بقلم : حجاج نايل
هل يمكن الموافقة والتأييد لأي عنف أو اضطهاد أو تمييز او قمع اي كان مصدره وفاعله ضد أي إنسان بصرف النظر عن جنسه ولونه ومعتقده ودينه وافكاره وثقافته ؟
ما هي معايير الصحوة الإسلامية وانتفاض رموزها وتجييش وتعبئة العقل الاسلامي الجمعي باتجاه مواقف محددة؟
هل هناك شبهة مصالح اقتصادية وسياسية تحرك وتستغل العقل الجمعي المسلم ؟
هل يتسامح العالم الاسلامي مع القتلة والمستبدين والسفاحين والارهابيين الذين يذبحون المسلمين كل يوم طالما كانوا هم انفسهم مسلمين
لست من هواة الكتابة في مثل هذه النوعية من الموضوعات الشائكة لظني واعتقادي ان ملايين المقالات والكتب والحوارات والندوات والمناظرات لم تحرك ساكنا في هذا الشأن ولن تزحزح قناعات بعض من رموز العقل الجمعي المسلم المنغلق علي نفسه منذ قرون قيد انملة في سياق من التأويل والتفسير حسب الاهواء والمصالح والذات
ايضا بصورة ساهمت إلي حد كبير في جمود العقل وتوقف طاقاته وابداعاته في صراع يومي مع النظرة والرؤية الانسانية والبشرية المتجاوزة الاديان والاعراق والساعية الي الانسنة بمفهومها الاجتماعي والقانوني والسياسي في تقديري يبقي الرهان علي مزيد من التطور الانساني مضروبا في عنصر الزمن والوقت بما يحملانه من احداث
ومتغيرات وتفاعلات مثلما حدث في الثلاثين عاما الاخيرة التي استطاع التطور التكنولوجي في وسائل التواصل الاجتماعي فيها ان يعكس تأثيرا محدودا بحكم الحوار الانساني الجولوبالي او حتي المعرفة الانسانية والمعلومات والخبرات المتبادلة في حدها الادني وهذا ما دفع بالفعل باتجاه زحزحة وحلحلة بعض القناعات هنا وهناك
لدي قسم او شريحة من هذا العقل الجمعي ولهذا سوف يتضمن هذا المقال اسئلة اكثر منها اجابات وبمفهوم المخالفة هي اسئلة استفهامية معاكسة لردود فعل العالم الاسلامي علي اشكالياته وصراعاته مع الاخربما يؤكد فرضية اختيار المواقف التي يجب علي العقل لجمعي المسلم التصدي لها مقارنة بما يحدث علي الارض
وبطبيعة الحال ليس الغرض من هذه المقاربة التشكيك في اخلاص ونبل الجمع المسلم حول العالم لكن ربما يتناول المقال اكثرالاسئلة الحائرة بين الغضب والمنطق وبين الواقع وفتاوي الخيال وبين ميكافيلية الاصابع المحركة للعقل الجمعي المسلم والاستجابات المندفعة الطائشة لهذه المواقف ومن ثم سوف احاول جاهدا تبرير اللامنطق
واللامعقول في رده الفعل من جانب العقل المسلم مقارنة بما يغفله ويتجاهلة هذا العقل من ويلات وكوارث في مناطق اكثر قربا وقرابه يتعرض فيها المسلمين لابشع انواع التنكيل والقتل والتقطيع ولم ينتبه القائمون علي قيادة العالم الاسلامي لهذا الترويع في سياقات ربما تتصل بعدم وجود مصالح مباشرة او ربما لاختفاء صانع الالعاب الرئيسي في مثل هذه الامور وهو اجهزة الاستخبارات العالمية لعدم توافر مصلحة حقيقية لها في هذا الشأن ايضا.
