الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
البابا تواضروس الثاني

بهدوء..البابا تواضروس الثاني وسبع سنوات عِجَافٌ… والطريق إلى الجامعة القبطية!!

د.ماجد عزت إسرائيل

من الجدير بالذكر أن هذه الأيام تحتفل

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمرور سبع سنوات

على تجليس قداسة البابا” تواضروس الثاني” البطريرك رقم (118)

(تولى منذ 4 نوفمبر 2012م – وتم تجليسه

في 18 نوفمبر 2012م وحتى كتابة هذه السطور

أطال الله عمره سنين عدة وأزمنة سالمية)

وفي السطور التالية بهدوء….

نناقش الطريق إلى فكرة أنشاء الجامعة القبطية

وهنا يجب علينا طبقاً للسياق العلمى أن نلقى

الضوء على حياة قداسة البابا تواضروس الثاني

بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أو

إذا جاز لنا التعبير بابا كرسي المدينة العظمة الإسكندرية.

ولد البابا”تواضروس الثانى” وكان اسمه العلمانى

“وجية صبحى باقى سليمان” في 4 نوفمبر 1952م،

والده كان يعمل مهندساً للمساحة،ويجيد العديد من اللغات الأجنبية، ونظر لطبيعة عمله،كان كثير التنقل من محافظة لآخرى فعاشت الأسرة فى سوهاج تارة والمنصورة تــارة آخرى حتى استقرت فى محـافظة البحيرة بالعاصمة دمنهــور، وكان هو الأخ الأكبر لأخوته البنات، ماتت الأخت الكبرى وهى صغيرة السن،ورحلت الصغرى “دينا”عام 2009م،أما “هـدى”فلا تزال على قيد الحياة، وتوفى والده فى عام 1967م،فتولت والدته التى تعلمت على يد راهبات القديسة دميانة تربيته-وتنيحت والدته في29 مارس2014م- فزاد ارتباطه بالكنيسة والخدمة،وتأثر بزياراته للأديرة،ومعظم عائلة الكهنوتية،فجعلت منه شغوفاً محباً للقراءة وحياة الزهد والنسك والرهبنة.

تلقى تعليمه بالعديد من المدارس لطبيعة انتقاله مع أسرته من مكان إلى آخر بعد أن حصل على الثانوية العامة عام 1970م،إلتحق بجامعة الإسكندرية وحصل على بكـــالوريوس الصيدلـة عام 1975م، ودراسات عُليا في الصيدلية في جامعة الإسكندرية، حصل على زمالة هيئة الصحة العالمية بإنجلترا سنة 1985م،عمل كصيدلي تابع لمؤسسات وزارة الصحة، حتى كانت آخر وظيفة له قبل الرهبنة مديرًا لمصنع أدوية تابع للوزارة بدمنهور.

 ترهبن بدير الأنبا بيشوي كطالب رهبنة (تحت الأختبار) فى أغسطس 1986م،وفى31 يوليو1988م تم رسامته باسم “ثيودور” بيد قداسة المتنيح البابا”شنودة الثالث” البطريرك رقم(117)،(1971-2012م) واسند إليه العديد من الخدمات اليومية للراهب بالدير،ورسم قسا في (23 ديسمبر1989م)، ثم انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة فى (15 فبراير 1990م)، ثم نال درجة الأسقفية في(15 يونيو1997م) وعمل كأسقف عاماً لمساعدة نيافة الأنبا “باخوميوس” مطران البحيرة ومطروح والخمسة مدن الغربية، فاسند له خدمة مرحلة الطفولة والشباب لكونه مسئولاً عن لجنة الطفولة بالمجمع المقدس،وقام بدراسة “التعليم المسيحي والإدارة” في سنغافورة سنة 1999م .

وعقب نياحة قداسة البابا “شنودة الثالث” البطريرك رقم (117) في17 مارس 2012م، تم ترشيح 17 من الآباء الأساقفة والرهبان للكرسي البابوي، وانتهت اللجنة إلى أن تكون القائمة النهائية للمرشحين تضم خمسة آباء هم: القمص باخوميوس السرياني؛ والأنبا تواضروس؛ والأنبا رافائيل؛ والقمص رافائيل أفامينا؛والقمص سارافيم السرياني،على أن يتم انتخاب ثلاثة من هؤلاء الآباء طبقاً للائحة اختيار البطريرك لعام 1957م.

وفي يوم الاثنين الموافق 29 أكتوبر 2012، أُجْرِيَت الانتخابات البابوية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاختيار ثلاثة آباء من الخمسة الموجودين بالقائمة النهائية للمرشحين، وذلك بناءاً على عدد الأصوات، وقد انتهت الانتخابات باختيار كل من:الأنبا رافائيل،والأنبا تواضروس،والقمص روفائيل آفامينا،وحصل الأنبا تواضروس على تزكيات للبطريركية من آباء أساقفة من داخل وخارج وفقاً للائحة 1957م،وفى 4 نوفمبر 2012م، أقيم قداس القرعة الهيكلية وتم اختياره بطريركاً،عقب اختيار الطفل “بيشوى مسعد” ورقة “الأنبا تواضروس الثانى”،ليصبح البطريرك رقم(118) ومن الطريف أن هذا اليوم يوافق يوم عيد ميلاده، وفى 18 نوفمبر 2012م، كان قداس تجليسه على كرسى مار مرقس ـأدام الله حياته.

