنتقداً ما وصفه بـ “المجاملات الصارخة” التى تسود عملية الاختبارات، والتى أفرزت صوتاً مثل صوت “صلاح الجمل”، وغيره كثيرون.
“الحصرى” الذى ترأس “المقارئ المصرية” قبل وفاته العام 1980، ناشد خلال المؤتمر الصحفى، لجان الاختبارات فى “ماسبيرو” بأن يتقوا الله ربهم، وأن يبتعدوا عن المجاملات، ولا يخضعوا لأى ضغوط، وأن يدركوا أنهم مؤتمنون على انتقاء الأصوات الندية التى تُحبب المستمعين فى كتاب الله تعالى، واصفاً فتح الباب أمام أصحاب الأصوات المنفرة بـ “خيانة الأمانة”!
بدوره تداخل مقرر “دولة التلاوة” الشيخ “مصطفى إسماعيل” أثناء المؤتمر، مشدداً على استيائه الشديد من أداء “صلاح الجمل”، واصفاً إياه بأنه “غير مُجيد وغير متقن”.
“مصطفى إسماعيل” المعروف بـ “قارئ الملوك والرؤساء”، والذى غادرنا العام 1978، أكد أن الحفظ فى حد ذاته ليس مسوغاً لقبول معدومى الموهبة، وذوى الحناجر الباهتة فى الإذاعة والتليفزيون، مطالباً مسؤولى ماسبيرو بتجميد “الجمل” ومن يشبهونه صوتاً وأداءً وما أكثرهم، على حد تعبيره، صوناً لما تبقى من “دولة التلاوة”.
الأمين العام لـ “دولة التلاوة” الشيخ “محمد صديق المنشاوى” استهلَّ مداخلته قائلاً: “لله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ”، ثم أردفَ مُتسائلاً: أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خيرٌ؟”، قبل أن يستطرد: “دولة التلاوة فى خطر حقيقى، يتم إبعاد ورثة أكابر دولة التلاوة فى صعيد مصر وريفها، من أجل معدومى الموهبة المدعومين من ذوى النفوذ، كما حدث مع القارئ المذكور”
“المنشاوى”، الذى رحل عن عالمنا قبل 51 عاماً ولا يزال صوته ملء الأسماع والأفئدة، طالب بإعادة الاعتبار إلى “دولة التلاوة”، من خلال التدقيق فى البحث عن أصحاب الأصوات المبدعة الطاهرة، وتمكينها من الظهور، وقطع الطريق على الأدعياء والمُدعين، منوهاً إلى أن التهاون فى اختيار القراء، فتح الباب واسعاً أمام قراء الخليج، لينتشروا ويتمددوا فى مصر.
وأخيراً..وبنبرة هادئة، خاطب مؤسس “دولة التلاوة” الشيخ “محمد رفعت” ضمائر القائمين على اختبارات القراء واختيارهم، بأنْ يتقوا الله فى اختياراتهم، كما ناشد أصحاب النفوذ بأن يرفعوا أيديهم عن مثل هذا الملف، حتى لا تتكرر مأساة “صلاح الجمل” الذى لعب دور البطولة فيها رئيس الوزراء السابق المهندس “إبراهيم محلب“، عندما تدخل بشكل واضح ومباشر فى تمريره رغم أنوف الجميع، لمجرد أنه كان “مُحفظ الأحفاد”، حسب مصادر عليمة ببواطن الأمور وظواهرها!