الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
انستاسيا مقار

انتفاضة الأقباط تعود من جديد ..!!!

بقلم : انستاسيا مقار

لم استغرب يوما قوة و صلابة الرأي القبطي و قدرته في أثبات وجوده، و التمسك بمبادئه الراسخة التي لم و لن تتغير علي مر التاريخ، ولا تتأثر بظهور اي من أشكال الفساد المجتمعي، او محاولة استفزازه بشتي الطرق.

ولم أكن اتخيل ان يقوم الأقباط جميعا  علي قلب رجلا واحدا،بانتفاضة قوية و صداها سريع ضد الفساد، و لكن هذه المرة الفساد من الداخل.

فقد ارتبط الأقباط روحيا منذ سنوات بقنوات تليفزيونية مسيحيه عديدة، منها قناة (سي.تي.في ctv)، وهي من أهم

و اكبر القنوات الدينية التي يذهب اليها الاقباط باحثين عن الكلمات المعزية و التنويرية، و ايضا العظات الروحية. كانت بمثابة المنفذ الوحيد للبيت القبطي بعيدا عن مشاهدة مشاكل و ضغوط الحياة اليومية في باقي القنوات.

و لكن ما شهدناه في الايام القليله الماضيه تحول جذري لأهداف و هوية القناة بطريقة إستفزازية، حيث تم تغيير اللوجو الخاص بالقناة و حذف أشارة الصليب من اللوجو، و حذف صوت قداسة البابا شنوده، و هو يردد( ربنا موجود )

 شعار القناة الرسمي، و الذي ارتبطت به مشاعر الأقباط  كثيرا منذ تأسيس القناة التي تم تدشينها بيد البابا شنودة في عيد جلوسه ١٤ نوفمبر وصمم راعيها د/ ثروت علي افتتاحها

بنفس التاريخ .

وفجأة تم تسريح عدد كبير من العاملين بالقناة، وصدم  المشاهدين بتغيير هوية القناة كليا و تغيير أهدافها الدينية، فأصبحت قناة حقوقية تحمل طابع سياسي بحت، لم يقفوا عند هذا الحد من التغيير المثير للجدل، بل فرضوا علي المشاهد تقديم مذيع جديد مختلف الديانة في القناة المفترض انها تقدم محتوي روحاني كنسي. هنا شعر الأقباط بجرس الخطر يدق، و لم يقبلوا الصمت و المشاهدة.

فقد قامت حملات شديدة اللهجة من قبل الاقباط و عبروا عن سخطهم الشديد ضد اجهاض هدف القناة الروحي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. تكاثرت الأقاويل و الشائعات حول اسباب هذه التغييرات، و اصبح غضب الأقباط قنبلة موقؤتة  كادت ان تنفجر علي ارض الواقع بمقاطعة القناة تماما،و ادي التغيير  الي إحتقان شديد داخل البيت القبطي خوفا علي هوية القناة الكنسية.

و الجدير بالذكر حتي الصورة توضح كليا، غضب الاقباط ليس بسبب شخصية بعينها او بسبب طائفي معين.و لكن كانت انتفاضة قوية لتصحيح مسار القناة التي كانت عليه منذ سنوات مضت..

اعجبنتني رسالة وجهه قبطي  احد المتابعين  يقول فيها ” المحترم أ. اشرف عبد المنعم.. احنا مش رافضينك ولا كارهينك زي ما بتعتقد.. أحنا خوفنا علي بيتنا ctv .. دي اكبر قناة دينية بتقدم مواد روحية لينا.. و دخولها في خارطة السياسة غير مقبول.. بدليل معظم ضيوف هذا البرنامج أخواتنا.. انا اشتغلت مع أل باسيلي 9 سنوات و عارف و متأكد ان هدف د. ثروت من القناة و هو المادة الروحية فقط.. اظن الرسالة وصلت.. و ربنا معاك .. #ctv_ليست_سياسية_بل_روحية.”

لم يمضي سوي يوم واحد من موجة الغضب القبطي هذه .. ولم أتدخل في ما هي الأسباب التي أدت لهذا التغيير المرفوض من الأقباط.. و لكن الشكر واجب لكل من تدخل و حل هذه الازمه الموقوده .. كل الشكر لمالك القناة علي تفهمه بمشاعر و غضب مشاهديه، وقام بتلبية رغباتهم و محاولته لتهدئة الموقف العام.. و اتمني منه تكملة قرارته الصائبه و اطلب أن يعيد العاملين بالقناة ومن  تم تسريحهم ، و التطوير يبدأ من داخل القناه وليس من الخارج فقط.

لابد ان نعلم جيدا ان إجهاض هدف قناة ctv الروحي و التنويري المعتدل، كان سوف يعطي المجال مفتوح بمصراعيه لقنوات الفتنه ان تأخذ مساحة واسعه و فرصة للانتشار.. و انتفاضة الاقباط القوية هذه،  تدل  عن  حجم الوعي و النضوج الفكري و اثبات الرأي السليم .

لقد كانت حقا معركة وعي لا معركة طائفية .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الرديكالية القبطية وفن صناعة البدع والازمات

مايكل عزيز ” التركيز على ترسيخ مفهوم ديني جديد ، وإعادة ترديده بشكل دائم على …

تعليق واحد

  1. زعفران ابن زعبوط

    وما المانع أن تكون الحملة ضد مذيع مسلم بالبفعل ؟ هل المسلم على رأسة ريشة مثلا ؟ ولماذا المسلم لا ينظر حولة ويرى العنصرية الاسلامية على أوجها فى كل مناحى الحياة ؟ لماذا المسلم لا يحب المعاملة بالمثل ؟ هل يوجد مذيع واحد أو حتى فنى واحد أو حتى موظف مسيحى يعمل فى هيئة الاذاعة والتلفزيون المصرية مع أنها من المفروض أن تكون لكل المصريين ؟ وهل القنوات الاسلامية تسمح لمسيحى واحد العمل بها حتى فراش وليس مذيع ؟ لماذا يعانى المسلم من الاسقاط أينما حل ؟ والى متى الشيزوفرينياا الاسلامية ؟ هل المسلم لم يسمع عن اضطهاد المسيحيين فى مصر ؟ وهل لم يسمع عن حرق الكنائس والتعنت فى تجديدها وعلى حساب المسيحيين ؟ نقول اية لمن فقدوا العقول والاحساس والحياء ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.