الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الداخلية

وقائع نصب ب 620 مليون جنية

قبل ساعات تفجرت واقعة احتيال فى أحد أحياء الجيزة، كانت حصيلتها أكثر من 160 مليون جنيه، حصل عليها نصاب نجح فى بيع الوهم لمئات الضحايا من الطامعين فى الكسب السهل، لكن تلك الواقعة على ما فيها من تفاصيل مثيرة وأرقام ضخمة، لم تكن الأولى فى مسلسل استغلال المواطنين باسم «توظيف الأموال»، والغريب أن كل تلك الوقائع تقع وتتكرر بالآلية نفسها تقريبا!

يبدأ الأمر بنشاط أحد الأشخاص فى مجال عمل، وإعلانه عن ازدهار كبير فى أنشطته وتحقيق أرباح ضخمة، وقد يُطوّر الأمر إلى الاتفاق مع أحد أصدقائه أو أقاربه على الحديث عن إيداعه أموالا لديه والحصول على فوائد وأرباح مرتفعة، ليبدأ توالى العملاء و«الزبائن» المُخدرين بوهم الربح السريع والسهل، وقتها تتراكم حصيلة الأموال لدى النصاب المحترف، ويُسطّر الضحايا الجملة الأولى فى رحلة معاناتهم الطويلة التى قد تنتهى سريعا أو تمتد شهورا وسنوات، لكنها بالتأكيد ستُسفر عن خسارة فادحة.

عقب اكتشاف المودعين أنهم كانوا ضحايا لنصاب محترف، يبدأ المسار القانونى من خلال المحاضر والبلاغات، وبدورها تضبط الأجهزة الأمنية المتهم، وحال كانت هناك تعاقدات أو أوراق أو إيصالات أمانة تُثبت تلك الودائع يخوض الضحية مسارا طويلا للحصول على أمواله التى لم تعد موجودة، سواء لتهريبها أو إخفائها أو تخزينها فى عقارات بأسماء آخرين، أما حال غياب الوثائق فإن تلك الحقوق تذهب بلا رجعة، وفى كل الأحوال ينفتح الباب على احتمالات عديدة فى صراع قضائى ممتد، يواجه فيه المتهم جرائم النصب والاحتيال وتقاضى أموال بدون حق وممارسة نشاط مصرفى بالمخالفة للقانون، ويواجه الضحايا المجهول

800 مليون جنيه فى شهر

فى الشهور الأخيرة تكررت وقائع النصب باسم «توظيف الأموال» عشرات المرات، بدءا من ضبط متهم فى إحدى محافظات الصعيد حصل على عشرات الملايين من ضحاياه، الذين كانوا يُلقّبونه بـ«المستريح»، فى ضوء البذخ والرفاهية اللذين يعيش فيهما، ومن وقتها أصبح هذا اللقب لصيقا بالمتهمين فى تلك النوعية من القضايا، وللأسف بات أحد أكثر الألقاب والتعبيرات تكرارا فى صفحات الحوادث!

قبل واقعة منيل شيحة التى تفجرت تفاصيلها فى الساعات الماضية، شهدت مصر 10 وقائع نصب فى 5 محافظات خلال شهر واحد، تركزت 5 منها فى الغربية وحدها بما يتجاوز 620 مليون جنيه، وكان القاسم المشترك والمتكرر بين كل تلك الوقائع أن نصابا أقنع المواطنين بمنحه أموالهم لقاء فائدة تتراوح بين 25 و40%، وأن ضحايا كُثر أغراهم الطمع والسعى إلى الربح السهل دون عمل أو جهد، فراهنوا بكل ما يملكون على طاولة مثقوبة، شاهدوا بأعينهم وقائع ابتلاعها لأموال طوابير غيرهم خلال الشهور السابقة.

ربما يصعب إحصاء قضايا النصب وتوظيف الأموال وعصابات المستريحين، لكن العودة إلى صفحات الحوادث خلال شهر واحد تكفى لإجلاء الصورة وكشف ما تنطوى عليه من مفارقة، بسقوط مئات من الأطباء والصيادلة والمهندسين والمهنيين والموظفين والتجار ورجال الأعمال فى قبضة تلك العصابات، دون وعى أو تفكير، فى مدينة طنطا على سبيل المثال تلقت الأجهزة الأمنية 242 بلاغا ضد «رضا. ا. ص»، مهندس زراعى، حصيلتها 600 مليون جنيه استولى عليها من عشرات المواطنين زاعما توظيفها ومنحهم أرباحا مرتفعة،

وفى سوهاج ضبطت مباحث الأموال العامة شخصا لاستيلائه على 800 ألف جنيه من 5 مواطنين لتوظيفها فى تجارة «كروت شحن» الهواتف المحمولة مقابل أرباح شهرية، كما سقط مسؤول عهدة فى الأقصر لاستيلائه على 13 مليونا و315 ألف جنيه من عشرات المواطنين، نظير توظيفها فى شركة للنقل الجماعى وأعمال المقاولات وقطع الغيار، وأمرت نيابة المنوفية بحبس سيدة 4 أيام بتهمة النصب بعد إيهامها عددا من المواطنين بشراء سيارات من مزادات مصلحة الجمارك، وحصولها على 4 ملايين جنيه مقابل وعود بفائدة شهرية مرتفعة.

فى المنوفية سقط موظف فى إحدى شركات التأمين بعدما جمع 3 ملايين جنيه من تجار فاكهة، وضبطت مباحث الأموال العامة فى الدقهلية صاحب مكتب استيراد وتصدير جمع 9 ملايين جنيه من المواطنين، لتوظيفها فى تجارة الهواتف المحمولة، كما سقط آخر فى طنطا بالغربية لجمعه مليونا و178 ألف جنيه من مواطنين لتوظيفها فى تجارة المحاصيل الزراعية، وتكرر الأمر فى طنطا أيضا بضبط «محمد.ع. و»، مدرس ويقيم فى محلة منوف، لاستيلائه على 500 ألف جنيه من 9 أشخاص لتوظيفها فى تجارة المحاصيل أيضا، وزادت حصيلة الغربية من الضحايا بواقعتين أخريين: الأولى بطلها طبيب بشرى جمع مليونا و837 ألف دولار «أكثر من 31 مليون جنيه» من مواطنى طنطا لتوظيفها فى الاستثمار العقارى، والثانية بطلها مدرس استولى على مليونين و700 ألف جنيه من ضحاياه فى مركز قطور بتوظيفها فى تجارة الحاصلات الزراعية.

شاهد أيضاً

ارتفاع قيمة واردات مصر من الوقود إلى 12.5 مليار دولار

قال مسؤول حكومي إن مصر استوردت شحنات وقود من الخارج بقيمة تجاوزت 12.5 مليار دولار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.