الناقد الفني : محمود حجاج
فكر قليلاً فى الغوص داخل نفسك وتوقف لحظة عند القلب
الألة العجيبة ،ولحظة أخرى عند العقل الصندوق المغلق
ستجد بينهما تصادم وأحياناً توافق، فإذا أفترضنا أن القلب
هو وجبة سريعة جميلة، وأن العقل هو الكاتشب لهذه الوجبة
أو العكس وأمامك أختيار بين الأثنين فماذا ستختار؟!
بالطبع إذا كنت طفل ستختار الكاتشب سيأخذك لونه الجميل
وإنسيابه الأجمل، وإذا كنت والد هذا الطفل
بالطبع ستختار الوجبة حتى تستكمل رحلتك
هكذا تكون الحياه والسياسة والفن هناك من يكون دوره
هو صنع الكاتشب بشكله الجميل الأنسيابي
وهناك من يكون دوره هو صناعة الوجبة نفسها.
دعوني أتحدث معكم عن السينما والدراما والمسرح وجبة فنية
فى سادس مقالات”كاتشب فن”
هناك من يقول الفن رسالة وهنك من يقول
الفن وسيلة ترفيهية ليس أكثر من ذلك
ولكن فى أعتقادي أن الفن رسالة وترفيه وكثير
من الأشياء الأخري ،إذا الفن حياة أنسانية كاملة
والإنسان بطبيعته حياتة ممكن أن تكون حياة جميلة أو ان تكون حياة بائسة .
دعونا نتذكر معاً بداية أنطلاق السينما المصرية، سنلاحظ الفرق فى الصناعة بين سينما الألوان الحالية و سينما الأبيض وأسود،سنجد أن فرق الصناعة يأتى من مستوى ثقافة الشارع، وذلك دليل قاطع على ما نحن فيه من مستوى الصناعة وخاصة فى العشر سنوات الأخيرة، فعندما نشاهد السينما الأمريكية الموجهة لصالح دعم السياسات الخاصة بها، وترسيخ فكره قوة الدولة بين الشعوب خاصة شعوب العالم الثالث، سنجد أهمية دور السينما الوطنية ورسالتها الموجهة بشكل أو بأخر،ونتذكر دور السينما كقوه ناعمة تستخدم في الحروب الباردة لزراعة الخوف من شعوب ضد شعوب أخرى ،كلنا نعمل مدى التأثير الإيجابى والسلبي للسينما ،ونتذكر أيضاً الدور العظيم لعظماء الفن فى فترة النكسة وحرب أكتوبر وذلك يعكس أهمية الدور الوطني للفنون بشكل عام،ودائماً نسأل صناع السينما الحالية، أين الرسالة الوطنية فى الصناعة السينمائية فى الوقت الحاضر؟!
نتحدث عن محاولات البعض لسقوط المنظومة السينمائية بكثرة الأعمال الضعيفة ، فنحن لا ننكر بالطبع أن هناك أعمال قليله تتجمع فيها عناصر العمل الجيد ،ولكن ذلك لا يكفي فى ظل أن باقي الأعمال ضعيفة تتجه نحو الربح فقط، هناك تجارب وشواهد كثيرة على ذلك، أولاً عندما نجلس أمام شاشات التلفزيون ونشاهد أعمال كثيرة تمر أمامنا ونتعجب من أن معظمها تقريباً نفس تكلفة الأنتاج أفكار مستهلكة نصوص ضعيفة أسماء منتجين ومخرجين وممثلين نعرفهم بالصدفة
وليس لديهم الخبرة ، نجد أن الفيلم مجموعه من مشاهد الرقص والعرى والهذار وتفاصيل أخرى كثيرة، ونحن نعلم جميعاً هذا النوع من الصناعة السينمائية ومن يقف وراء صناعتها فى العشر سنوات الأخيرة سواء من منتجين او شركات أنتاج،صنعوا لأنفسهم توجه خاص وسينما مختلفة يقول عنها بعض النقاد سينما شارع الهرم أو أفلام الكابريهات والمشاهد المتكررة والمعروفة من فيلم لأخر، حتى أننا أحياناً لا نميز أو نفرق بين فيلم والأخر لأن الفرق بينهم هو أسم الفيلم فقط !
#كاتشب_فن #محمود_حجاج