الأحد , ديسمبر 22 2024

الأزمة التي سببتها وزيرة الهجرة المصرية في كندا

وزيرة الهجرة نبيلة مكرم وزيرة نشيطة ولها إنجازات كثيرة، ولكنها أخطأت التعبير عندما قالت في كندا أن من ينتقد مصر في الخارج نعمل فيه ايه؟ وأضافت، “ندبحه” مشيرة لرقبتها، ولكن هل هذا تهديد لمن ينتقد مصر؟

هذه عبارة خاطئة منها ولكنها بالتأكيد كانت عفوية وغير مقصودة، بالرغم من ان النظام الأمني المصرى الحالي يضيق الخناق على صحفى مصر في حرية الانتقاد.

الضيق من كلام الوزيرة ليس فقط في كلمة “ندبحه” وهى كلمة خاطئة يقولها الشعب المصرى ولا يعنيها حرفيا، ولكن الخطأ الثاني في عودة التعبير أن من ينتقد النظام كأنه ينتقد مصر، فماذا استفادت مصر من ثورتي 25 يناير و 30 يونيو في مجال حرية الرأي، مصر عادت للوراء في هذا، والخوف من تكرار ثورة 25 يناير المبرر الأمني لتكتيف حرية الصحافة والاعلام وتهميش الإعلاميين المنتقدين للنظام، بل وصل الأمر ان من يكتب من الخارج في وسائل التواصل الاجتماعي ينتقد شيئا في النظام يتم استجوابه عند الذهاب لمصر، واعرف حالات طلب لجوء لكندا بسبب هذا، ولو طبقت الدول الغربية هذا لحاكمت كل احزاب المعارضة، وأكثر الشخصيات انتقادا من الامريكان هو الرئيس الأمريكي نفسه.

في عام 2010 عند احداث نجع حمادي وعندما كان المصريون في كندا يستعدون للقيام بمظاهرة لتكرار اعمال العنف ضد الاقباط في مصر أرسل السفير المصرى في كندا وقتها “شامل ناصر” رسالة معنونه “لكبير القساوسة في كندا” يبلغه ان الرئيس مبارك ينوى الضرب بيد من حديد على كل من يحرض على الفتنة.

اعتبرت الهيئة القبطية الكندية أن هذا تهديدا لهم وتم ترجمة هذه الرسالة للخارجية الكندية وقبلت الحكومة الكندية الشكوى معلنة السفير شامل ناصر شخصا غير مرغوب فيه داخل حدود كندا حيث وجه كلمات من شأنها منع مواطنين كنديين من حقهم في التظاهر، واُبلغ القرار الكندي لوزير الخارجية المصرى وقتها احمد أبو الغيط وتم نقل السفير شامل ناصر من كندا إلى تايلاند، وبهذا تم تخفيض رتبته الدبلوماسية لدولة اقل أهمية في العلاقات المصرية، ولقد قامت مظاهرات كبيرة وقتها في كندا نقلها الاهرام الجديد، والسفير في هذا كان قاصدا التهديد ولكن بشكل مستتر لم يعفه المسؤولية.

لا اود ان تتم ترجمة كلمة الوزيرة نبيلة مكرم وتقديمها للخارجية الكندية لأنه من الممكن أن تعتبر الحكومة الكندية شخصية الوزيرة نبيلة مكرم غير مستحب وجودها في كندا بعد الآن، وأيضا ليس هذا إساءة لمصر ولكن لشخصية الوزيرة التي تكلمت عفويا ولم تقصد ما قالته. 

ولقد قال القديس يعقوب بما معناه أن اللسان عضو صغير ولكن قد يكون مملوء سما مميتا، ولقد نصحنا عادل امام في مدرسة المشاغبين (كل واحد يحافظ على لغلوغه) 

ومن كان منا بدون زلفة لسان فليرمها أولا بحجر.

د. رأفت جندي

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

تعليق واحد

  1. الكاتب الأديب جمال بركات

    أحبائي
    أكره كلام السياسة لكن
    عشنا حياتنا في الوسط الثقافي نطالب بالعدل والمساواة وحرية الرأي والتعبير
    لكن البعض ركب على جناح هذه الموجة ودرب في الخارج على استخدامها بالباطل في تهييج الجماهير
    هذا البعض قبض الملايين من جورج سورس وقادهم برنار هنري ليفي داخل الدول العربية بغية الخراب والتدمير
    وانا شخصيا من أكثر منتقدي الحكومة في العهدين السابق والحالي ومن أكثر منتقدي الرئيس السيسي ولكن مع الإحترام والتقدير
    أحبائي
    دعوة محبة
    أدعو سيادتكم الى حسن التعليق وآدابه…واحترام بعضنا البعض
    ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
    جمال بركات..رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.