اشتد الضيق “بمحمد” من تجارة جاره بالمواد المخدرة أمام محله في المرج، فعاتبه مرات عدة للانصراف، بعيدًا عن مصدر رزقه، لكن الأخير لم ترق له طريقة المجني عليه، فاتفق مع 3 آخرين، وتربصوا به حتى أزهقوا روحه بالأسلحة البيضاء، وفروا هاربين إلى أن ضبطت قوات الأمن اثنين منهم، ولا يزال البحث جاريًا على الآخرين للإمساك بهما بعد أن سجلت الكاميرات المحيطة بالواقعة تفاصيلها بالكامل.
المجني عليه يعيش رفقة زوجته وأولاده الأربعة في منطقة اللوادر، ينفق عليهم من تجارة إكسسوارات الهواتف في محل استأجره قبل عامين، بعد فصله من العمل في الشرطة، إثر محضر حررته ضده زوجته في القسم. حينها رغب أمناء شرطة في اصطحابه للقسم، فتشاجر معهم، رافضًا الذهاب، فاضطروا إلى أخذه عنوة عنه.
مرت الأيام والرجل الثلاثيني محتجز على ذمة قضية حررتها ضده زوجته، بتهمة التعدي عليها، إلى أن أُطلق سراحه بعد حوالي 4 أشهر، فتقدم بطلب لتسوية معاشه والخروج من الخدمة، حتى قُبلت رغبته.
عادت حياة “محمد” إلى طبيعتها بعد أن أنهى خلافاته مع زوجته، وعاشا من جديد رفقه أولادهما في شقة الزوجية. بدأت تجف منابع الإنفاق كون المجني عليه في حكم العاطل، فقرر افتتاح محل لتجارة الهواتف المحمولة وإكسسوراتها، أملًا في امتهان عمل جديد.
صارت حياة المجني عليه أفضل، تسير على وتيرة مستقرة، إلى أن بدأ أحد الجناة المعروف بـ”روبي أبوليلة”، في بيع المخدرات أمام محله طوال أشهر عدة رغم توسلات الأول بالابتعاد من أمام مصدر رزقه “الحاجات دي بتجيب الفقر”، يشير “حسين. م” أحد أقارب القتيل .
لم تفت ليلة الثلاثاء الماضية كسائر الليالِ على “محمد”. المنطقة مكتظة بـ”التكاتك“، أصوات العربات على الطريق الدائري تصدح في أرجاء الحي الشعبي، الأنوار تشع من المحال كاشفة تفاصيل شارع اللوادر وسط حركة المترجلين الصاخبة، في تلك الأثناء أبصر المجني عليه بائع المخدرات يمارس عمله مهمشًا تحذيراته بالإبلاغ عنه، توجه نحوه، وطرده من محيط عمله، بعدما صاح في وجهه “امشي متبعش حشيش هنا.. أنا بحذرك”، وفق محمد. س”، شاهد عيان على الواقعة.
القاتل عقد العزم على الانتقام من “محمد”، هاتف 3 آخرين، بينهم شقيقه، وتوجهوا إلى محل الواقعة، ممسكين بأسلحتهم البيضاء، وهجموا عليه وسددوا إليه طعنات وضربات في أجزاء مختلفة من جسده أودت بحياته على الفور، دون أن يتمكن أحد من المتواجدين من فصله عن الجناة.
حاول زوج شقيقة القتيل إسعاف الرجل، وضعه في “توك توك”، وأسرع إلى مستشفى اليوم الواحد بالمرج، إلا أن أنفاس المجني عليه قطعت، وأسلم الروح قبل وصوله، علم المشفى بالواقعة وأبلغ قسم الشرطة، حضر رجال المباحث في غضون دقائق معدودة، وبدأوا في سؤال “قريب” القتيل عن تفاصيل الحادث، حسب نور محمد نجل القتيل.
تحريات رجال المباحث عن الواقعة، أثبتت التفاصيل سالفة الذكر، بعد سؤال شهود العيان، وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بمكان الحادث، فيما ضبطوا اثنين من الجناة الشهيرين بـ”أبوحديدة” و”أبو ليلة”، وتعكف قوات الأمن على ضبط اثنين آخرين مشتركين في الجريمة.
لا تزال الواقعة عالقة في ذهن أهالي المنطقة، وسط حالة من الذهول من هول الشجار الذي انتهى برحيل “حمو” كما يطلقون عليه، أما المتهمان المضبوطان، فقد عرضا على النيابة التي قررت حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأمرت بتشريح جثة القتيل لمعرفة سبب الوفاة.