في البداية أود التأكيد علي ان كافة اشكال العنف والاضطهاد والتمييز والتنكيل والقمع ومصادرة الحقوق والحريات الاساسية لكل بني الانسان علي وجه الكوكب مرفوضة ومدانه بأشد عبارات الشجب وباكثر اللهجات قسوة سواء كان مصدر هذه الانتهاكات الحكومات مثل الصين او مصر اوالولايات المتحدة الامريكية او وروسيا او اي من حكومات العالم بلا استثناء اوجماعات غير حكومية سواء كانت دينية او عرقية او حتي سياسية
وبالتالي فكل الادانة لحكومة جمهورية الصين والتضامن مع مسلمي الايغور ومع كل الوسائل السلمية المتاحة للدفاع عنهم واسترداد حقوقهم وحرياتهم طالما كانت ممارسة هذه الحقوق سلمية ولا تحض علي الكراهية والعنصرية ولا تخدم مصالح دول اخري كما يشاع عن قومية الايغور انهم يتبعون عرقيا ودينيا الدولة التركية وحتي في هذا الاطار لا يجب ان يتعرض هولاء للتعذيب والتنكيل واجبارهم علي الاتيان بافعال تخالف عقائدهم تبقي
المحاكمات العادلة العلنية خير وسيلة في حالة ارتكاب هولاء لاي جرائم مخالفة للقانون لكن لماذا الايغور تحديدا دون عشرات الاقليات العرقية والدينية التي تعيش في الصين منذ القدم هل لانهم مسلمون وقررت الصين الان
وبشكل مفاجيء وبعد قرون طويلة وفي هذا التوقيت تحديدا اضطهاد ومهاجمة المسلمين بلا سبب او مبرر او ذريعة هل تعاني وتخشي الدولة الصينية التي يبلغ تعداد سكانها مليار و300 مليون نسمة من بضعة ملايين من السكان الايغور حتي لا ينشروا الاسلام في اراضيها هل ينافسون الحكومة الصينية اقتصاديا او حتي سياسيا
هل بسبب كما جاء علي لسان البعض عبث الدولة التركية التي يرجح ان تكون الاصول العرقية للايغور منها ، حيث قامت بنقل بعضهم إلى سوريا، وسهلت مرورهم إلى تنظيمات إرهابية، كما نقلت بعضهم إلى دول مثل مصر ونظراً لأن أصول الإيغور من الأقلية القومية التركية في “شينجيانغ” الصينية، فإنهم نشطوا مؤخر كورقة ضغط امريكية تركية على الصين، وتحريكهم ضد الحكومة المركزية في بكين، من أجل إقامة دولة (تركستان الشرقية)).
لاتزال الصورة في مجملها غامضة وتشهد الساحة السياسية والاعلامية في العالم الاسلامي تلاطما وحوارا ساخنا حول اي من الزعمين السابقين في مساله الايغور ولذلك يجب التغاضي بصورة مؤقته عن محاولة تأكيد اي من الطرحين الاكثر دقة والتعرض لمسألة الايغور في نطاقها الانسب والمستقيم مع ما يشهده العالم الاسلامي
في العقود الثلاثة الماضية بعد انهيار الكتلة الشرقية واتجاه مصممي عالم القطب الواحد لخلق عدو مناوئء يتيح لها التمدد الكوني والهيمنة السياسية والاقتصادية علي الموارد والمنافذ واركان الكوكب والغريب في الامر انها بالفعل قامت بتصنيع هذا العدو بيدها ولازالت تلعب به وتتقاذفه كالكرة في الهواء في اي اتجاه تريد لكن الاخطر هو الاثار الجانبية لهذه الصنيعة وهو العقل الجمعي المسلم والذي تأثر الي
حد كبير ببرامج وفتاوي هذه الحركات الارهابية المصنعة غربا الاكثر من ذلك ساهمت هذه الصنيعة في تعاظم الوجود الاسلامي في دوائر الصراع العالمية لاسيما بعد احداث 11 سبتمبر وساهمت ايضا في تشويه هذا العقل الجمعي ودفعته الي انغلاقة شيفونية عقائدية متشددة منفلته غير متحكمة في فورانها وغليانها في القضايا التي تمس المعتقد بصورة غير عقلانية والدليل علي ذلك سوف اضع هنا بعض الاحصائيات البسيطة والسريعة والتي توثق لحجم المأسي الانسانية التي لم يتخذ العقل الجمعي المسلم ردود الفعل المناسبة تجاهها بصورة تؤكد هذا القدر من التشوه
