كتب : محمد السيد طبق
مع شروق شمس اليوم الحادي عشر من سبتمبر يحتفل العالم برأس السنة المصرية.. عيد النيروز. 1 توت أقدم تقويم شمسي عرفه العالم
والنيروز” هو تطور لكلمه مصريه قديمة “ني يارؤو”
وتعنى “ابتهال للخالق لمباركه الانهار”
لان فى مثل هذا الوقت هو موعد اكتمال موسم فيضان النيل فعندما دخل اليونانين ابدلو الراء ب اللام فاصبح “ني يالؤو” ومنها اشتق العرب كلمه “النيل”
شهور السنة المصرية تضم ١٢ شهر ..
توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى
وتعود أسماء تلك الشهور في الغالب إلى أسماء آلهة وأعياد دينية فرعونية منذ آلاف السنين تم تحويرها على مدى قرون إلى أن استقرت على هذه الأسماء فمثلاً
شهر توت يعود الى الاله تحوت رب المعرفه والعلوم
وشهر بابه يعود الى الاله حابي رب النيل
وشهر هاتور يعود الى الالهه حتحور ربه الغناء والجمال
وشهر برموده يعود الى الالهه رنوده ربه الحصاد
وشهر بشنس يعود الى الاله خونسو رب القمر الى اخره
وإلى الآن في بعض المناطق، يستخدم الفلاحون المصريون هذا التقويم فقط في حياتهم لارتباطه بالزراعة: من فيضان النيل وجفافه إلى زراعة المحاصيل وحصدها
وقبل عقود عدة، كان الفلاحون يعرفون تلك الشهور بملمح زراعي مميز، حتى أصبحت أسماء الشهور مرتبطة بما يمكن وصفه بالأمثال الزراعية
ومن أشهر الأمثال المرتبطة بالأشهر القبطية الفرعونية:
توت: “إروي ولا تفوت”
أي أن الري ولو كان كثيرا لا يضر الأرض
بابه: “خش واقفل الدرابة”
أي اغلق الأبواب والمنافذ جيدا استعدادا للبرد مع قدوم الخريف
هاتور: “أبو الدهب منثور”
أي اصفرار محصول القمح في الحقول مع قرب حصاده
وكذلك “إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور”
كيهك: “صباحك مساك شيل إيدك من غداك وحطها في عشاك”
كدليل على قصر النهار في هذا الوقت من السنة
طوبة: “تخلي الشابة كركوبة”
أي من شدة البرد تصبح الصبية وكأنها عجوز
لانحنائها بحثا عن الدفء
أمشير: “يفصص الجسم نسير نسير”
و”أمشير يخللي جسمك ع الحيط نسير”
أي أن رياحه العاتية تكاد تمزق الأجساد
وأيضا “أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير”
برمهات: “روح الغيط وهات”
أي اذهب إلى الحقل واجمع ثمار المحاصيل
برمودة: “دق العامودة”
أي تجهيز درس القمح بعد حصاده
وكان ينصب عامود في وسط “جرن” لذلك.
بشنس: “يكنس الأرض كنس”
أي ما بعد الحصاد وخلو الحقول من آثار زراعتها
بؤونة: “تنشف الميه من الماعونة”
أي تتبخر المياه من الأواني من شدة الحر
و”بؤونه نقل وتخزين المونة”
أبيب: “فيه العنب يطيب”
أي شهر حصاد الكروم
مسرى: “تجري فيه كل ترعة عسرة”
أي تزيد مياه فيضان النيل فتغمر حتى القنوات الصغيرة الجافة طوال العام
واخترع المصريون التقويم من قبل أكثر من 6000 عام، واعتمد تقويمهم على اثنتى عشرة دورة للقمر – أي اثنى عشر شهرا
وقسم المصريون التقويم الى ثلاثة مواسم
حيث يضم كل منها أربعة أشهر تتزامن مع ارتفاع منسوب مياه نهر النيل وانخفاضه
وقسم كل شهر إلى 30 يوما، أي ما مجموعه 360 يوم في السنة
وفي وقت لاحق لاحظ المصريون عدم دقة تقويمهم بشكل كاف فلم يفض نهر النيل كل عام بحلول نهاية شهر يونيو كما كانوا يتوقعون
لذا قرروا إضافة خمسة أيام إلى العام لتعويض هذا الفارق، فصار العدد الإجمالي لأيام السنة 365 يوما.
