كريم كمال
فى الكلام على أن القلنسوة الحالية والتى هى من ملابس الرهبان سريانية الأصل وليست قبطية وقد ادخلها الأنبا شنودة ” قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث مثلث الرحمات ” لأنه أعجب بشكلها نتاج صداقته بأحد أساقفة السريان
الشبهة تعد غير صحيحة لعدة أسباب
أولها :
جميع أيقونات القديس الأنبا انطونيوس تظهر ارتدائه لغطاء رأس على الأقل وهذا لا خلاف عليه
حتى الرافضين لقرارات المجمع المقدس [1] من جهة لباس الرهبنة
الأيقونة المرفقة للقديس الأنبا انطونيوس اول الرهبان عمرها 300 ويظهر فيها وهو يرتدي القلنسوة
مؤسس الرهبانية السريانية هو راهب من غزة ” فلسطيني ” تتلمذ على يد القديس انطونيوس الكبير
وهو القديس هلاريون ” إيلاريون ” الذى ولد سنة 291 م تقريباً وتنيح سنة 371 م اى عن عمر 80 عام
ومن بعده ازدهرت الحياة الرهبانية فعرف مار افرام السرياني كرئيس دير وكونه جوقة من المرتلات
وطبعاً الأيقونات كلها تظهر مار أفرام وكذلك مار اسحق وهذا يعني إنهم اخذوا هذا الشكل عن القديس إيلا ريون الذى أخذه عن القديس انطونيوس وهو الذى أخذه القديس من الملاك
ثانياً .. بستان الرهبان قصة الأب دانيال الأسقيطي
كان بالقربِ من جبلِ شيهات، الذي تفسيره ميزانُ القلوب، دير فيه كثير من العذارى، وكان لهن رزق قليل، وكن يفرقن منه على المساكين والغرباء، وإنَّ مبغض الخير، لم يحتمل البر الذي يصنعنه، فدخل في قلبِ مقدمِ قبيلة بالقربِ منهن، وأغراه بسرقة الديرِ، وكم كان فرح رجاله لما عرفهم بعزمه رجاله، فلما جاءوا إلى الديرِ، تحايلوا كيف يجدون السبيلَ لأخذه، لكنهم لم يقدروا، لأن حصن الديرِ كان منيعاً، فقال لهم مقدمهم: «ما أقوله لكم افعلوه، امضوا واحضروا لي ثياب راهبٍ، وبليناً أسود، وقلونية “قلنسوة” منقوشةً كلها صلبان، مثل شكل أنبا دانيال، الذي من شيهات، فإذا أمسى الوقت، لبست كلَّ ذلك، وآخذ بيدي جريدةً، وأقرع الباب، فإذا نظرن إليَّ يفتحن لي من أجله، وبذلك أهيئ لكم الموضع لتنهبوه براحة» فلما سمعوا فرحوا، وأحضروا الثياب الذي طلبه
وهنا واضح أن ثياب القديس بها قلنسوة والقلنسوة عليها صلبان فهو زى رهباني قبطي هنا
ثالثاً .. شهادة التاريخ إنه قبل مجمع خلقيدونية إذ ان الاب دانيال طيب الذكر القديس المجاهد كان فى زمن الصراع الخلقيدونى وما بعده
[[ وأما خلفهم ” يقصد الملكانيين الخلقيدون او البيزنطيون ” الثالث عشر فى لباس الرهبنة لأنه أول من ابتدع هذا اللباس أبونا القديس انطونيوس ظهر له ملاك الرب الشروبيم ذو الستة أجنحة وقال له : تشبه فى جهادك بهذا الشكل فلبس انطونيوس ستة أجنحة نظير الشاروبيم القلسوة ” القلنسوة ” جناحين تغطي العينين والميزرة ” جناحين تغطي الرجلين والاسكيم جناحين للطيران كمثل الشاروبيم الذى ظهر للعظيم انطونيوس … ]] [4]
من هذا نستنتج ان الأيقونات تظهر القديس الأنبا انطونيوس مرتدياً قلنسوة
التاريخ يظهر ان القلنسوة كانت بصلبان فيما تلى مجمع خلقيدونية و
التاريخ يؤكد على اصالة القلنسوة كتعليم رهبانى مميز للقبط منذ مجمع خلقيدونية على الاقل وأنه زى مميز يتميز به القبط عن الملكان ” البيزنطيين “
وفى النهاية ومع ان رواية استعادة القلنسوة من الكنيسة السريانية ليست خاطئة تماماً ولكن المراجع تؤكد اقدمية هذا الزى وأنه زى قبطي كما اشرنا .. فيجدر بنا شكر الكنيسة السريانية على حفظه لنا
وأن العلاقات بيننا وبين الكنيسة السريانية قائمة على وحدة الايمان والشركة فى المذبح بل واننا نذكر مار افرام وسكناه فى مصر وماقبلته للقديس الانبا بيشوي الكبير المصري
ونذكر ان القديس البابا ابرآم ابن زرعه كان سريانياً ونذكر أن المتنيح الانبا اسيذوروس اسقف ورئيس دير البراموس كان سريانياً ونذكر طبعاً مار ساويروس الانطاكى المدافع عن عقيدة الطبيعة الواحدة من خلال الرد والبرهان والكتاب والاباء والذى نذكره فى المجمع وفى تحليل الخدام
كونوا معافين
بنعمة المسيح .. خرستوذولس
الراحل قداسة البابا شنودة الثالث اعاد فقط القلنسوة للرهبانه القبطية التي التي غابت عنها قرون طويله … القلنسوة التي ارتدها القديس انطونيوس اب واول وموسس الرهبانه في العالم وليس في الكنيسة القبطية فقط فليس هناك قلنسوة قبطية غير قلنسوة انطونيوس اب الرهبان المصري الذي نتفتخر انه اساس كل رهبانيات العالم ,
المراجع :
1- حيث سمح للراهب عند رسامته باطلاق لحيته ولبسه ملبساً اسود بسيط تغطى الرئاس كلة فلنسوة من الاقمشة السوداء بها 12 صليب تشير على الجهاد الرسولى ليتذكر الاثنى عشر فضيلة التى يجب ان يقتنيها، ويشد الرهبان احقاءهم بمناطق من جلد وترمز الى حالة الاستعداد الدائم، ويؤهل من يتقدم من الرهبان فى الفضيلة الى لبس الاسكيم الكبير وهو له طقوس خاصة وعبادات نسكية اكثر والاسكيم الكبير هو عبارة عن قطعة طويلة من الجلد مضفورة باشكال صلبان وتحوى 12 صليب يتوشح بها الراهب تحت ثوبة الرهبانى – كما ورد فى قانون الرهبنة الذى صدر فى حبرية قداسة البابا الانبا تواضروس الثاني
2- القطع فى المنتصف يرجع ان الشيطان اراد ان يخطفها من ابينا القديس انبا انطونيوس فمتزقت ولكن القديس طلب رب المجد فولى الشيطان هارباً – سمو الرهبنة لنيافة الانبا متاؤس اسقف ورئيس دير السريان العامر ص153-165
3- بستان الرهبان – الانبا دانيال الاسقيطي – ص 345
4- كتاب ( ترتيب الكهنوت ) للعلامة انبا ساويروس ابن المقفع اسقف الاشمونيين والذى ولد عام 915 م فى الفرق بين القبط والملكية ص71