** ففي الحرب التي اندلعت في سوريا في عام 2011 اسفرت حتي الآن عن مقتل أكثر من نصف مليون انسان مسلم واديان اخري.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان عدد قتلى الحرب وصل الى 511,000 مسلم منذ اندلاعها قبل سنوات سبع، ، بينهم أكثر من106.390 مدني مسلم 19.811 طفل مسلم 5013.12 امرأة مسلمة
وفي هذا البلد الذي كان يقطنه نحو 23 مليون نسمة قبل النزاع، اضطر نحو نصف السكان إلى مغادرة منازلهم بينهم 6.6 مليون نزحوا داخل البلاد وأعلنت منظمة «آنديكاب إنترناسيونال» الفرنسية غير الحكومية في احدث بيان لها، أن 3 ملايين شخص أصيبوا بجروح؛ بينهم مليون ونصف مليون يعيشون اليوم مع إعاقة دائمة؛ وبينهم 86 ألفاً اضطروا للخضوع لعمليات بتر أطراف وأرغمت الحرب أكثر من 5.4 مليون شخص على الفرار من سوريا، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين
الحرب العراقية الايرانية حرب الخليج الاولي قتل ما يقارب المليون عسكري مسلم والمليون مدني مسلم ايضا و2 مليون جريح ومصاب واستخدمت في هذه الحرب الاسلحة الكيماوية غاز الخردل وغيره وتكبدت الدولتين المسلمتين ما يقارب ال 400 مليار دولار امريكي
وفي اليمن الان قتل ما يقارب 150 الف مسلم منهم 11 الف مدني وحسب منظمة الاغذية والزراعة تفاقمت المجاعة حيث يعاني اكثر من مليون طفل يمني مسلم من المجاعة وسوء التغذية الحاد بالاضافة الي 8 ملايين يمني مسلم يعجزون عن تدبير قوتهم اليومي واكثر من 13 مليون يمني مسلم يواجهون انعدام الامن الغذائي
وفي لبييا وبعد مرور سبع سنوات علي النزاع المسلح هناك اكدت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة فاو عدد القتلي ب تجاوز ال 50 الف قتيل ليبي مسلم قتل القذافي وحده قتل 10 الاف منهم كما اعلنت الفاو في ابريل الماضي بأن لبييا الدولة المسلمة من الدول الجائعة حيث صدر تقرير عن ذات المنظمة يؤكد ان 400 الف ليبي يحتاجون الي مساعدات عاجلة في مناطق الجنوب والشرق
وفي السودان حصدت الحروب الاهلية السودانية 2.5 مليون سوداني لن نجزم بانهم جميعا مسلمين لكن علي اقل تقدير نصف هذا العدد من المسلمين وتم تشريد 4 ملايين سوداني قتل عمر البشير لوحده اكثر من 300 الف سوداني في دارفور ومناطق النزاع الاخري
وفي الجزائر في العشرية السوداء اكثر من 100 الف قتيل مسلم
وفي الصومال مليون و300 الف قتيل ايضا
وفي افغانستان اكد تقرير لبعثة الامم المتحدة في افغانستان عدد القتلي 10453 افغاني مسلم في عام 2017 فقط منهم عدد كبير من المدنيين الخ الخ
استطيع ان أملا عشرات الصفحات بامثلة مشابهة من التاريخ المعاصر والحديث والقديم علي عشرات الملايين من المسلمين الذين قتلوا بمعرفة حكام وملوك وسلاطين وخلفاء وجماعات مسلمه بدءا من الصراعات التي بدأت بعد وفاة الرسول ص ومرورا بكل دول الخلافة العباسية والاموية والفاطمية والايوبية والمملوكية والعثمانية
لكن بجميع الاحوال هذا ماحدث وما يحدث الان وما سوف يحدث في المستقبل بسبب بؤر التوتر المنتشرة في انحاء عديدة بين دول ومجموعات اسلامية في مناطق مختلفة علي رأسها الصراع السني الشيعي والذي نشهد بواكير انفجاره وتجلياته في اليمن وفي ذات السياق وبغض الطرف عن طبيعة الموضوع والمجادلة التي نحن بصددها في هذا المقال وهي محنة اقلية الايغور في الصين نذكر
