د. رافت جندي
أخبار محاكمة الرئيس الأمريكي في جميع الصحف
بين مؤيد لعزله ومتعاطف معه
وفى نفس الوقت البرلمان المصرى
يرسل النائب طنطاوي لمحكمة القيم لعزله
لأنه طالب الرئيس السيسي بالاستقالة.
وقد قال رئيس البرلمان المصرى ان السيسي خط احمر.
هذا هو الفرق البين بين ديمقراطية عريقة
وبين ديمقراطية متصنعة هشة
يمثلها البرلمان المصرى، بينما مصر أعرق في القدم
من الولايات الامريكية بقرون طويلة.
لقد قامت مصر بمحاكمة رئيسين سابقين
في السنوات الأخيرة “مبارك ومرسى” ولكن هذا لم يتم الا بعد ان تم عزلهما.
انا لست مع النائب طنطاوي ولا اؤيده في طلبه
ولكن فولتير قال منذ عدة قرون انه مستعد لدفع حياته لكى يقول المخالف له رأيه.
صفة عدم الديمقراطية نجدها في الشعب المصرى حتى في المجتمع الكنسي لأنه تربى على هذا منذ نعومة اظافره وشرب من هذا الكأس بان يقذف المخالف له بالحجارة، بينما نجد الطفل الصغير الغربي يقول لك أحيانا “everyone is different” أي ان كل شخص مختلف عن الأخر.
مفهوم قبول الاختلاف في الرأي يربى في الأطفال منذ نعومة اظافرهم ولهذا نجد الأستاذ عبد العال رئيس البرلمان المصرى لا يفهمه لأنه تربى على مفهوم “اقتلوا الكفار حيثما وجدتموهم” والكافر هو من يقول رأى مخالف.
هذا الفكر أيضا دخل لنا نحن المسيحيين المصريين أي الاقباط، فنقذف كل من قال فكر مختلف عن العموم. ولقد قال لي البعض أن الكنيسة القبطية متأثرة بالفكر الإسلامي فقلت له أوافقك ان الاقباط متأثرون بالفكر الإسلامي ولكن ليس تراث الكنيسة ومبادئها.
لهذا نجد بعض الاقباط يقذفون الحجارة ويطالبون بمقاطعة من يخالفهم الرأي.
وعندما اختلف شخص عن الآخر في بعض الآراء قال له الآخر انت من المفروض ان تترك الكنيسة. وهكذا نصب نفسه بدون ان يدرى انه الراعي للكنيسة وغير المبدأ الإسلامي إلى “اطردوا الكفار حيثما وجدتموهم” والكافر في رأيه هو من يقول رأى مخالف.
الديمقراطية ليست حلة نشتريها عندما نكبر، ولكنه روح يربى في الافراد منذ نعومة اظافرهم، وهذا هو الفرق بين محاكمة الرئيس ترامب وبين طرد البرلماني طنطاوي الذي طالب الرئيس السيسي بالاستقالة.