بقلم محفوظ مكسيموس
يعتبر السيد المسيح هو من وضع قواعد الإصلاح منذ أكثر من ٢٠١٨ سنة وهذا ليس كلاما
تمجيديا وتبجيليا ولا مجرد كلام مرسل لشخص الفادي
لكن دعونا نؤكد صحة أطروحتنا :
١- بالرغم من ميلاد السيد المسيح الإعجازي من ( عذراء )
ولكنه أيضا له قواعد إصلاحية عميقة.
فإختياره لسيدة الطهر والعفاف بالرغم من ( فقرها ) المدقع وكانت مجرد فتاة
(مهمشة ) لينسف لنا فكرة الطبقية السائدة ونظرة النسب للحسب والنسب والثراء
وغيرها من المعايير الفجة التي نسمع عنها. ويؤكد على عدم الطبقية في النسب
وتذكر دون خجل ذكر رحاب الزانية في سجل نسب المخلص وغيرها من أصحاب السيرة
الغير حسنة.
ولم تتوقف عظمة الخالق الإصلاحية فبعد إختياره للفتاة الفقيرة المهمشة( السيدة العذراء )
ونظر فقط لقلبها و عفتها ليتخذ منها ( أما ) له و تطوبها جميع الأجيال في شتي بقاع
الأرض نري السيد المسيح يستكمل رحلته الإصلاحية بميلاده العجيب في
(مزود بقر ) ليضع لنا أقوي الأسس في محاربة الفساد فكان يستطيع أن يولد في
(قصر أو بلاط ملكي) إذا أراد و لكنه ليضرب لنا أعظم الأمثال في عدم إهتمامه بالقصور
والأروقة فبالرغم من ميلاده في مزود حقير إرتعب هيرودس ( الملك ) جدا لدرجة أنه أراد
قتله بشتي الطرق(فطفل فقير إبن لعذراء مهمشة هز أركان المملكة وأربك وأرعب الملك ) !
وهنا تتجلي كل مظاهر الإصلاح التي وضعها السيد المسيح وهي عدم الإهتمام بالمباني و
الفخامة الهندسية السائدة اليوم في الكنائس فجل إهتمامه و شغله الشاغل كان
( النفس البشرية ) & ( خلاصها ) دون تأسيس مباني عملاقة تشع بالرفاهية والأبهة .
فالإنسان و خلاصه هي أولويات الإصلاحي الأعظم.
ومرورا بحياة السيد التي تفيض بالإصلاح وإختياره لحرفة ( النجارة ) ليؤكد علي ضرورة
العمل و لم يمتهن مهنة ذات شأن عظيم ولكنه إختار ( حرفة ) بسيطة ليعلن مساواة
الوظائف التي تخدم المجتمع .
وبعد كل هذا الإصلاح يستمر السيد الأعظم في إختيار من سيكملون الرسالة وهنا يضرب
السيد الإصلاحي أعظم الأمثال في وضع معايير لا تتثق ولا تتفق مع نجاح المهمة علي
الإطلاق فمن إختارهم السيد ( في منظورنا البشري )
لا يرتقي مستواهم الفكري لإتمام مهمة أقل بكثير مما إختيروا لأجلها وهنا إصرار السيد
علي عدم وضع معايير للكراسي الروحية فهو يعلم علم اليقين أن ( الروح القدس )
هو الذي يعمل في هؤلاء المكلفين فعدم قبول أديرة لطالبي الرهبة إلا لأصحاب المؤهلات
العليا ما هو إلا مجرد عبث وهراء وعدم إقتداء بالسيد الأعظم الذي إختار جهال العالم !
وكانت دائرة معارف السيد تخلو تماما من الأغنياء وأصحاب المقامات الرفيعة
فكان يحلو له الجلوس في بيت ( العشار ) ويأكل مع ( الزناة & الخطاة )
وهنا يضع السيد معايير الخدمة والإفتقاد التي تخلو من كسب ود الأثرياء فأولوياته
كانت تتمثل في إفتقاد ( الخطاة والمنبوذين ) فكان ينظر له المجتمع اليهودي نظرة
إستنكارية طبقية نظرا لطبيعة من يتعامل معهم .
لو ذكرت الكنيسة المتمثلة في قيادتها نفسها بمسيرة السيد الأعظم الإصلاحية
لما لهثت وراء بناء القصور ولا سعت مطلقا لكسب ود الأثرياء
ولا جثت تحت أقدام السلاطين ولعلمت أن ( طفل المزود الفقير ) أرعب هيرودس الملك .