العالم الاسلامي بشيوخه وعلمائة الذين يعملون في خدمة الملوك والرؤساء والعصابات التي تحكم الدول العربية والاسلامية و الذين يشرعون ويفتون بقتل المسلمين وتقطيع رقابهم بان المشكلة والمعضلة ليست في عدم تعاطف الجمع المسلم مع اخوانهم في البلدان الاسلامية المتنازعة وفقط بل انهم وبمقايس الشرع والفقه والاسلام نفسه انهم خرجوا عن طاعة الله ورسوله وخرجوا عن مقتضيات الايمان بما في ذلك المليار ونصف المليار مسلم الذين ارتضوا التؤاطو والصمت المخزي علي ذبح اطفال المسلمين في كل مكان
ولعلي هنا اقتبس الايات القرانية والاحاديث النبوية التي تنهي عن قتل المسلم للمسلم وتحرم ذلك حرمه قاطعة وبناء علي الشرع والدين نفسه كمرجعية اساسية لم تهتز مشاعر العقل الجمعي المسلم لملايين القتلي من المسلمين في الامثلة اعلاه وانتفضت ربما لرسومات وكتابات لم ولن تصيب احد بجروح او تقتله اوتقطع اطرافه وفي عدة تفاسير ربما لم يحرمها الله صراحة والاقتباس هنا لعلكم تتذكرون بأن هناك مسلمين لونهم قمحي وربما اسمر وريما اسود يتم تقطيعهم بالبراميل المتفجرة في سوريا وبطائرات التحالف السعودي في اليمن الا يستحقون قدر من التعاطف مثل مسلمي الايغور
(أنه من قتل نفسا بغير نفس، أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”..(.سورة المائدة، الآية 32
(قول الرسول ص صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أولُ ما يُحاسَبُ به العبدُ الصلاةُ ، وأولُ ما يُقضَى بينَ الناسِ الدماءُ
الفرقان : 68 ] (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً
حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قلت : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ، قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه
ومن اسف نحن ازاء جرائم يندي لها الجبين وتقشعر لها الابدان وتتجاوز الخيال العلمي في بعض الاحيان من قتل وذبح للاطفال والنساء المسلمين والمجاعات والنزوح واللجوء والتشريد لشعوب مسلمة من قبل مسلمين اخرين فلقد نزح نصف سكان سوريا الي المخيمات في العراء والي دول مجاورة في بؤس يخجل منه وله كل مسلم يدعي انه من رحم الدين نفسه سمعنا في اوربا وكندا وامريكا ودول الغرب الذين يطلقون عليها شيوخ الدعوة الدول الكافرة حملات ضد هذه الحروب وضد ما يحدث للاطفال والمدنيين العزل سمعنا عن حملات للتبرع وجمع الاموال لضحايا هذه الحروب سمعنا عن فرق اغاثة للنازحين والمخيمات من هذه الدول الكافرة سمعنا عن استقبال ملايين من الضحايا في هذه الدول وتوفير حياة امنه وكريمة لهم ولم نسمع او نشاهد اي شكل من اشكال التعاطف مع الضحايا من الدول الاسلامية الغنية او حتي الفقيرة
وكذلك لم نسمع او نري او اي حماس لدي العقل الجمعي المسلم في كل هذه المجازر هو ذات العقل الذي يهب الان لنجدة الايغور في الصين والذي احرق سفارات الدانمارك ردا علي الرسوم المسيئة للرسول والذي كاد يفتك بعدد كبير من الروائيين والسينمائين والادباء لارائهم وابداعاتهم المختلفة ولم نري او نسمع من دول الخليج الغنية المسلمة بل علي العكس تذهب اموال دول الخليج المسلمة لدانات المدافع والطائرات لقتل المسلمين الابرياء العزل في سوريا ولبييا واليمن لم نشاهد او نسمع عن حملات شعبية وغير حكومية كالتي تحدث في الغرب الكافر لجمع الاموال والطعام لاطفال هذه الحروب والمجاعات ومن اسف ان الشيوخ والملالي الذين يقودن العقل الجمعي المسلم يصدعون عقولنا بالفتاوي التافهة والكراهية والحقد والصراع مع غير المسلم وكيف تدخل الحمام بقدمك اليمني
