د.ماجد عزت إسرائيل
وبعد أن دخلت مدينة بيت لحم تحت الحكم الروماني، بنى فيها الملك هيرودوس الأول (74- 4 ق.م) قلعة يلجأ إليها في وقت الحروب. وبعد أن تولي الملك (قسطنطين الكبير) ما بين عامي (306–337 م)، سمح بحرية العبادة. وخاصة بعد أن أصدر مرسوم ميلان في عام(313م)، والذي نص على:”إلغاء العقوبات المفروضة على من يعتنق المسيحية، وحق المسيحيين في ممارسة شعائرها جهراً”.
وفي عام (330م) قامت الإمبراطورة هيلانة أم الملك (قسطنطين الكبير) ببناء كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، وكنيسة القيامة في مدينة القدس، ثم تعرضت كنيسة المهد للهدم على يد السومريين. وبعدها جاء الإمبراطور جستنيان الأول (فلافيوس بتروس سبتيموس يوستيانوس) (3 أغسطس 527 – 16 نوفمبر 565م) وإعاد تشييد الكنسية من جديد. كما بنى سوراً حول مدينة بيت لحم وبقي هذا السور حتى عام(1448م)، حيث أمر السلطان المملوكي بهدمه، أما الكنيسة مازلت قائمة إلى الآن. ومن الجدير بالذكر أن مدينة بيت لحم تعرضت للغزو الفارسي عام(614م)، ولم يهدم الغزاة الكنيسة لوجود صورة للمجوس وهم ساجدون أمام السيد المسيح على لوحة من الفسيفساء. ولا تزال مدينة بيت لحم حتى يومنا هذا لم تبح بكل اسرارها. فهي مسقط رأس يسوع وتنبأ عنها ميخا حيث ذكر في الكتاب المقدس قائلاً: ” أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ».” (مي 5: 2).