الأحد , ديسمبر 22 2024

لكل مدّعي الدفاع عن الله

بقلم / محفوظ مكسيموس

من يحتاج الدفاع عنه؟ هذا السؤال يفك طلاسم وشفرات عدة متعلقة بموقف كل من يدعي أنه حامي حمي الرب أو مدافعا عن إيمانه. والإجابة أيضا تنسف فكرة تكوين جبهات تدعي إمتلاكها وكالة الدفاع عن الله. الإجابة على هذا السؤال تتمثل في الآتي:

١- المظلوم الغير قادر علي الحصول على حقه يحتاج إلى الدفاع عنه ورد مظلمته.
٢- الضعيف الغير قادر علي الدفاع عن النفس محتاج من يدافع عنه.
٣- من يوكل أحد بالنيابة عنه لتمثيله في الدفاع عنه.
٤- الطفل او القاصر أو الشخص المريض الذي لا يمتلك القدرة علي الإستيعاب.
و لكن هل الله يحتاج من يدافع عنه؟؟!!!

من صفات الله التي أجمع بل وإتفق عليها كل من يؤمن به أنه ( كلي القدرة ) و ( القادر على كل شي ) بل و الغير ( المحدود ) وكل هذة الصفات تتعارض تماما مع معايير من يحتاج الدفاع عنه فهو لا يحتاج ( جبلة يديه ) أن تحميه أو أن تدافع عنه فحاشا أن نقول ” بشر يحمون الله” أو ( يحافظوا علي كتابه ) أو ( يحرسون شرائعه ) كل هذة إهانة بالغة في حق الله الغير محدود في قدرته وقوته.

هل توجد آلهة ضعفاء تحتاج إلى من يدافع عنهم؟! و الإجابة نعم كانوا الوثنيين يضعون علي معابدهم حراس و جنود لحماية أوثانهم من العبث أو السرقات لأنها كانت أحيانا آلهة مصنعة من الدهب أو المعادن النفيسة و نظرا لأن هذة الآلهة كانت عاجزة عن الدفاع عن نفسها فوجب علي العابد حماية المعبود لأنها ( أوثان صماء )

و من هنا أحبائي الأصدقاء نستطيع الحسم أن كل من يدعي الدفاع عن إلهه فهو يعبد وثن وهن لا حول له ولا قوة و لا يجب أبدا أن نزج بإسم إلهنا الصالح يسوع المسيح في مثل هذة الترهات فهو نفسه أعطي بطرس درسا قاسيا عندما إستل سيفه و قطع أذن عبد رئيس الكهنة ولم يسمح أبدا لبطرس بالدفاع عنه .
الخلاصة : نحن نعبد إله حي مصدر القوة و كلي القدرة و غير محدود فمن الهزل أن يخرج علينا مرتزقة يتكلمون بإسم الله أو يلقبون أنفسهم بحماة الإيمان فهذة كما ذكرت إهانة بالغة في حق الله .

صديقي و صديقتي المحبوبين إذا كنت تعبد إله محتاجك أن تدافع عنه فأنت تعبد إله أضعف منك بكثير. إذا كان إلهك محتاج حماية فهو وثن عاجز. أما إذا كنت تعرف ماهية الله الحق فلا يمكن أن تدعي أنك من حراسه فهو لا يحتاج من خلق من العدم للدفاع عن واهب الحياة.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.