وكيف تضاجع زوجتك من الخلف وحلاليه الزواج من قاصر 4 سنوات الخ الخ بينما يموت ويقتل ويجوع ويعذب ملايين المسلمين في كافة الانحاء شرقا وغربا شمالا وجنوبا انهار من دماء المسلمين تجري علي جلاليب ومن بين افخاذ هولاء الشيوخ والملالي وايات الله ولا ينتبهون لها او يعيرونها اهتماما يبرر لهم تعبئة وتحريض العقل الجمعي المسلم بينما صورة امراة عارية او قصيدة شعر لشاعر ملحد او رواية لاديب تهز اركان العالم الاسلامي بمليارته وشيوخه وجيوشة وامواله اليست المفارقة هنا مضحكة اليست المفارقة هنا تدعو للسخرية فلقد تخلي
العالم الاسلامي والعقل الجمعي المسلم في كل الدنيا عن انتماءة الحقيقي وجوهر الدين الاسلامي وترك دماء المسلمين بوجه عام والاطفال علي وجه الخصوص تجري كالانهار في المدن والعواصم الاسلامية ومضي يحتج ويقاطع ويزمجر غضبا علي مجموعة من الاعمال الادبية والفنية التي لم يكن يلاحظها احد قبل هذا الانفجار المدوي هل من المنطقي ان نصدق ان رواية ادبية جرحت مشاعرهم الدينية الي هذا الحد الم يخجل المتشدقين بالترويج لمظالم الايغور بالرغم من تأكيدات مصادر موثوقة بانهم ورقة تركية امريكية في حروبهما مع الصين
وهم يشاهدون كل يوم وكل ساعة علي شاشة التلفزة المجاعة في اليمن والقتل في سوريا والذبح في لبييا وتقطيع الجثث المسلمة في افغانستان والمقابر الجماعية في معظم بلاد المسلمين وانا هنا لا ابرر موقف الدولة الصينيية فلتذهب الصين الي الجحيم ما يهمني هنا هو كيف يفكر وكيف يتصرف وكيف يواجه العقل المسلم الاحداث والصراعات من حوله واين الانسجام والتوافق بين هذا الموقف الغيور علي الاسلام والمسلمين وبين التؤاطو الفعلي علي مذابح المسلمين الحقيقية والموثقة
في مناطق اخري لم استطيع ان اجاري هذا الخيال الذي اصبح اكثر مما يحتمله العقل البشري فمن يبكون علي الايغور وعلي الافلام والرسومات لم ينتبهوا لما يحدث بجوارهم ولمسلمين من نفس اللغة والثقافة والتاريخ الم ينتبهون الي صرخات الجوعي والمذبحوين والثكلي في الدول الاسلامية الشقيقة لم ينتبهوا لمعاناة المسلمين داخل السجون والمعتقلات وبيوت الاشباح في العواصم العربية والاسلامية لم ينتبهوا لمعاناة واهوال شعوب باكملها تدخل معاناتها في اطار ما يسمي بالجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية وجرائم الحرب هل ترقي انتهاكات الصين لاقلية الايغور الي هذه المرحلة ؟؟؟؟؟؟
في تقديري ولاسباب سيكولوجية تبرر موقف العقل الجمعي المسلم عن احجامه الانتفاض والاحتجاج علي تلك الجرائم هو ان مرتكبيها مسلمين ومن ثم طالما كان القاتل والجلاد والسفاح مسلم لا يجب الاعتراض او الاحتجاج وتبقي مشكلة العالم الاسلامي مع كل ماهو غير مسلم حين يرتكب الاخطاء او الانتهاكات ضد مسلمين فهذا سبب كافي ومقنع ليهياج وغليان العالم الاسلامي من اقصاه الي ادناه بينما حين يقتل الزعماء والملوك والرؤساء
وزعماء القبائل وامراء الجماعات الدينية والخلفاء المسلمين المذابح والقتل وتقطيع الجثث بالمناشير وابادة البشر والتمثيل بجثثهم وقتل الاطفال الابرياء وبتر اطرافهم وفقء عيونهم فليس لدي العقل الجمعي المسلم اي مشكلة ولا يجد اسبابا للغليان علي صفحات التواصل الاجتماعي ولا يدعو الي مقاطعة الزعماء والرؤساء والملوك والامراء ولايجد وقت لدعم الضحايا حيث ان الذي قتلهم وعذبهم وشرد اسرهم في المنافيء هو مسلم مثله مثل الضحية كما يقال بالعامية ( مننا وعلينا ) هذه هي الكارثة دعاة وحماة الدين وعلمائه يواصلون الليل بالنهار لالتقاط اي اخطاء ضد الاسلام والمسلمين شريطة ان يكون مرتكب هذه الاخطاء غير مسلم.
