الثلاثاء , نوفمبر 26 2024
صلاح عبد السميع
الدكتور صلاح عبد السميع

الاتصال الفعال ضرورة حتمية فى الخطاب المجتمعى

دكتور صلاح عبد السميع  يكتب

قال بعض الحكماء :

إذا جالست الجهال فأنصت لهم.

و إذا جالست العلماء فأنصت لهم.

فان فى إنصاتك للجهال زيادة حلم و أن

فى إنصاتك للعلماء زيادة فى العلم.

والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هل يمارس المجتمع ثقافة الإنصات ؟

هل يمارس المجتمع آليات الاتصال الفعال ؟

الإجابة ليست بنعم أو لا ، أنما من خلال رصد الواقع الذى نراه ، واقع شعاره الصدام فى الخطاب المجتمعى ، واقع يعبر عن فوضى فى الخطاب داخل الأسرة الواحدة ، فوضى فى الخطاب داخل المؤسسات ، غياب شبه تام لمفهوم الاتصال الفعال ، فلا حديث عن مصداقية الطرح فى الخطاب الاعلامى ، غياب عناصر الاتصال الفعال من مرسل ومستقبل ورسالة وتغذية راجعة

ولعلى ادعوا فى مقالى الى ضرورة مراجعة طبيعة الخطاب الاعلامى الذى يهدم أكثر مما يبنى ، وعلى متخذ القرار أن يراجع ردود الأفعال الاعلامية عندما تهول أحيانا من الحدث ، أو تقزم من أحداث كبرى ، والمستمع أو المشاهد أو القارئ يستقبل الحدث فينفعل سلبا أو ايجابا مع ما يتم تناوله ، وهنا تكون المشكلة فى آلية الطرح ، من خلال غياب المعلومة الحقيقية باعتبارها جوهر الرسالة ، وغياب الوعى لدى المرسل وعدم قدرته على استخدام آليات التحدث والاتصال بشكل فعال ، وكذلك استغلال غياب الوعى الجمعى لدى المجموع العام ، وهنا يكون الخلل وتظهر الفوضى بين أبناء المجتمع الواحد مما يؤثر على طبيعة الأمن المجتمعى .

ومنا أود أن اشير الى أن الاتصال الفعال يعنى أن يتمكن الآخر ( المستقبل ) من التعرف عليك كما أنت بالفعال وليس كما تتصنع ، انه يعنى الصدق فى طرح الرسالة ( شفهيةـ  مسموعة ـ مكتوبة ) ـ وعند غياب المصداقية فى الطرح يكون الشك هو البديل والبحث عن بديل آخر قد يساهم فى تشويش المشهد واثارة الفوضى .

•     ما النصائح التى يمكن أن تساعد على الاتصال بشكل فعال ، تلك النصائح نقدمها لكافة شرائح المجتمع فى المؤسسات المختلفة ، تعليمية ، وسياسية ، واجتماعية، واقتصادية وذلك على مستوى الأفراد وكذلك على مستوى المؤسسات ، وهى على النحو التالى :ـ

•     اعرف ما تريد التحدث عنه .

•     اعرف من يستمع إليك .

•     اختر الوقت المناسب ( لمن ؟)

•     اختر المكان المناسب .

•     احترم الطرف الآخر .

•     تأكد من أن يستمع إليك يفهم ما تقول .

•     ادخل فى الموضوع مباشرة .

•     اجعل حديثك يستحق الاستماع

•     كن صادقا فيما تطرح من قضايا ومعلومات .

•     شجع المشاركة .

•     لا تستعمل كلمات استفزازية

•     تحكم فى إيماءاتك ونبرات صوتك .

•     تجنب الغموض

•     قل ما تعنيه أو تقصده

وبعد نحن فى حاجة ماسة الى أن نترجم كل ما سبق الى واقع عبر الخطاب المؤسسي وعبر الخطاب الإعلامى ، وتحقيقا لمهارات اتصال حقيقية على الجميع أن يتمثلوا شعار “أنت أنا” لأنه من خلال ,, أنت أنا  ,,

•     ترى نفسك عندما تنظر للآخرين .

•     تفرح بانجازاتهم لأنها لك.

•     تغفر أخطائهم لأنها اخطائك.

•     تستطيع أن تفهم الناس لأنهم أنت.

•     تكسب حب الناس و احترامهم.

إنها دعوة للمجتمع ودعوة لمن يهمه الأمر فى لحظة فارقة نحتاج  فيها الى مراجعة أنفسنا فيما نقدم وفيما نطرح من رؤى وأفكار ومعلومات ، هل تتفق ومهارات الاتصال الفعال مع المجموع العام لأبناء المجتمع ؟ وهل تتفق مع آليات تحقيق الأمن المجتمعى ؟

إلى اللقاء.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لا تقلق أنها جملة اعتراضية!!

كمال زاخر الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ مازالت الرسائل التى تحملها الىَّ آليات العالم الافتراضى، على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.