الخميس , ديسمبر 19 2024
بيشوى عوض

نقل تماثيل معبد الكرنك إلى ميدان التحرير قرار أهوج

استأت وغضبت جدا حينما سمعت عن نية نقل تماثيل معبد الكرنك إلى ميدان التحرير،

وأراه قرارا عشوائى أهوج.

وعندما سمعت بعض الاراء بهذا الخصوص من أشخاص فى موضع مسؤلية مثل مصطفى الوزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار و مصطفى الصغير مدير عام أثار الكرنك و الكاتبة لميس جابر، شعرت بالخوف من عدم مراعاتهم لحرمة هذا المكان المقدس،

و تقديمهم للمبررات أمام شاشات التلفزيون دون تقديم الأسباب و الدوافع لهذا التصرف، جعلنى أتخوف على مصير ما تركه لنا أجدادنا،

 فإن كان المسؤلون و أصحاب الثقافة غير مكترثون بكارثية هذا التصرف الغير الإنسانى فماذا ننتظر من المواطن الذى لم يحظى بفرصة التثقف؟!

وهاأنذا أفكر بصوت عال،

إن كان هذا القرار يأتى تدعيما للسياحة، إلا يجب بالأحرى الاهتمام بالآثار فى موقعها الأصلى و بالمحافظات الموجودة بها؟!،

و الاهتمام بمحيطها الجغرافى، و بالطرق المؤدية إليها؟!،

دون المساس بالآثار نفسها و إفقادها معناها و سياقها الجغرافى التى بنيت خلالها !

إلا يجب على الدولة إن أرادت تزيين ميدان التحرير، أن تستعين بالنحاتين الحاليين لتنفيذ مادة فنية بلغة و مصطلحات العصر الحالى؟

فيستفيد بذلك جميع الأطراف، بخلق فرص عمل للفنانين الحاليين للتعبير عن فنونهم و مواهبهم،

 و وضع مصر فى عداد الدول التى تواكب الحداثة فى مجال المعمار و الفنون.

إلا نفكر لحظة واحدة فى السؤال الذى سيدور فى رأس أى سائح يزور ميدان  التحرير ” إيه اللى جاب القلعة جمب البحر” ؟!

وبذلك نخسر ثقة السائح الاجنبى فى تصرفاتنا و معرفتنا بقيمة آثارنا إنسانيا و جغرافيا؟

و هنا أطلب من القارئ الفاضل، أن تتخيل أنك تبنى بيتا أو فيلا شاهقة و تصرف عليها العمر و النقود،

ثم يأتى من يعتقد أن له الحق فى التصرف فى أملاكك ليأخذ منها ما يحلو له و ينقلها ليزين بيته هو فقط للتفاخر بها.

هذه الآثار هى حرمة مقدسة، وللقارئ الفاضل أن يتخيل كم من الأعمار والنقود و الجهود و الطاقات و الإرادة الإنسانية بذلت لبناء هذه الآثار فى مكانها المخصص بالضبط لها.

أللا يعد أمر بترها من مكانها جريمة و اعتداء و إقلالا من شأن أجدادنا الذين بنوها؟

إلا يعد أمر بترها انتهاكا لتاريخنا و لنا نحن؟

و أن من غرابة الأمور أن يعتقد بعض الأشخاص الذين يشغلون بعض المناصب أنهم الأشخاص الأكثر فهما

و أن لا يجب أن يعترض أحدا أو يطالب أحدا بإيقاف مثل هذه التصرفات الهوجاء، مقللين من شأن العامة و من قيمة رأيهم، و هذا انتهاكا أخر.

كفنان مصرى أطالب بعدم المساس بالآثار، المتعلقة بمكان جغرافى، فذلك انتهاك لحرمة تلك الأماكن المقدسة،

و استهتارا بأباءنا و أجدادنا الذين قضوا عمرهم كله فى بناءها.

مايسترو بيشوى عوض

• مؤلف موسيقى وعضو المؤسسة العالمية للمؤلفين الموسيقيين

• مدرس الموسيقى بمعاهد الكونسرفتوار ومدارس باريس

• قائد للكورالات والأوركسترات

شاهد أيضاً

الكريسماس والمصريين وشجرة السلام والوطن

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي لا ريب يجسد الاحتفال السنوي بالكريسماس اسمي معاني السلام والحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.