هنا نريد أن نسجل الأوضاع والظروف التى كانت تسود البلاد في ذات لحظة تولي البابا تواضروس الثاني البطريركية حيث شهدت مصر العديد من الأزمات والكوارث،نذكر منها على سبيل المثال  تولى السلطة السياسية الرئيس الراحل الإخوانى”محمد مرسى” ما بين(24 يونيو 2012 حتى 3 يوليو2013) وأيضًا حادثة قصر الاتحادية فى 5 ديسمبر 2012م، والخصوص إبريل2013م،والأعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لأول مرة فى العصر الحديث والمعاصر7 أبريل2013م،وتعرض الأقباط للظلم والاضطهاد والهجرة الأجبارية بتلفيق التهم والتعذيب، وانتشرت الفتن الطائفية فى شتى البلاد، وتحول لغة الخطاب الدينى الإسلامى بين بعض الشيوخ،وقضايا ازدراء وظلت الأوضاع حتى ظهرت حركة تمرد التى انضم إليها العديد من المصريين بشتى طوائفهم، بلغ عددهم نحو(22) مليون نسمه للمطالبة برحيل النظام وتحقق حلمها فى ثورة 30 يونية 2013م عندما خرج نحو ما يقرب من(33) مليون،وهنا انضم الجيش للشعب،وفى3 يوليو 2013م،وبمشاركة الكنيسة القبطية فى شخـص البابا “تواضروس الثانى” والأزهر الشريف أعلن المشير “السيسى” وضع خارطة الطريق،التى كان منها تعديل دستور 2012م،ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة تعرضت لأكبر موجه من الاضطهاد عقب فض اعتصام رابعة والنهضة الخاص بجماعة أنصار الرئيس المخلوع، وحرق وهدم ونهب وسلب ما يقرب من (104) كنيسة ودير ومدرسة، وقتل العديد من الشعب الأقباط،وفى ظل فترة تولى الرئيس المؤقت”عدلى منصور”(3 يوليو2013– 3 يونيو2014)،وقد شهدت هذه المرحلة تقارب ما بين الكنيسة والدولة من أجل مصلحة الوطن وهو دائما ما يؤكد عليه قداسة البابا”تواضروس”. وبعدها تم انتخاب الرئيس الحالى “عبد الفتاح السيسسى”  على سدة الحكم في يونيو 2014م وحتى كتابة هذه السطور.

على أية حال، منذ أن جلس قداسة البابا” تواضروس الثاني” البطريرك رقم (118)على كرسي مار مرقس الرسول أو كرسي مدينة الإسكندرية. وهو يقوم بالعديد من الأعمال من أجل إصلاح الدار البطريركية على الرغم من كثرة المعوقات التى تعرقل طرقه من أجل الإصلاح سواء كانت من داخل الدار البطريركية أو خارجها،وقد كتب صاحب هذه السطور العديد من المقالات من خلال سلسلة بهدوء للرد على حزب أعداء الإصلاح.

 وهنا علينا أن نتذكر أن البابا كيرلس الرابع البطريرك رقم (110) (1854-1861م) قام بحركة إصلاح داخل الكنيسة وقد وجهت له العديد من الانتقادات..وعلى الرغم من كل ذلك يذكره التاريخ والمؤرخين بــــ “أبو الإصلاح” لكثرة إنجازاته في شتى المجالات.

وهنا علينا ان نسجل أن قداسة البابا” تواضروس الثاني” البطريرك يسير بخطى ثابتة في طريق الإصلاح ونهضة الكنيسة القبطية والتى كان منها العديد من على سبيل لائحة اختيار الكاهن، ومجالس الكنائس، وأمناء التربية الكنسية.

دليل الرهبنة القبطية وإدارة الحياة الديرية، ودليل الأب الأسقف ونظم إدارة الإيبارشية.

 حيث صدرت لائحة فبراير 2014م لانتخاب البطريرك الجديد بدلًا من لائحة 1957م.

وصدر قانون بناء الكنائس الموحد الذي انتظرناه 160 عاماً حيث صدر بتاريخ 28 سبتمبر2016.

كما أصدر لائحة جديدة للمجلس الإكليريكي للكنيسة القبطية في أغسطس2015 بعد موافقة المجمع المقدس للكنيسة القبطية بجلسته المنعقدة في(20 نوفمبر2014م).

كما قام قداسته بتعيين نائب بابوي لقداسة البابا في أوروبا وآخر في أمريكا الشمالية.وفي حبريته صـــــدر عن المجمـــــع المقدس قرارات كثيرة نذكر منها:الاعتراف بالعديد من الأديرة كأديرة عامرة في مصر والمهجر.

وأيضًا قام المجمع المقدس في عام 2013م بالاعتراف بقداسة كل من: طيب الذكر المتنيح البابا كيرلـــس السـادس (1959-1971م)، الأرشدياكون حبيب جرجس (مؤسس مدارس الأحد ورائد الكلية الإكليريكية).