الامر الثاني هل يمكن ان تشكل قناعة العقل الجمعي المسلم بقضاياه واولوياته في اطار منظومة ثقافية واجتماعية ومعتقدية واضحة ؟ اتصور ان الاجابة بالنفي هي الاقرب الي الحقيقة والا كان من البديهي والمنطقي ان يتخذ موقفا منسجما وصريحا ضد المذابح والابادات التي يتعرض لها المسلمون ذاتهم في بلدان اسلامية عديدة
ويتضح هذا بشكل جلي في المفارقة التي تحدثنا سلفا عنها لكن هل العقل الجمعي يتم استخدامه واستغلاله وتطويعه وتحريكه كما تشاء مخابرات الدول التي لها مصالح سياسية او اقتصادية او ثقافية في هذا المعترك او ذاك ؟
اتصور ان الاجابة بنعم هي ايضا الاقرب الي الحقيقة فجماعات المصالح والحركات الدينية بكافة صورها بالاضافة الي بعض الاجهزة الامنية وبعض اللاعبيين الاقليميين والدوليين بالفعل يحركون العالم الاسلامي وفق ما تمليه المصالح والتوازنات لاسيما في الاونة الاخيرة التي اتسمت بتعاظم هذا الاستخدام في اطار الصراع بين العسكر والتيارات الدينية في دول عديدة في المنطقة واستقطاب العسكر لبعض الاجنحة من هذه التيارات وقيامهم بالمزيادات الدينية
علي التيارات الدينية بوصفهم اكثر تدينا للحفاظ علي شعبيتهم او شرعيتهم ويتقاطع ذلك مع نشاط قوي واجهزة اقليمية ودولية في تسيير وسياقة العالم الاسلامي بطريقة اصبحت معهودة ومتعارف عليها وهي التماس مع المشاعر الدينية المتأججة والمندفعة والعاطفية لدي العالم الاسلامي واستنفار تلك الشحنات العاطفية كلما رغبت هذه القوي في تمرير بعض القضايا والصفقات ومثال اتصور ان لحصول امريكا علي اكبر مكاسب من الدولة الصينية ولحصول اردوغان علي مكاسب سياسية علي الارض فانهما يزجان بالعالم الاسلامي في صراع مع الدولة الصينية اجدني اكثر استمالة لهذا التفسير لما شهدته الاونة الاخيرة من التوتر الحاد بين الدولتين علي اثر قيام
ادارة ترامب بفرض رسوم جمركية علي البضائع الصينية مما حدا بدولة الصين بالقيام بدورها بفرض رسوم جمركية علي البضائع الامريكية اشعلت هذه الاجراءات الحرب التجارية بين البلدين والتي تجلت في الهجوم الحاد الذي شنه وزير الخارجية الامريكي بومبيو علي الصين داعيا العالم اجمع لمحاربة الصين والحزب الشيوعي الصيني لم يمضي شهرا علي هذه الحرب التجارية حتي انفجر لغم الايغور في وجه الصين لتجييش وتعبئة العالم الاسلامي ضدها اعترف قد تكون هناك انتهاكات جسيمة لحقوق وحريات الايغور في الصين بل كحقوقي اعتبر دوما ان الصين من الدول الرائدة في انتهاكات حقوق الانسان وجرائمها لا تحصي في هذا الصدد لكني هنا بصدد البحث عن مخرج للعقل الجمعي المسلم من كونه مجرد اداة لدي مخططي السياسية الامريكية والتركية
ختاما
الاحصائية في الاسفل نقلا عن موقع BBC دولة الصين تقوم بدعم وضخ الاستثمارات الضخمة
