هنا صمت الجميع..
هنا انحني قيادات العالم احتراما..
هنا صرخت دماء الشهداء صرخت حب الي فاديهم..
هنا البطرسية.. في الذكري الثالثة..
استيقظ العالم في صباح يوم الحادي عشر من ديسمبر منذ ثلاثة اعوام، علي صوت انفجار هائلا من داخل كنيسة البطرسية العريقة في قلب القاهرة.
هذا اليوم بالتحديد، حفر وجع دفين في قلب كل إنسان لم يتخلي عن إنسانيته في العالم أجمع. لم ننسي ابدا بشاعة الحدث، و عمدان هذه الكنيسة اكبر شاهدا علي مر التاريخ، ستبقي شامخة مرفوعة، صارخة الي الله معلنة و تقول مع معلمنا بولس الرسول :” نحن أنفسنا نفتخر بكم في كنائس الله.. من أجل صبركم و ايمانكم في جميع اضطهاداتكم.” (٢ تس ٤:١).
و نحن أقباط مصر بالتحديد منذ مر العصور، كل يوم نفتخر و نزداد إيمانا و صبرا و شماخة، و ايضا نزداد وطنية و قوة لهذا البلد الثمين.
فإنه لم ولن يخلق علي وجه الارض من يقدر ان ينزع عنا ايماننا الاصيل بالله، و لم و لن ينزع عنا حبنا و حمايتنا لبلدنا مصر العزيزه، سفك جميع دماء المسيحيين في جميع الكنائس و الشوارع، فهي دماء ذكية تروي أراضينا، و نفتخر بوطنيتنا في كل زمن.
أما انفجار كنيسة البطرسية بالتحديد، فقد دخل تاريخ الكنيسة الحديث بحروف من ذهب، فقد استطاع الإرهاب الخبيث ان يتغلل وسط المصليين العزل داخل الكنيسة في وقت الصلاه ولم يهتز للحظه، لم ينظر الي الوجوه الملائكة من أطفال و نساء طاهرات نقييات حوله، فلقد استخدمه الشيطان اللعين لتفجير نفسه وسط المختارات .. نعم حقا انهم المختارات الي الملكوت الابدي،كانوا جميعا سيدات و الطفلة ماجي الجميلة.
عندما نتترق الي قصة كل شهيدة بتفاصيلها، نجدهم كلهن مختارات لعريسهن السماوي، فمنهن شهيدة زوجها أستشهد في أحداث الاتحادية، و منهن الشهيدة روجينا رأفت فهي بتول و تعيش مع والدتها الشهيدة سهير محروس و كانت محبة للجميع، و منهن الشهيدة و الخادمة الامينة الدكتوره نفين عادل ذو الوجه الملائكي، و الشهيدات الاخوات الشهيدة مارينا فهيم و الشهيدة فيبرونيا فهيم، و هن من كنيسة العذراء المليحة بحدائق القبة، فقد دعاهم المسيح له المجد لينالوا اكليل الشهادة بسبب نقاء قلوبهن، و تكللت معهن ايضا الشهيدة الملاك ماجي رأفت التي قدمت دماها الطاهره مثل أطفال بيت لحم، فتقبلها الله برائحة ذكية الي السماء.
أما انا فأقول لكم، ليس معني اننا نقدم أرواحنا فدائا لله و الوطن، فهذا لا يدل علي اننا سلبيين، و لكن نطالب بالقصاص العادل من الفعلة و المجرمين، لأن الله دعانا لحب الحياة، و أن الاستشهاد إكليل سماوي، و لولا شجرة الاستشهاد ما استمرت المسيحية، فكان الموت هو الطريق للخلود و التبشير في أنحاء العالم.
و لمن يفهم و يلاحظ، أن في العصر الحديث عدة حوادث أثبتت ثبات و قوة الأقباط، و أن شرارة سقوط الحكام مثل مبارك و غيره، كان تقصيرا في حق الأقباط و عدم معاقبة المحرضيين و الفعله.
فلمن يهمه الأمر: كن حذرا من دماء الأقباط، لأنها دماء صارخة الي الله العادل مباشرا.