قابلته وعمري ١٣ عاما يرتدي جلباب كبقية معلمين الأسواق وينادونه بالمعلم عرفت بعدها انه يبيع الخضار والفاكهة في سوق مدينة الأقصر
وفي جلسات التثقيف التي كان ينظمها حزب العمال الشيوعي المصري جلسنا نستمع إليه فوجئت بأن لديه وعي سياسي وثقافي يتجاوز وعي المحللين السياسين الإشاوس وينظر في الثقافة والفن والماركسية والفلسفة
وكل العلوم الإنسانية وكان مناضلا من طراز فريد لا يلين أو يتقاعس كان يكتب ويلتهم الكتب بنهم عجيب
وكان بسيطا حينما تراه في فرشة الخضار والفاكهة وهو يداعب ويخاطب كل السوق بلغتهم وفي اجتماعات الحزب يتحول الي كائن آخر تماما وهو ينظر فى حول كتاب ما العمل للينين لم يستوعبه الكثيرون كيف لمعلم في سوق الفاكهة والخضار يمتلك كل هذا الوعي والمعرفة ولم يحصل علي أَي شهادات علمية
وكان حالما بغد مختلف لم أراه منذ سنوات تشاركنا سويًا ورفيق ثالث احتجازنا في مقر امن الدولة بالأقصر ليومين لأننا خرجنا في منتصف النهار في أكثر شوارع الأقصر زحمة وصخب نوزع ملصقات ومنشورات ضد الاقتحام الإسرائيلي علي لبنان عام ١٩٨٢ وكنت طالبا في أولي ثانوي وتشاركنا توزيع منشورات حزب العمال علي جدران مدينة الأقصر في الرابعة فجرًا في كل المدينة
سافرنا في مهام حزبية لقري ومدن مجاورة كان نبيلا وصلبا كالحجر وكان مؤمنا للنخاع بالثورة وبالعدل وبالمساواة كان صديق للعائلة كلها كان حاضرا في أزمات العائلة ماديا ومعنويا كان لصيقًا ورفيقًا لصابر نايل
في السنوات الأخيرة كان رمزًا للمثقف والثوري الناضج الذي يقارب بين النظرية والتطبيق من واقع خبراته الحياتية الغنية في الأسواق
علي روحك كل السلام والأمان الرفيق المعلم فراج القوصى