السفر إلى اليونان أو إذا صح القول الهجرة لليونان هى حلم أغلب الصيادين المصريين فيلجاءون إلى فكرة الهروب إلى اليونان من أجل تحقيق حلم الثراء فلم يمر يوما إلا ونسمع عن معاناة شاب باليونان أو شاب عاد من اليونان بعد معاناة فاليونان بها ما يقرب من 6 آلاف صياد ما يقرب من نصفهم عاطلين لا يعملون والباقون إما يعملون ويعيشون حياة متوسطة الحال أو متزوجون من يونانيات من أجل الحصول على الإقامة والجنسية أو يتعرض للنصب والمهانة ويعود بخفى حنين كما يقولون على أنفسهم،
هؤلاء الصيادون يسافرون للعمل في اليونان بناء على اتفاقية موقعة بين مصر واليونان منذ 1982 تسمح بعمل الصيادين المصريين فى اليونان والاتفاقية تنص على جلب 2500 صياد سنوياً
الأزمة ليست نتيجة الهجرة غير الشرعية فهناك صيادون يسافرون بشكل شرعى وقانوني ولكن الأزمة تبدأ على الوسيلة التى تقلهم إلى شواطئ اليونان مرورا بوصولهم لليونان فهناك تجار أو ما يطلق عليهم سماسرة يبيعون المصريين برخص التراب، هم يسلمونهم للقبطان اليونانى يعملون مثل العبيد ويذهبون للسفارة المصرية من أجل مساعدتهم ولكن لم يجدوا من يساعدهم ولم يجدوا عملاً رغم وجود عقد رسمى مصدق عليه من الخارجية فلم يفعلوا شيئا لهم وأغلب الصيادين باليونان لا يعملون بمهنة الصيد ولكنهم يمتهنون مهن أخرى كالبناء والعتالة وغيرها من المهن البعيدة كل البعد عن حرفة الصيد وفى النهاية رواتبهم زهيدة للغاية بل يعملوا باليومية فى مهن مختلفة وبعضهم يلاقى الذل والهوان و المشكلة أن حقوقهم معدومة تماماً، منطقة بيريه باليونان معظمهم صيادين وعمالة بحرية و هناك مصريون يملكون تأمينات وأوراقاً رسمية ولا يعملون، فالمافيا تتحكم فى العمالة هناك والكثير من الصيادين يعيشون كالعبيد التاجر يأخذ منهم الالآف لكى يحصلوا على عقد عمل ، وهناك صيادون استدانوا ودفعوا 40 و50 ألف جنيه وسافروا إلي اليونان ولم يجدوا أى شىء ولم يجدوا عملاً، وينامون فى المساجد وفى الشوارع.
كما أن العقود قيمتها انخفضت، وكان راتب الصياد حوالى ألف يورو، الآن تم تخفيض الرواتب إلى 600 يورو تقريباً، ويتم ألزام الصياد بتحويل أمواله عن طريق التاجر، الذى يتحكم فى سعر الصرف، فإذا كان اليورو يساوى 20جنيه يأخذه التاجر من الصياد مقابل 18 جنيه، ولا يستطيع الصياد الاعتراض، وإلا يكون مصيره الطرد من العمل، الفرق هنا يحصل عليه التاجر وحده، التاجر يمص دم الصياد، والعامل يذهب لليونان وعقده ينص على أنه له الحق فى تذكرة طيران، وسكن، ولكن الحقيقة غير ذلك،
و رغم مهارة الصياد المصري وقدرته على العمل في ظل أسوأ الظروف وأقل الإمكانات فحقه لا يزال مهدرا.