بقلم م/ جورجيت شرقاوي
تأملت ما نشرته صفحة اجنبية عن العذراء مريم في عيد صعودها و صداه علي مواقع التواصل الاجتماعي ، فجسدت نصف صور العذراء مع امرأه تحمل طفلا يظهر عليه علامات القهر و الوجيعه من الفقر الشديد وكأنها تستغيث و مدون علي الصورة ” اذا أردتم تكريم القديسة مريم ،فذكروا أولادها الذين ليس لهم احد يذكرهم ”
و الحقيقة أن الصورة لما تحمل من معاني إنسانيه كثيرة قد تجعلنا نتغاضي عن تشبيه المقدسات بامرأه عاديه تحمل طفلا ، فلا المرأه تركز للعذراء كريم و لا الطفل يرمز للسيد المسيح و لكن قد تجعلنا نتعمق لماذا اضطر صاحب الصورة أن ينشرها بهذه الطريقة ؟
فلا أعتقد أن تجميع الصورتين موفق تماما لانه يظهر نوع من التساوي أو النقيض ، فبالطبع السيدة العذراء لم تحيا حياه البزغ و لا الرفاهية
انما اجد ان الصورتين يكملوا كل منهما الاخر بعض ، مع الاحتفاظ ان السيدة العذراء كونها الاناء المختار لم تشعر بقهر و لا عجز ، و كان من الأفضل أن تظهر الصورتين بشكل مناسب لو السيدة العذراء تواسي السيدة المقهورة وتطمأنها بغير التساوي .
و يبدو أن مصمم الصورة ارتكز علي جانب التأمل تأملت من خلال قول السيد المسيح نفسه ” لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني . كنت غريبا” فأوويتموني ” مت: 25: 35
، فليس هناك اي عثرة في تلك الصورة ، فالسيد المسيح ذاته وضع نفسه مكان الجائع والعطشان والغريب و الذين ليس لهم أحد يذكرهم و اسماهم “إخوته” ، ولم ينفصل عن متاعب خليقته بل قال ستجدوني في جميع هؤلاء ولذا اضاف قائلا ” بما انكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الاصاغر فبي قد فعلتم ” مت : 40:25
و ذا كنا نؤمن بأن الإنسان مخلوق على صورة الله، فيجب أن نتقبل الصورة التي أصبحت مكررة داخل كنائسنا و مجتمعنا ، فأن الدينونة التي سندان عليها هي دينونة المحبة الأخوية ، فلنتعلّم أن نحب بالعطاء، لا بالكلام .
تأملت نفسيه صاحب الصورة و كأنه أراد صحوة داخل الكنيسة من اول الخادم الي اعلي رتبه كنيسه ، هل نحن بالفعل مؤهلين أن نفرح بعيد السيدة العذراء و نحن في نهايه عام ٢٠١٩ و هناك الوفات متألمون لا يعرفون كيف يطعمون أطفالهم و منهم المرزولين داخل الكنائس و منهم من لم يستفيدو بتبرعات الكنائس ؟ أليست الصورة خير دليل ان السيدة العذراء حزينه علي شعبها و تتضرع بأسمرار كيف وصلت الفجوة بين الخادم و المخدوم .
فأن تأملنا حال العالم و كيف وصل من خراب و دمار الحروب و لحق بأطفالنا ، نجد ايقونه «العذراء المقهورة» تلمع أمام عيوننا و لكن يبدو أنه اعتاد الكثير عن صم أذنه و عيناه عن ما يحدث بأطفال العالم و قررو أن يقفو متفرجين حتي تولدت هذة الايقونه من رحم الانسانيه المعذبه .