ماجد سوس
يوجد في العالم ثلاثة مكتبات تعتبر الأكبر الأولى هي مكتبة الكاثوليك بالفاتيكان والثانية هي مكتبة الكونجرس الأمريكي والثالثة هي مكتبة روسيا .
أسس مكتبة الفاتيكان البابا نيكولاوس في القرن الخامس عشر والمكتبة تضم أكثر من مليون كتاب بخلاف المطبوعات وآلاف المخطوطات والمجلدات والمعاجم والخرائط والمعادن الأثرية.
بعد حريق مكتبة الإسكندرية حزن الأقباط بسبب الكتب النفيسة والمخطوطة الهامة التي احترقت ، ولولا حفظ بعضها في الأديرة لتضاعفت الكارثة .
في عام 2017 قرر البابا المعظم الأنبا تواضروس أن يحول حلم طال انتظاره إلى حقيقة ملموسة وهو انشاء أكبر مكتبة بابوية قبطية على مستوى العالم وقرر أن يكون طراز المكتبة روماني يعود إلى عصر السيد المسيح وبالفعل تم افتتاح المكتبة في 19 نوفمبر2019 بمركز لوجوس بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بمنطقة وادي النطرون.
وشاركه الافتتاح أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذين يشاركون حاليًا في سيمينار المجمع المقدس.
وركز قداسة البابا في كلمته التي إلفاها بهذه المناسبة على دور المكتبة البابوية في توفير مصادر البحث للدراسات العلمية التى تسهم في تنشئت وبناء المجتمع بصفة خاصة والمجتمع المصري والعالمي بصفة هامة.
المركز مبني على شكل جسم الحمامة به كنيسة التجلي كنيسة صغيرة بفن قبطي بديع، جناحي الحمامة المفرودين احدهما يحوى قاعة اجتماعات المجمع المقدس المتطورة بتكنولوجيا تسهل التصويت والحوار والجناح الاخر للحمامة هو المكتبة البابوية المركزية التي بها مصاعد وأجنحة تشمل المخطوطات ونفائس الكتب ويبارك المكتبة جزء من الصليب المقدس ومجموعة من المخطوطات والآثار القبطية وبها اقسام لكل كتاب الكنيسة منذ نشأته حتى الكتّاب المعاصرين كقداسة البابا شنودة التي وضع له في متحفها محتويات قلايته التي قام فيها بتأليف الكثير من كتبه وتحوي المكتبة كتب الأنبا إغريغوريوس و الأب متى المسكين والقمص تادرس يعقوب وغيرهم من العلماء المعاصرين بل ومن الكتاب المصريين الكبار أمثال محمد حسنين هيكل يربط بين جناحي الحمامة طريق رائع الجمال يسمى شجرة مارمرقس على جانبيه عدة أشجار كل شجرة فيه تمثل ايبارشية من إيبارشياتنا بالخارج مكتوب بيانات كل منها على لوح رخامي أسفل الشجرة والمنطقة الخضراء مساحتها حوالي 2000 مترا
أكد قداسة البابا عقب افتتاحه للمكتبة إن كنيستنا القبطية في الأساس هي كنيسة شعبية، لم تكن في نشأتها كنيسة الملك أو الإمبراطور، لذا أخذت على عاتقها مسئوليتين
الأولى: الاندماج مع الشعب بكل آلامه وأفراحه وثقافته ولغته
والثانية : أن تكون خزانة أسرار الحضارة المصرية سواء اللغة والأدب المصري القديم أو العمارة والفنون المصرية، ومن هنا جاء تأسيس المكتبة البابوية المركزية في موقع برية شيهيت الفريد حيث الإسقيط مهد الرهبنة والمعرفة والنسك.
أوضح البابا إلى أن الهدف من المكتبة هو رفع الوعى وتكثيف البحث العلمي وحفظ الإنتاج المعرفي وتبادل المعرفة بما يعود بالنفع على الكنيسة والمجتمع المحلى والعالمي، إلى جانب المساهمة في حفظ الانتاج المعرفي فضلًا عن رفع الوعى المجتمعي بالحقبة القبطية كونها حقبة من تاريخ مصر والشرق الأوسط شكلت جزءًا أصيلاً من الوجدان الحضاري والتراث الفكري وما يتعلق بذلك من دراسات وحفظ الإنتاج المعرفي عن القبطيات الصادر من هيئات أكاديمية معينة بالبحث والتوثيق سواء كان مقروءًا (دراسات، موسوعات، كتب، دوريات، صحف، مجلات) أو مسموعًا أو بصريًا بمختلف اللغات .
تحية من القلب للبابا الإصلاحي المعظم الذي منذ أن تبوأ سُدة الكرسي المرقسي وهو يسبق الزمن في تطوير الكنيسة القبطية مبتدئاً بتعديل لائحة انتخاب البابا في 2014 وإشراك أكبر عدد من الإكليروس والخدام والشعب في انتخاب البابا مروراً بلوائح اختيار الأسقف ووضع له برنامج تدريبي قبل تجليسه في إيبارشيته ولائحة اختيار الكهنة وتنظيم الرهبنة والحياة الديرية ثم تنظيم مجالس الكنائس ووضع امرأة في كل مجلس وتنظيم خدمة التربية الكنسية ومروراً بقانون بناء الكنائس الموحد في 2016 بعد أن نادت به الكنيسة لأكثر من قرن ونصف من الزمان وأصدر لائحة المجلس الإكليريكي ثم كان القرار الرائع هو نقل ملف الأحوال الشخصية من يد أسقف واحد إلى تقسيم الملف إلى خمسة مناطق وكل منطقة لها اسقف وكاهن وطبيبة ومحامي ومن أجل الشفافية قرر أن يكون الأمر بالتناوب .
البابا الذي قام بتأسيس عدة إيبارشيات جديدة في أوروبا في اليونان و هولندا وجنوب فرنسا، باريس وشمال فرنسا وفي شمال القارة الأمريكية إيبارشية ميسيساجا بكندا، وإيبارشيتي نورث وساوث كارولينا، ونيويورك بأمريكا. البابا الذي قام كذلك بتقسيم الإسكندرية والجيزة والمنيا لعدة مناطق وضع عليها أساقفة كرام لنهضة الكرازة ولنجاح الخدمة .
البابا الذي بدأ من اليوم الأول صفحة جديدة بالحب والإصلاح مع غالبية المختلفين مع الكنيسة وأعاد أساقفة وكهنة وخدام إلى حضن الكنيسة مرة أخرىأكسيوس يا أبي البطريرك المتضع المحتمل طويل الأناة كسيدك القدوس الجالس عن يمينك ، مستحق الكرامة أيها المصلح صاحب الرؤيا الروحية، الرب يعينك ويعضدك ويبارك في خدمتك ويحقق على يديك كل احلام كنيستنا العريقة.