كما تبين الارقام في الاسفل هل من الممكن ان تقرر دولة مثل الصين بكل ما تنطوي عليه منظومة الحكم فيها من براجماتية وميكيافلية منقطعة النظير فهي تحكم بواسطة الحزب الشيوعي الصيني وعلي المستوي الاقتصادي تقوم بكل المعاملات الراسمالية والسوق الحر هل يمكن ان تتجاهل كل هذه المصالح والاستثمارات لرغبة لم يدلل او يبرهن عليها دعاة انقذوا الايغور في الهجوم علي الاسلام والمسلمين بلا اي مبرر سوف اترك التعليق والتأمل للقأرئ العزيز
نقلا عن BBC
عززت الصين وجودها الاقتصادي في العالم العربي بشكل كبير، فتمكنت من رفع حجم استثماراتها في المنطقة من 36.7 مليار دولار في عام 2004 إلى 224.3 مليار دولار في 2018.
بخلاف التجارة، قدمت الصين في عام 2018 حزمة مساعدات للدول العربية بحوالي 23 مليار دولار. 20 مليارا منها في صورة قروض تخصص لتطوير مشروعات وخلق وظائف في الدول التي تحتاج دعما وإعادة إعمار.
و 90.6 مليون دولار منها في صورة مساعدات إنسانية وإنشائية لكل من سوريا واليمن والأردن ولبنان.
وشهد العام 2019 ما وصفه مراقبون بأنه تغول اقتصادي صيني، بدأ في يناير/كانون الثاني بإقراض مصر 1.2 مليار دولار لإنشاء قطار كهربائي بطول 68 كيلومترا، يصل إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
هذا بخلاف الاستثمار الصيني لإنشاء 18 برجا في منطقة الأعمال في العاصمة الإدارية، بقيمة ثلاثة مليارات دولار، قدمت الصين 85 في المئة منها في صورة قرض يبدأ سداده بعد عشرة أعوام.
كما وقعت المملكة العربية السعودية 12 اتفاقية تجارة مشتركة مع الصين، بقيمة 28 مليار دولار، في فبراير/شباط الماضي، بحضور ولي العهد محمد بن سلمان، والرئيس الصيني شي جينبينغ.
وبلغ نصيب شركة أرامكو وحدها عشرة مليارات دولار، إذ وقعت الشركة اتفاقا لإنشاء مجمع لتصفية النفط والصناعات البتروكيماوية في الصين.
وفي يوليو/تموز من العام نفسه، وقعت الإمارات العربية المتحدة 16 اتفاقية مع الصين في مجالات الاقتصاد والنفط والبيئة. وشملت هذه الاتفاقيات إسناد تطوير منطقة سكنية وترفيهية في محيط مطار داكسينغ الدولي في بكين لشركة إعمار الإماراتية، وهو استثمار قيمته 11 مليار دولار.
وفي المقابل، يحتل النفط العربي أهمية كبرى بالنسبة للصين. وبلغ حجم صادرات النفط العربي إلى الصين في عام 2018 حوالي 107.7 مليار دولار.
وتأتي ثلاث دول عربية ضمن الدول الخمسة الأولى التي استوردت الصين منها احتياجاتها من النفط في العام ذاته. وهي السعودية في المركز الثاني (بقيمة 29.7 مليار دولار)، والعراق في المركز الرابع (بقيمة 22.4 مليار دولار)، وسلطنة عمان في المركز الخامس (بقيمة 17.3 مليار دولار
اتاوا – كندا