تحل اليوم الذكرى الـ 46 لنصر أكتوبر المجيد والذى يعتبر علامة فارقة للجيش المصرى وللأمة العربية، وتمر الأعوام وتبقى الذكريات فى وجدان من عاش الحدث، ويبقى التاريخ خير شاهد على ماحدث.
انها معركة العزة والكرامة، انها حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر ١٩٧٣م.
ان الحديث عن البطولات والتضحيات التى قدمها أبناء الوطن من أجل استعادة الكرامة والأرض ورد الاعتبار تحتاج الى مجلدات تكتب بماء الذهب ، وتحتاج الى دراما تؤصل لتلك البطولات،ومما يؤسف له أنه حتى اللحظة الراهنة لم يصدر عمل درامى له وزنه يجسد تلك البطولات، بل تنفق الملايين على دراما تشوهة صورة المجتمع وتظهر أسوأ مافيه، بعيداً عن تجسيد الانتماء الحقيقى الذى يجب أن يكون تجاه الوطن وتجاه كل من بذل روحه فداءا ونصرة لوطنه.
ولعى هنا أود أن أذهب مباشرة إلى استدعاء اهم الدروس والعبر التربوية التى كانت سببا فى نصر مصر و الأمة العربية، لكى تكون دافعا للبناء والعطاء والوحدة، فى وقت ضعفت فيه القوى، وغابت الوحدة، وكثرت الفتن بين العديد من الدول العربية
فمن تلك الدروس التربوية :
1. صيحة الله اكبر والتى كانت عنوانا واضحا لكل من عبروا القناة،لهذا من كان الله معه كان النصر حليفا له.
٢. الاستعداد النفسي والبدنى وبذل الجهد على المستوى الفردى والمستوى الجماعى للجنود والضباط والقادة.
٣. التخطيط العسكرى ودراسة الخطط بشكل جيد وفعال منذ هزيمة ١٩٦٧ وحتى قيام المعركة.
٤. التواصل الفعال بين الإعلام والمجتمع وغياب صيحات النفاق الاعلامى والتركيز على هدف واحد يتمثل فى استعادة الكرامة.
٥.التوجيه المعنوى الصادق والهادف للمجتمع وللجنود من أبناء القوات المسلحة.
٦. استشعار معنى الوحدة بين قادة الدول العربية والتعبير عن ذلك بشكل عملى من خلال الدعم المادى والمعنوى.
٧. استشعار المؤسسات التعليمية أهمية تأصيل الوعى لدى الطلاب بمعانى الكرامة والعزة وان الأرض التى اخذت بالقوة يجب أن تسترد بالقوة.
٨. اتحاد أبناء المجتمع المصرى والعربى على قلب رجل واحد عرف معنى الهزيمة وذاق تبعاتها، ولكنة لم يعرف معنى اليأس، ولهذا سعى إلى البناء النفسي والبناء المادى وتصالح الجميع مع نفسه ومن قبل مع ربه.
واخيرا فالدروس كثيرة وتحتاج إلى مقالات ولكن علينا الا نجعل من أكتوبر مجرد شهر أو ذكرى تمر مرور الكرام، علينا أن نتعلم من التاريخ والا نكرر أخطاء الماضى او الأمس القريب، علينا أن نستعيد العلاقة الصادقة مع الله ثم مع النفس ثم فيما بيننا كابناء أمة واحدة ومجتمع واحد، من يسعى فيه إلى صناعة الطائفية وترويجها هو من يسعى لهدم هذا النسيج الذى عبر بصدق عن كل معانى الاخوة والعطاء والبذل كل من شاركوا فى حرب أكتوبر من مسلمين ومسيحين بذلوا الأرواح من أجل عزة وكرامة وطن احبه الجميع، وسيبقى هذا الوطن ما بقى الأوفياء من أبناءه.
علينا أن نترحم على شهداء الواجب ممن بذلوا الأرواح فى سبيل عزة وكرامة الأمة، كل من استشهد على أرض سيناء الحبيبة، نسأل الله تعالى أن يسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة اللهم امين.