كتبت : أمل فرج
الرجولة ليست كلمة تحددها خانة النوع بالبطاقة الشخصية ، ولا الحب كلمات رنانة ، الحب مواقف و حضور لا يعرفه غير الرجال ممن صدقوا ، و أحبوا ؛ ففعلوا ، و واجهوا ؛ لأن الحب عندهم ليس له وجه آخر غير من أحبوا ..
تسلل المرض الخبيث لجسدها ففي الوقت الذي كانت تعد نفسها للزواج من حبيبها، كان “الخبيث” سرى في دمائها، وحينما اكتشفت إصابتها بـ”لوكيميا” ظلت تبكي وتفكر في مصيرها مع خطيبها، لتفاجئ بتمسكه بها، رافضة البعد عنها، كما أنه عجل من موعد زواجهما ؛ ليساندها طيلة رحلة علاجها.
قصة حب قوية جمعت بين “شيماء” وزوجها أحمد محمد، لم تنهزم أمام السرطان، بل على العكس تحدّت المرض حتى كُتب لشيماء الشفاء: “أول ما عرف إنى مريضة سرطان قبل جوازنا بكام شهر، قال لي مش هاسيبك وهنسرع بالجواز وهتتعالجى فى بيتى، أنا اللى هاشيلك وهاشيل كل مسئوليتك، وقال لي عندي يقين إنك هتخفى وهتقومى ليا من تانى”، بحسب حديثها.
شعرت حينها بطاقة إيجابية تجعلها قادرة على خوض معركتها مع المرض: “كان عارف مواعيد الأدوية، لو نايمة يصحينى، وكان بيساعدنى فى شغل البيت والأكل، عمرى ما حسيت بتعب”.
ورغم أن نسبة الشفاء كانت ضعيفة تصل إلى 20%، لكنها تعافت تماماً بعد 7 سنوات من إصابتها بالمرض: “كان طول الوقت بيعمل لى مفاجآت، يخرّجنى طول الوقت، وفى البيت كان بيقدم لى دعم كبير نفسى ومعنوى، كل ده شجّعنى على تحدى المرض، ساعات كنت باحس إنى نفسى أخف علشان هو تعب معايا”، مؤكدة أنهما رُزقا مؤخراً بطفلة داوت كل ما عاشته من آلام: “كان عنده طاقة وقوة رهيبة، حتى لما خلفت بنتنا، كان هو اللى بيشيل مسئوليتها، خصوصاً فى أوقات تعبى”.