انستاسيا مقار
كن إيجابي عزيزي القارئ، و دعنا نستيقظ سريعا، لتكن قيامة من طريق الأموات، الذي يجرنا إليه شبح مخيف يلتف حولنا، و أصبح قريب جدا بيننا، و هو شبح الانتحار اللعين!!.
لاحظنا خلال السنوات القليلة الماضية انتشار غير مسبوق له، ولم نعتاد عليه في مجتمعنا لهذه الظاهرة المريبة، بل و ازداد عدد ضحايا الانتحار يوما بعد يوم، و بالأخص من الشباب الواعي و المتعلم.!!!
إلي أن أصبحنا اليوم أمام كارثة حقيقية لابد من الوعي والتصدي الحاسم الكامل لها،
فنحن أمام عدو خفي، يلتهم زينة شباب مجتمعنا، سريع الانتشار و العدوي بين من هم من سن ١٥ سنه : ٣٠ سنه، ينتهز فرصة ما وصلنا اليه من الانعزل الإلكتروني، و عدم التواصل الإنساني و الفعلي بين أفراد المجتمع ببعضهم البعض ، ومع ازدياد حجم المشاكل و التحديات التي تتعرض لها كل اسره في الأونة الأخيرة، مصحوبة أحيانا بتفكك اسري، نتاج مشاكل اقتصادية، و اجتماعية. استطاع شبح الانتحار أن يتغلل من خلالها الي قلب المجتمع متجسدا في أمراض نفسية عديدة، و من أهمها مرض الاكتئاب السودوي.
من وجهه نظري، أن مرض الاكتئاب أكثر بشاعة من الأمراض السرطانية الخبيثة الظاهرة لنا، لأنه يصيب الشخص في صمت و يتوغل داخله بسبب ظروف نفسية قاسية، تجعل الأفكار السلبية تسيطر علي تفكيره بالكامل، و هنا يصبح هذا الشخص خطرا علي نفسه و علي كل المحيطين به.
أود أن نقترب أكثر داخل أعماق هولاء المرضي و نتخيل معا ماسأة المريض كم من معاناة قساها وحيدا منعزلا عن كل معاني الحياة لأنه في البداية يصاب المريض بهذا الاكتئاب اللعين خارج عن إرادته، نتيجة خلل شديد في كيمياء المخ تؤثر و تحدث عدم اتزان عقلي و وجداني، يدخل منها الي الدائرى السودوية التي تسيطر تماما عليه، و تشعره انه لا جدوي لتدخل اي علاج،و يبدأ في الانعزال و يتنقل داخل سلسله من المشاكل النفسية عميقة، و يقنع نفسه بأن الانتحار ليس بخطيئة و انه الحل الوحيد لإنهاء هذه الصراعات.
و في لحظه ما، يقرر إنهاء حياته، و يذهب بكامل إرادته الي شبح الانتحار، مستسلما له.
أود ايضا أن أنوه هنا بحسب دراسة DSM5 و هي متخصصة في تشخيص الأمراض النفسية المؤدية للانتحار، بان ١٠ % من السيدات يصل بيهم الاكتئاب الي الانتحار، أثناء التغييرات الهرمونية خلال فتره العادة الشهرية، و الوعي للمشكلة يختلف في المجتمع العربي ،و يؤثر بشكل سلبي، علي الرغم من المجتمع في أوروبا يعطي الأهمية القصوى لهذه الأعراض.و هناك أمراض أخري لا تقل أهمية عن مرض الاكتئاب، مثل مرض الفصام، و مرض الوسواس القهري و الأمراض العضوية المصاحبة لآلام شديدة أثناء العلاج.
و من هنا أوضح أن الوعي الكامل لهذه الكارثة، هو أن تبدأ بنفسك اولا و تنظر حولك، أن وجدت شخص يشعر بالاكتئاب، ووصلتني رسالة تفصيلية باماكن تقدم العلاج النفسي أتمني نشرها لتصل إلي من لا يعلم اماكن الجهات تقدم الدعم لمنع
كارثة الإنتحار وتقدم الخدمة باسعار زهيدة داخل مصر
مستشفي الدمرداش: القسم النفسي، الكشف ب ٥ جنيهات.. يوم الاحد و الاثنين و الأربع من ٨:١٠ صباحا
مستشفي العباسية الأمراض النفسية، الكشف بجنيها واحدا في العيادات الخارجية.
مركز الإرشاد النفسي بجامعة عين شمس ب ٢٠ جنيهات.
أرقام الأمانة العامة للصحة النفسية مجانا: ٠٨٠٠٨٨٨٠٧٠٠ – ٠٢٢٠٨١٦٨٣١
في النهاية.. لا تدفن رأسك في الرمال، و أتمني ان يزداد وعيك لخطورة ما وصلنا اليه، و أن ترجع إلي إنسانيتنا التي خلقنا الله تعالي بها، لننقذ شبابنا و أطفالنا لمستقبل أفضل.