ونظرا لاعتماد المصريين القدماء على السنة القمرية كانت السنة المصرية القديمة أقصر من السنة الشمسية بما يقارب ربع يوم فتراكم ذلك التفاوت مع مرور الوقت
ولأن ظهور الشعرى اليمانية حدث نجمي يتم كل 365 يوم وربع يوما فلم يتوافق بدقة مع تقويمهم مما سبب لهم حيرة ولتصحيح ذلك التفاوت قرروا إضافة شهر إلى السنة كل ثلاث سنوات، لتصبح السنة بها 384 يوما وتكون “عاما عظيما”.
وفي عام 238 قبل الميلاد صدر مرسوم من الحكام البطالمة بتعديل التقويم المصري بإضافة 6 أيام اضافية بدلا من خمسة مرة كل أربع سنوات
ليصبح طول العام الواحد 366 يوما بدلا من 365 يوما أي سنة كبيسة
فعارض المصريون ذلك التعديل بشدة
حيث أن أغلبهم كانوا مزارعين وتلك المواسم الزراعية هي التي شكلت عامهم ومع ذلك أدخل التقويم السكندري إلى مصر في عام 25 قبل الميلاد ونفذ بفاعلية.
استخدم التقويم المصري على مر العصور فلا تزال الكنيسة المصرية تستخدم التقويم المصري القديم، وكذلك المزارعون المصريون المعاصرون لحساب المواسم الزراعية ويرتبط التقويم المصري أيضا بالاحتفالات المحلية مثل الفيضان السنوي لنهر النيل وعيد الربيع القديم “شم النسيم”
وكان “سعف النخيل” من النباتات المميزة للأعياد وخاصة “رأس السنة” حيث كان سعف النخيل الأخضر يرمز إلي بداية العام لكونه يعبر عن الحياة المتجددة كما أنه يخرج من قلب الشجرة
فكانوا يتبركون به ويصنعون ضفائر الزينة و يعلقونها علي أبواب المنازل ويوزعون ثماره الجافة كصدقة علي أرواح موتاهم
وما زالت تلك العادات القديمة من مورثونا حتى يومنا هذا
وكانوا يصنعون من سعف النخيل أنواعاً مختلفة من التمائم والمعلقات التي يحملها الناس في العيد علي صدورهم وحول أعناقهم كرمز لتجديد الحياة ولحفظهم من العين الشريرة
وكان الشباب يحملون سعف النخيل في رقصاتهم الجنائزية ورقصاتهم الشعبية الجماعية
ومن أقدم العادات والتقاليد التي ظهرت مع الاحتفال بعيد “رأس السنة” صناعة الكعك والفطائر وانتقلت بدورها من عيد رأس السنة لتكون سمه من سمات الأعياد التي جعل لكل منها نوع خاص به
وكانت الفطائر مع بداية ظهورها في الأعياد تزين بالنقوش والتعاويذ الدينية وقد أتخذ عيد رأس السنة في الدولة الحديثة طابعاً دنيوياً وخرج من بين الأعياد الدينية العديدة ليتحول إلي عيد شعبي له أفراحه بهجته الخاصة
وكانت طريقة احتفال المصرين به تبدأ بعمل الكعك في الأعياد ولو نظرنا إلى كلمة “كحك” فهي كلمة مصرية قديمة ومنها جاءت كلمة ” كعك ” العربية و “Cake” الإنجليزية
وترجع هذه العادة المصرية التي صنعها المصرين قديما منذ العصور القديمة وسميت ب”القرص” لأنها مرتبطة فى عقيدتهم بقرص الشمس والتي كانت من مظاهر الكون المقدسة في مصر القديمة
حيث نجد الكعك يأخذ الشكل المستدير الكامل ويزين بخطوط مستقيمة مثل أشعه الشمس الذهبية ومن هنا كانت فلسفة القرص المستدير
وكانت النسوة في مصر القديمة يصنعون “الكعك” ويقومون بأهداه إلى المعابد
حيث إن النسوة يقومون بإحضار عسل النحل الصافي و يضاف مع السمن ويضعونه على النار ثم يضاف إلية بعض الدقيق ويقلب على النار حتى يتحول إلى عجينة يمكن تشكيلها بأي شكل ثم بعد ذلك يحشونه بالعجوة وبعد الانتهاء يتم تزينه ببعض الفواكه
كل عام وكل المصريين بخير وصحه وسلام وسعاده بمختلف اطيافهم ومعتقداتهم واديانهم وانتمائتهم فاذا افترقنا فى الاعياد الدينيه جمعتنا الاعياد القوميه الوطنيه كل عام وانتم بخير بمناسبه السنه المصرية الجديدة رقم 6261