الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الأقصر
المعلم فراج القوصي

حجاج نايل وداعا الرفيق المعلم فراج القوصي

قابلته وعمري ١٣ عاما يرتدي جلباب كبقية معلمين الأسواق وينادونه بالمعلم عرفت بعدها انه يبيع الخضار والفاكهة في سوق مدينة الأقصر

وفي جلسات التثقيف التي كان ينظمها حزب العمال الشيوعي المصري جلسنا نستمع إليه فوجئت بأن لديه وعي سياسي وثقافي يتجاوز وعي المحللين السياسين الإشاوس وينظر في الثقافة والفن والماركسية والفلسفة

وكل العلوم الإنسانية وكان مناضلا من طراز فريد لا يلين أو يتقاعس كان يكتب ويلتهم الكتب بنهم عجيب

وكان بسيطا حينما تراه في فرشة الخضار والفاكهة وهو يداعب ويخاطب كل السوق بلغتهم وفي اجتماعات الحزب يتحول الي كائن آخر تماما وهو ينظر فى حول كتاب ما العمل للينين لم يستوعبه الكثيرون كيف لمعلم في سوق الفاكهة والخضار يمتلك كل هذا الوعي والمعرفة ولم يحصل علي أَي شهادات علمية

وكان حالما بغد مختلف لم أراه منذ سنوات تشاركنا سويًا ورفيق ثالث احتجازنا في مقر امن الدولة بالأقصر ليومين لأننا خرجنا في منتصف النهار في أكثر شوارع الأقصر زحمة وصخب نوزع ملصقات ومنشورات ضد الاقتحام الإسرائيلي علي لبنان عام ١٩٨٢ وكنت طالبا في أولي ثانوي وتشاركنا توزيع منشورات حزب العمال علي جدران مدينة الأقصر في الرابعة فجرًا في كل المدينة

الأقصر
المعلم فراج القوصي

سافرنا في مهام حزبية لقري ومدن مجاورة كان نبيلا وصلبا كالحجر وكان مؤمنا للنخاع بالثورة وبالعدل وبالمساواة كان صديق للعائلة كلها كان حاضرا في أزمات العائلة ماديا ومعنويا كان لصيقًا ورفيقًا لصابر نايل

في السنوات الأخيرة كان رمزًا للمثقف والثوري الناضج الذي يقارب بين النظرية والتطبيق من واقع خبراته الحياتية الغنية في الأسواق

علي روحك كل السلام والأمان الرفيق المعلم فراج القوصى

شاهد أيضاً

الإسكندرية

رثاء الراحل ” المرحوم أحمد فاروق”

بقلم شريف درويشمتابعة دكتور علاء ثابت مسلم أحمد فاروق كان حنين كان خلوقكنت تطلب منه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.