كما قام قداسة البابا تواضروس بسيامة (35) أسقفًا، وسيامة نيافة الأنبا أنطونيوس مطرانًا للكرســي الأورشليمي في

(28 فبراير2016م)،ورسامة ستة من الآباء الأساقفة في رتبة المطران.

وتم تجليس بعض الآباء الأساقفة العموم على الإيبارشيات التي كانوا يخدمون فيها.

وكذلك قام قداسته بتأسيس عدة إيبارشيات جديدة في أوروبا وهي: اليونان،هولندا،جنوب فرنسا، باريس وشمال فرنسا،بالإضافة إلى إيبارشية ميسيساجا بكندا، وإيبارشيتي نورث وساوث كارولينا، ونيويورك بأمريكا.

أمّا في مصر فقد قام قداسته بتقسيم إيبارشية الجيزة إلى خمس إيبارشيات وهي: وسط الجيزة، شمال الجيزة، 6 أكتوبر وأوسيم، أطفيح، طموه. وإعادة إحياء إيبارشية الوادي الجديد والواحات.بالإضافـــــة إلى ما سبق فقد قام قداسته برسامة عشرات الآباء الكهنة، ورسامة العديد من القسوس في رتبة الإيغومانس.

كما زار قداسة تواضروس الثانى العديد من دول العالم حيث دشن العديد من الكنائس والمذابح نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر زيارة قداسته لقارة أستراليا حيث زار فيها سيدني وملبورن.

كما زار قارة أفريقيا حيث زار فيها دولة إثيوبيا.وأيضًا قارة آسيا حيث زار فيها الإمارات والأردن والكويت والأراضي المقدسة واليابان وأرمينيا.

وكذلك أمريكا الشمالية وزار فيها كندا وأمريكا.

أما قارة أوروبا فزار فيها:الفاتيكان،النمسا، سويسرا، ألمانيا، النرويج،فنلندا، روسيا، هولندا، السويد،إيطاليا،إنجلترا،أيرلندا، اليونان.بالإضافة إلى حوالي أربعين رحلة داخلية افتقد فيها قداسته مختلف الكنائس والإيبارشيات والأديرة في مختلف أنحاء مصر.

ونحو الطريق إلى أنشاء الجامعة القبطية الأرثوذكسية،كما قداسة البابا تواضروس الثانى ببث روح التجديد والنشاط داخل المؤسسات القبطية العلمية، سواء كانت من خلال الكلية الإكليريكية بالقاهرة أ و بكل فروعها الأبرشيات داخل مصر وخارجها، واهتم قداسته بأنشاء المكتبات منها مكتبة دير السريان العامر بوادي النطرون في مايو 2013م.

 وفي 19 نوفمبر2019م افتتح قداسته المكتبة البابوية المركزية بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بمنطقة وادي النطرون. وشاركه الافتتاح أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذين يشاركون حاليًا في سيمينار المجمع المقدس.وركز قداسة البابا في كلمته التى إلقاها بهذه المناسبة على دور المكتبة البابوية في توفير مصادر البحث للدراسات العلمية التى تسهم في تنشئت وبناء المجتمع بصفة خاصة والمجتمع المصرى والعالمى بصفة هامة.

وربما اعتقد أن الطريق إلى فكرة أنشاء الجامعة القبطية سوف يأتى في المستقبل القريب فأنشاء قداسة البابا تواضروس الثانى لهذه المكتبات والاهتمام بتوفير الكواد العلمية (أعضاء هيئة التدريس) التى تواكب العصر الحديث والمعاصر ما هى ألا بوادر تدعونا إلى الأمل في فكرة الجامعة القبطية.. وبالفعل نحن بحاجة إلى هذه الجامعة! لأن الجامعات المصرية لا تهتم بتراث وتاريخ الأقباط،على عكس الجامعات الأوروبية التى تخصص أقسام لدراسة تاريخ الحضارة القبطية.

أن فكرة انشاء الجامعة القبطية التى نحلم بوجودها تفتح أبوابها لجميع أبناء مصر من أقباط ومسلمين، كما كان الأمر فى مدارس الأقباط والتى وضع أساسها قداسة البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح وهذه المدارس هى التى اخرجت لنا وزراء ورؤساء لمصر ووفرت العديد من الكوادر الذين عملوا ضمن الجهاز الإدارى للدولة المصرية.

لقد وثق المسلمون المصريون فى الاقباط ومدارسهم فى الماضى،وربما لو تحققت فكرة الجامعة القبطية لساهمت في إزالة العديد من المشاكل الطائفية بين أقباط مصر ومسلميها.

هدفنا هو الدعوة الى المحبة والسلام والخير الذى يعود على مصرنا الحبيبة.

وأخيراً،نتمنى لقداسة البابا تواضروس الثانى ولمعاونه كل التوفيق والنجاح .. وبالحق سبع سنوات كفاح ونشاط داخل مصر وخارجها من أجل بناء وإصلاح وتجديد وتقوية روابط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.