الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الأقصر
المعلم فراج القوصي

خالد محمود : وداعا فراج القوصي .

رحل في صمت ..كما عاش …المعلم فراج القوصي …احد اجمل وارقى رموز اليسار الثوري في الأقصر و الصعيد
كان واحدا من علامات مجتمع الأقصر في السبعينات…


فقد اختار تاجر الفاكهة ، الأ كثر والأعمق ثقافة من طوابيرمن حملة الشهادات العليا، وابن عائلة ممتدة ترث تجارة الفاكهة الكبرى في مدينة الأقصر لعقود، ان ينحاز بوعيه وثقافته الى اليسار الثوري ..حاملا راية العدل والحرية ،، ومنذ تلك اللحظة تحول بيت القوصي الكبير الذي يشبه عوالم بيوت “ليالي الحلمية”….في استقباله لعشرات الناس وتأثيره في أحداث المدينة ، الي كعبة تستقبل نوعا جديدا من الناس ، مناضلين يساريين ومثقفين- أقاصرة وصعايدة وقاهريين .


كان فراج القوصي ، والذي كنت اناديه بالخال لقرابة من جهة أمي أكتشفناها بعد التحاقنا بصفوف اليسار و الثورة ، صاحب قضية ..بلا جعجعة او طنطنة ..او اعلانات واستعلامات ..


يناضل اذا رأي الافق جادا ..وينسحب اذا رأي الامور ابتذلت …ويحتفظ بالانساني اذا تاه معه السياسي
في اعقاب انتفاضة 1977..بايام اشتري الصحف فوجدها تتحدث عن نهاية الحلقة الثورية التي ينتمي اليها فقرر في لحظة ان يكون هو الثورة ، فملأ جدران المدينة كل ليلة بشعارات الانتفاضة ..حتى تظل جذوة الوعي مستمرة .
بعد الصلح مع اسرائيل ، قرر في هدوء ان يعلن موقفا في منافذ البيع لشوادر الفاكهة التي يمتلكونها ، وهو ان لا يبيع لاسرائيليين ، لم يخطب في منتدى ولم يزايد في الحنجوري، وانما مارس ذلك بهدوءه المعتاد ..بسؤال المشتري …انت من اين -فان قال له له اسرائيلي -قال له عفوا ” انا لا ابيع لاسرائيليين “.


عاش فراج حياة ..صعبة متلاطمة الامواج ..راي فيها الصعود والهبوط ..والاندفاع والتراجع ..، وكان صوفيا حقيقيا ….لايتردد ثانية في انفاق اخر مليم على صاحبه اذا آمن به ..ولا تعنيه في الدنيا شيء اكثر من لحظة قناعة .
يمضي فراج القوصى …ويمضي معه …مساحة من عالم وبناء عميق في بنية حياتي
بالنسبة لي …اشعر كان قرار إزالة جديد ..صدر في المدينة..شبيه بقرارات اللواء سمير فرج التي اختطفت مني الأقصر التي اعرفها ـ
لكن قرار ازالة هذه المرة .انساني ..وذكرياتي ..وتاريخي :
هاهي الحياة تنسحب منا رويدا رويدا ..برحيل احباءنا…انسحاب ياخذ منا الاجمل كل يوم ليتركنا لمواجهة الايشع والاقبح.
وداعا معلم فراج …وداعا خالي فراج .. تظل لنا الذكرى واطيافها بعضا من عزاء.
خالد محمود

شاهد أيضاً

الإسكندرية

رثاء الراحل ” المرحوم أحمد فاروق”

بقلم شريف درويشمتابعة دكتور علاء ثابت مسلم أحمد فاروق كان حنين كان خلوقكنت تطلب منه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.