الثلاثاء , نوفمبر 5 2024

كاتشب فن (7) ماذا ينتظر المشاهد فى دراما رمضان (2020)..؟

الناقد الفني : محمود حجاج
فكر قليلاً فى الغوص داخل نفسك وتوقف لحظة عند القلب الألة العجيبة ،ولحظة أخرى عند العقل الصندوق المغلق ستجد بينهما تصادم وأحياناً توافق، فإذا أفترضنا أن القلب هو وجبة سريعة جميلة، وأن العقل هو الكاتشب لهذه الوجبة أو العكس وأمامك أختيار بين الأثنين فماذا ستختار؟! بالطبع إذا كنت طفل ستختار الكاتشب سيأخذك لونه الجميل وإنسيابه الأجمل، وإذا كنت والد هذا الطفل بالطبع ستختار الوجبة حتى تستكمل رحلتك، هكذا تكون الحياه والسياسة والفن هناك من يكون دوره هو صنع الكاتشب بشكله الجميل الأنسيابي وهناك من يكون دوره هو صناعة الوجبة نفسها.


دعوني أتحدث معكم عن السينما والدراما والمسرح وجبة فنية في سابع مقالات”كاتشب فن” هناك من يقول الفن رسالة وهنك من يقول الفن وسيلة ترتفيهية ليس أكثر من ذلك ،ولكن فى أعتقادي أن الفن رسالة وترفيه وكثير من الأشياء الأخري ،إذا الفن حياة أنسانية كاملة والأنسان بطبيعته حياتة ممكن أن تكون حياة جميلة أو ان تكون حياة بائسة .


نعلم جميعاً أنها شهور قليله جداَ، وتبدء موجه أعلانات دراما رمضان (2020) المكثفة خاصة بشوارع وطرق القاهرة ومدينة السادس من أكتوبر،وتبدأ المنافسة بين القنوات وأعلانات التشويق بين المسلسلات الحصري وغيرها من المسلسلات الأخرى، وننتظر جميعاً بشغف بعد كم الأعلانات والتشويق، أن نشاهد خلال الأيام الأولى فى رمضان ربما نجد عمل أو أكثر يستحق المشاهده ويستحق كم الأعلانات والدعايه الخاصه به، ولكن تقريباً نقع فى نفس الفخ ككل عام نفس الأخطاء المتكرره ونفس الأفكار، ونجد بالصدفه بين القنوات مسلسل مقبول أو جيد،ودائماً تقع علامات التعجب من النقاد على الأعمال الكوميدية المعروفه بنفس فريق الممثلين المعروف بنفس الأفكار العشوائية وطريقة الأرتجال المبتذل، ولا أحد يسأل نفسه ماذا يحتاج المشاهد؟ الجمهور دائماً يتذكر عمل أو أثنين خلال الموسم الرمضاني وحتي بعد الموسم الرمضاني، وذلك نجده من خلال وسائل التواصل الأجتماعي كل عام

نجد أكثر من (25) عمل درامي لا نعرف منهم إلا عمل أو اثنين ،وذلك يرجع الى نضج مستوى المشاهده والتحليل المباشر من الجمهور لحظه لحظه، الجمهور أًصبح فى السنوات الأخيرة هو المشاهد والناقد والمحلل، ولذلك يحتاج الى عمل قوى وتركيبة قويه يعجز عن نقدها أو تحليلها غير المتخصين، ولكن ما يثير الدهشه أن كل الأخطاء المتكرره أخطاء يرصدها الأطفال وليس النقاد وذلك دليل عى ضعف الأعمال وضعف الرؤية وضعف الصناعه، وهذا هو الفرق بين الدراما الحاليه والدراما فى الفترات الزمنية السابقة،فعندما نتذكر مسلسلات الجيل الذهبي من الدراما الصادقة، فمثلاً روائع مسلسلات المال والبانون والشهد والدموع وليالي الحلمية وذئاب الجبل والضوء الشارد ورأفت الهجان وهند والدكتور نعمان، وغيرها من الروائع الأخرى الكثيرة ونأسف على عدم ذكرها، نحن بالفعل بحاجة إلى دراما أنسانية صادقة ليس هدفها التواجد والربح فقط ولكن هدفها خلق جيل يعشق القيم والأنسانية والأحترام ،ولذلك لابد من صناع الدراما أن يسألوا انفسهم ماذا يحتاج المشاهد..؟

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الرديكالية القبطية وفن صناعة البدع والازمات

مايكل عزيز ” التركيز على ترسيخ مفهوم ديني جديد ، وإعادة ترديده بشكل دائم على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.